المخرج الكبير داوود عبد السيد: ليس لدينا حركة سينمائية حقيقية..والسينما فى مصر "زى البطريق" طائر غير قادر على الطيران..لا أؤمن بالتصنيف العمرى ولا يمكن تقديم فن حقيقى فى ظل رقابة دينية وأخلاقية وأمنية

الجمعة، 17 مارس 2017 10:00 ص
المخرج الكبير داوود عبد السيد: ليس لدينا حركة سينمائية حقيقية..والسينما فى مصر "زى البطريق" طائر غير قادر على الطيران..لا أؤمن بالتصنيف العمرى ولا يمكن تقديم فن حقيقى فى ظل رقابة دينية وأخلاقية وأمنية داوود عبد السيد
حاوره فى شرم الشيخ - على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المخرج الكبير داود عبدالسيد، واحد من أهم مخرجى جيله، ربما لم يقدم الكثير من الأفلام السينمائية، حيث يضم تاريخه السينمائى 9 أفلام فقط فى 40 عامًا، إلا أنه كان حريصًا على وضع قواعد ومعايير معينة لتقديمه أفلامًا سينمائية، وهو ما وضعه فى مكانة متميزة دون غيره، فسينما داود عبدالسيد لا تشبه سينما أى مخرج آخر سينما ينسجها بروحه وبخياله، وهو ما جعله يحتل 3 مراكز مختلفة بقائمة أهم 100 فيلم عربى بأفلامه «الكيت كات» للنجم محمود عبدالعزيز، وأرض الخوف للنجم أحمد زكى و«رسائل البحر» لآسر ياسين وبسمة.
 
«اليوم السابع» التقت مخرج الروائع داود عبدالسيد على هامش حضوره فعاليات مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، فى دورته الأولى وتحدث معه عن مهرجان شرم الشيخ وأزمات المهرجانات المصرية وعن صناعة السينما ومشكلاتها، إضافة إلى جهاز الرقابة على المصنفات فى مصر.

فى البداية ما السبب وراء حرصك على حضور فعاليات شرم الشيخ حتى آخر يوم؟

مهرجان شرم الشيخ للسينما المصرية والأوروبية ليس بجديد فهو له شخصية متميزة، منذ أن كان فى الأقصر، وتم نقله إلى شرم الشيخ والدورات السابقة وضعت ملامح المهرجان فهو مهرجان جاد وثقافى لا يعتمد على النجوم بل يهتم بالثقافة، وهو ما يظهر فى اختياراته للرؤساء الشرفيين للمهرجان بداية من تولى الأديب الكبير بهاء طاهر رئيس شرف المهرجان فى الدورة الأولى، ثم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى فى الدورة الثانية، وفى الدورة الثالثة الفنان والنحات الكبير آدم حنين، مرورًا باختيار الدكتورة نوال السعداوى رئيسًا شرفيًا للدورة الأولى منه فى شرم الشيخ، وما يميز المهرجان هو اهتمام المهرجان بالسينما التشيكية واختيارها كضيف شرم المهرجان واختيار جيرى مينزل رئيسًا للجنة التحكيم كل ذلك يوضح ملامح المهرجان ويؤكد أنه ليس وليدًا.

إذا ما تعليقك على فكرة جلد المهرجانات وانتقادها بشكل شديد لوجود أخطاء تنظيمية؟

 جلد الذات أمر لا يخص المهرجانات فقط بل هو ظاهرة عامة، فالمصريون لديهم مأزق أنهم يرون أن مصر والمصريين يستحقون حياة أفضل من الحياة التى نعيشها ويستحقون مكانة أهم مما نحن فيه وهو مطلب مشروع وحقيقى وبالفعل نحن فى حالة سيئة تاريخنا وحضارتنا تستحق ما هو أفضل، وبالتالى هذا النقد رغبة فى تجاوز كل الأخطاء وهو أمر جيد ولكن يجب أن نفرق بين النقد والذبح.

وكيف رأيت أزمة المهرجان مع الرئيس الشرفى للمهرجان الدكتورة نوال السعداوى؟

 هناك خطأ ما حدث أنا لا أعرفه بالتفصيل لأننى لست محققًا فى الأمر، وإنما من المؤكد أن هناك خطأ ولا أرى مانعًا لمنعها من تقديم كلمة فى حفل الافتتاح حتى ولو كان هذا قانون المهرجانات، فهل يعقل أننا نقل أن نتجاوز ونكسر القانون فى أشياء كثيرة ونطبقها فى كلمة تلقيها رئيس شرف المهرجان!! ورغم ذلك المهرجان تدارك الخطأ وقدم ترضية مناسبة لها.

وهل ترى أن المهرجان من الممكن أن يساهم بشكل كبير فى التوعية بأهمية السينما الأوروبية ونشر ثقافتها؟

 توجه المهرجان مصرى عربى أوروبى، وبالتالى هو من حدد المساحة الجغرافية التى يتحرك بها ولكن أحد أهم المشكلات التى تواجه المهرجانات عمومًا هو عدم وجود الجمهور العادى، ففى الأقصر لا توجد صالات عرض مناسبة وفى شرم الشيخ فهى بلد سياحية والمتواجدين بها عاملين وليس هناك جمهور كبير، على عكس المهرجانات التى تقام فى تونس والمغرب والجزائر، حيث تجد حجم الجمهور المهتم بالحضور ومشاهدة الأفلام كبير، ويعود ذلك لوجود حركة نشطة لنوادى السينما فى تونس والمغرب وهو أمر مستمر لعقود، وللعلم نفس الحركة بدأت فى مصر من خلال نوادى السينما بالقاهرة وجمعيات السينما، والتى كانت تعرض أفلامًا يحضرها جمهور عريض ولكن توقفت تلك الحركة وبالتالى لم يحدث تراكم، ثم تجد محاولات أخرى ولكنها تبدأ من الصفر، وفى الحقيقة لن تحدث تلك النهضة فى السينما إلا من خلال الديمقراطية ومشاركة المجتمع المدنى وبدون تدخلات سواء أمنية أو إدارية.

السينمات المصرية مفتوحة للسينما الأمريكية والهندية فى رأيك ما الذى ينقص الفيلم المصرى لعرضه خارج مصر؟

 هناك فرق كبير فى الحركة السينمائية لديهم أما لدينا فى مصر فلا توجد حركة سينمائية حقيقية لأسباب كثيرة، منها الإنتاج وحساباته بيع وشراء الأفلام والإرادات، كما أن هناك نوعًا من السينما هو السينما التجارية، وهى فى رأيى عماد صناعة السينما ولست ضدها، ولكن السينما تجارية المرنة لها جناحان لتطير وليست مثل «البطريق» لا يطير وهو الوضع الحالى فى مصر، فالسينما جسدها السينما التجارية وجناحيها أعمال ذات قيمة فنية وهو تقريبًا غير موجود لدينا، لدينا داخل جسم الصناعة موجة من أفلام الشباب قليلة التكلفة ونجحت فى المهرجانات، ولكن أنا أتحدث عن سينما جماهيرية، مع الوقت من المؤكد أننا سنصل ولكن نحتاج لإجراءات أكثر من الدولة نحتاج لدعم لا تقدمه الدولة ونحتاج لحماية لا تقدمها الدولة وتترك المحتوى الفنى فريسة للقرصنة ونحتاج لحرية فى دولة لديها رقابة حتى ولو كانت رقابة عمرية فأنا لا أؤمن بالرقابة العمرية ولدينا رقابة أخلاقية ودينية وأمنية، وعلى سبيل المثال فيلم قطارات تحت الحراسة المشددة «لجيرى مينزل» والذى عرض بمهرجان شرم الشيخ أو فيلم «ما زلت أختبئ لأدخن» لا نستطيع عرضهما فى عرض عام، فكيف نريد أن يكون هناك فن فى ظل الرقابة يجب أن ننظر للأمر بتجرد وتكون الأمور واضحة.

ولكن ألا ترى أن الرقابة ليس لها مردود خاصة فى زمن الإنترنت؟

 «عايز تشوف فيلم شوفه لوحدك لكن نشوفه مجموعة لا «لأننا إذا شاهدناه سويًا ستناقش وسنختلف ونتفق ونتغير وهو أمر غير مقبول».

 

ولكن ألا ترى أن عرض فيلم fifty shades darker يعتبر تغيرًا نوعيًا؟

 السماح بعرض فيلم أو منعه لا يعنى تغيرًا، فالتغيير يحدث برؤية كاملة. 

 

فى النهاية هل لديك أى مشروعات فنية مقبلة وما السبب وراء تأخيرك فى تقديم أعمال سينمائية جديدة؟

التأخير دومًا بسبب الظروف الإنتاجية فقط ولا يوجد أى سبب آخر وراء التأخير.
العدد اليومى
العدد اليومى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو العُريف

مانشيت . . لم أقرأه داخل تفاصيل الحوار . .

المخرج الكبير داوود عبد السيد: لا يمكن تقديم فن حقيقى فى ظل رقابة دينية وأخلاقية وأمنية .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة