أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية عددًا جديدة من نشرة "إرهابيون"، جاء تحت عنوان (فتاوى الظلام.. أحكامٌ لتفتيت الأوطان)، وهو دراسة وصفية قامت برصد وتحليل أهم الفتاوى التى صدرت حول أحكام التعامل مع المسيحيين ودور عبادتهم، انطلاقًا من رسالة دار الإفتاء برصد كافة الفتاوى الشاذة والآراء المتشددة، والتى تحتاج إلى دراسة وبيان.
وجاء العدد الجديد من نشرة "إرهابيون" للوقوف على ظاهرة فتاوى تعامل المسلمين مع المسيحيين، وهو ملف شائك، تتَّخذ فتاواه المتطرفة من الطائفية سلاحًا لتفتيت الأوطان، وإيمانًا من رسالة مرصد دار الإفتاء فى تفنيد مثل هذه الفتاوى المتشددة، أعد هذه الدراسة للوقوف الفتاوى التى صدرت فى هذا الشأن، وتحليل الأحكام الشرعية التى حملتها الفتاوى محل الدراسة.
وأوضح مرصد الإفتاء أن الدراسة اعتمدت على المنهجين الوصفى والاستقرائى، والذى يقوم العمل بهما على الدراسات المسحية وتحليل المضمون وملاحظة واستقراء الظواهر بعد عملية الرصد والمتابعة، ومن ثمَّ قامت الدراسة برصد وتفنيد الفتاوى التى صدرت فى هذا الشأن وتحليلها وتحليل الأحكام التى جاءت فيها.
وأكد المرصد أن أحكام هذه الفتاوى جاء أغلبها بتحريم أى شكل من أشكال التعاون بين المسلمين والمسيحيين، بالإضافة إلى أن بعضها كان يحمل تحريضًا ضد المسحيين، ودعاوى بعدم معاملتهم فى بيع أو شراء أو أى نوع من أنواع العلاقات الاجتماعية، والحكم على فاعل هذه الأشياء بالخروج من الملة انطلاقًا من قاعدة الولاء والبراء.
وقال المرصد: إن فتاوى حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وارتباط ذلك بفكرة المؤاخاة بين المسلمين والمسيحيين احتلت المركز الأول بنسبة 54.5% من جملة فتاوى العينة، حيث جاءت الفتاوى فى هذا المحور بعدد 3000 فتوى.
بينما احتلت المركز الثانى بنسبة 35% فتاوى حكم بناء الكنائس فى بلاد المسلمين، وكذا حكم تعامل المسلمين مع هذه الكنائس بالصلاة والأذان وحضور الأعياد ومراسم الزواج والجنائز فيها، وجاءت فتاوى هذا المحور بعدد 1950 فتوى من جملة فتاوى العينة.
واحتلت المركز الثالث والأخير بنسبة 11% فتاوى التعامل بوجه عام مع المسيحيين فى التعاملات الاقتصادية من بيع وشراء وإقراض، وولاية المسيحى وانتخابه للوظائف العامة، والجزية، وحكم هدية المسيحيين، والتبرع لهم، وبدئهم بالسلام، والسكن معهم، وغيرها من كافة أشكال التعامل، وجاء عدد فتاوى هذا المحور 550 فتوى.
