رئيس وزراء المغرب المكلف يلجأ للإخوان لفك طلاسم "تشكيل الحكومة".. القيادى الإخوانى "بنكيران" يزور الدوحة فى حضور الغنوشى وقادة التنظيم.. وتقارير: طرق أبواب قطر طلباً للمشورة.. وممارساته استقواء بالخارج

الثلاثاء، 14 مارس 2017 11:17 ص
رئيس وزراء المغرب المكلف يلجأ للإخوان لفك طلاسم "تشكيل الحكومة".. القيادى الإخوانى "بنكيران" يزور الدوحة فى حضور الغنوشى وقادة التنظيم.. وتقارير: طرق أبواب قطر طلباً للمشورة.. وممارساته استقواء بالخارج عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة - ملك المغرب محمد السادس
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زيارة لم تتجاوز الثلاثة أيام قلبت الأوساط فى المغرب رأسا على عقب، فمنذ توجه رئيس الحكومة المغربية المكلف الإسلامى عبد الإله بنكيران الى العاصمة القطرية الدوحة لم تتركه الأنظار، حيث اعتبرها البعض طلبا للمشورة فى الأزمة السياسية التى يمر بها حزبه العدالة والتنمية المحسوب على التنظيم الدولى للإخوان، بعد فشله فى تشكيل الحكومة المغربية على مدار خمسة أشهر، فى حين اعتبرها البعض لحضور اجتماع للتنظيم الدولى ضم قيادات من تونس وبعض الدول الأوروبية مما يعد تجاهل للأزمة الداخلية والكشف عن انتماءاته الحزبية الخارجية.

 

وأثارت زيارة بنكيران للدوحة علامات استفهام حولها لأسباب عدة، أولها أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية منذ أن كلفه ملك المغرب محمد السادس فى أكتوبر الماضى بتشكيل الحكومة لم يغادر الرباط لأى زيارة خارجية إلا للضرورة القصوى، حيث قام بزيارة وحيدة لدولة الجوار موريتانيا لاحتواء أزمة دبلوماسية كادت تقع بين البلدين، كما أن الزيارة جاءت لحضور مؤتمر التكنولوجيات والاتصالات بقَطَر وهو فعالية لا ترتقى الى الحضور على مستوى رئيس الحكومة بنفسه.

 

ليس هذا فحسب بل إن توقيت الزيارة تزامن مع تواجد لقيادات بارزة فى التنظيم الدولى للإخوان من مصر وباكستان وتركيا ودول أوربية  فى الدوحة، وكان الأبرز حضورا بينهم راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، حتى تساءلت الصحافة المغربية اذا كان هذا التجمع لقيادات التنظيم الدولى فى التوقيت نفسه داخل الدوحة بمحض الصدفة أم انه اجتماع تم التدبير له.

 

واستنكر السياسيون المغاربة ترك رئيس الحكومة المكلف البلاد فى وقت حرج للمشاركة فى مؤتمر لا يرقى إلى المستوى، حيث يمر حزب بنكيران- المحسوب على تنظيم الإخوان الدولى -  بأزمة حقيقة، بعد أن استطاع فى اعقاب الربيع العربى أن يحصل على اغلبية نيابية بعد تعديلات دستورية فتحت الحياة السياسية فى المغرب.

 

واستطاع الحزب استغلال الأحداث الإقليمية وشكل أول حكومة إسلامية فى المغرب فى خضم صعود الإسلام السياسى بالمنطقة، إلا أن الانتخابات التشريعية الثانية بالمغرب والتى جرت فى أكتوبر الماضى لم تمكن الحزب من صفقه مماثلة لتلك التى جاءت بحكومته الولى، حيث لم يحصل على أغلبية تمكنه من التشكيل الحكومى منفردا، لذلك لجأ الى التحالف مع أحزاب آخرى لضمان حكومة مستقرة برلمانيا.

 

وعلى مدار خمسة أشهر هى عمر تكليفه بتشكيل الحكومة الثانية فشل بنكيران فى اتمام صفقات سياسية مع الأحزاب الآخرى داخل البرلمان، وهو ما وضع البلاد فى مأزق بسبب عدم وجود حكومة فعلية فضلا عما يتعرض له الحزب على المستوى الشعبى من خسر رصيده، إلا أن البعض يرى فى زيارته للدوحة لجوء الى معقل الإخوان فى الوطن العربى للبحث عن حلول ودعم خارجى له فى مواجهة الأزمة وعدم خسارة مركز ثقل آخر للتنظيم فى شمال أفريقيا بعد أن خسروا مصر وتم تحجيمهم فى تونس.

 

وما يرجح سيناريو أن بنكيران يستقوى بالخارج على أزمته الداخلية ، كما يؤكد موقع "فاس 24" هو تزامن زيارته مع إصدار تقرير عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يتزعمه عزمي بشارة تحت عنوان "أزمة تشكيل الحكومة في المغرب،: هل باتت مهمة بنكيران مستحيلة؟"، وهو التقرير الذى اتهم الدولة العميقة بعرقلة حزب العدالة والتنمية الإسلامى فى جهوده لتشكيل الحكومة، مؤكدا فى الوقت ذاته أن "بنكيران" يملك ما يشاء من الوقت للإنهاء التشكيل.

 

وطرح التقرير سيناريوهات للخروج من الأزمة فى المغرب، فى مقدمتها الوصول إلى "صفقة جديدة" تشبه تلك التي جاءت بحكومة بنكيران الأولى بعد اندلاع احتجاجات عام 2011، وإقرار التعديلات الدستورية، أما السيناريو الثاني: فهو عدم التوصل إلى اتفاق، وفشل بنكيران في تشكيل حكومته الجديدة، ومن ثَم تقديم استقالته إلى الملك محمد السادس.

 

وأشار التقرير، إلى أن الدستور المغربي غير حاسم في ما يترتب على هذه الحالة، إذ توجد قراءتان دستوريتان، الأولى ترى أنه في حالة فشل رئيس الحكومة المعين في تشكيل حكومته، يتم إعادة الانتخابات، والثانية ترى تعيين أمين عام الحزب الثاني فى برلمانيا (حزب الأصالة والمعاصرة) رئيسًا للحكومة، في حال فشل أمين عام الحزب الأول (العدالة والتنمية) في تشكيل أغلبيته الحكومية.

 

وساند التقرير فى توصياته موقف بنكيران حيث استبعد كل الحلول التى تؤدى لفشل الحزب الإسلامى ورجح فرضية التوصل إلى اتفاق بين بنكيران والمؤسسة الملكية، وذلك لحاجة الطرفين أحدهما إلى الآخر في هذه المرحلة على الأقل”، محذرا من أن ‘المغرب يحتاج في هذه المرحلة إلى توحيد جبهته الداخلية، ووجود حكومة تحظى بشرعية شعبية، حتى يستطيع تقديم نموذجه الناجح المتمثل بمرونة النظام الملكي، و”الإصلاح في ظل الاستقرار” للإقليمين العربي والأفريقي.

 

المشهد المعقد من زيارة بنكيران المفاجأة لقطر وتزامنها مع اجتماع للتنظيم الدولى وصدور هذا التقرير السياسى يدق ناقوس خطر، حيث قال موقع فاس 24 المغربى، أن تدخل التنظيم العالمي للاخوان، في تشكيل الحكومة بالمغرب، يلوح بخطر التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي ، وفرض حلول خارجية للخروج من أزمة عرقلة الحكومة.

 

فبنكيران  فور وصولة من الدوحة ، شرع فعلياً في مسارعة الزمن لتنفيذ سيناريو التنظيم الدولى الذى تم نصحه به لشل مؤسسات الدولة وإجبار القصر على الضغط على بقية الأحزاب لقبول شروط الحزب الإسلامي وتشكيل الحكومة، حيث قام بإرسال رسائله للقصر، خلال كلمته في الملتقى الوطني الثاني لشباب المجال القروي بالوليدية أمس، مفادها أن تصدره للانتخابات يعنى السيطرة الكلية على مفاصل الدولة وتسيير مرافقها.

 

وأشار موقع "أخبارنا" إلى أن خطاب الأمين العام للعدالة والتنمية قد تغير بشكل ملحوظ منذ عودته من قطر، حيث عاد للتأكيد بشكل غير مسبوق على مرجعية الحزب الإسلامية رغم منع القانون تأسيس الأحزاب على خلفية دينية، كما أن الكلمة الجريئة التي ألقاها فى لقاء شبيبة حزبه ركزت كثيرا على أن الشعب هو الذي اختاره وبالتالي فإنه يحمل تفويضا منه وجب احترامه، في الوقت الذي كان عليه أن يتحدث فقط عن إرادة الناخبين والجزء الصغير جدا من الناخبين الذين يمثلهم لأن إرادة الشعب يمثلها الملك بقوة الدستور والأعراف.

 

هذا التحول المفاجئ والواضح جعل المتتبعين يتساءلون عن الأمر الذي استجد خلال الزيارة القطرية، والتى كانت كاشفة للأوساط المغربية عن مدى علاقة الحزب الوثيقة بالتنظيم الدولى رغم محاولاته للتبرؤ منه، وتكشف مدى خوف الإخوان من خسارة مواقع جديدة فى شمال افريقيا بعد الخسارات المتتالية التى حظيت بها مؤخرا، وهو الأمر الذى استدعى الإجتماع برئيس الحكومة المغربية فى الخارج لدعم حكومته فى الداخل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة