كشفت تحقيقات النيابة الإدارية بطنطا التى يباشرها المستشار منتصر عبد العال مدير النيابة، عن وجود تجاوزات ومخالفات جسيمة فى عملية استلام مستشفى الصحة النفسية بطنطا، والذى شهد انهيار سقف المبنى الجديد على رؤوس المرضى الأسبوع الماضى.
وأظهرت التحقيقات التى أجراها فريق من النيابة الإدارية ضم المستشارين رضا مصباح ومحمد أبوعيشة ومحمد رشدى، وجود مخالفات فى عمليات التسليم والتسلم من اللجنة المشكلة وعدم درايتها بعمليات التسليم، كما كشفت التحقيقات أن اللجنة المشكلة استلمت المستشفى دون التحقق من أعمال الترميمات ومدى مطابقتها للمواصفات.
وتدرس النيابة الطلب المقدم من الشركة المنفذة بإعادة أعمال الترميم على نفقتها الخاصة حسب المواصفات.
وأكدت التحقيقات أن هناك قرارا خلال أيام ضد اللجنة المشكلة من مديرة المستشفى ومدير الشئون المالية والإدارية واعضاء الأمانة العامة للصحة النفسية بالقاهرة.
كانت لجنة التفتيش الإداري بمديرية الصحة بالغربية قد كشفت العديد من التجاوزات فى التقرير الذي أعدته وتم عرضه على النيابة، وقرر المستشار منتصر عبد العال مدير النيابة الإدارية إسناد الإشراف على أعمال الترميم الجديدة إلى لجنة من مديريات الإسكان والصحة وديوان المحافظة.
كانت "اليوم السابع" قد حصل على صورة من التقرير الفنى المبدئى للجنة المشكلة من مديريتى الصحة والإسكان ومحافظة الغربية، المصاحبة للنيابة الإدارية، والتى عاينت سقف مستشفى الصحة النفسية المنهار فى طنطا، بعد مرور شهر على استلامه عقب انتهاء أعمال الترميم.
جاء فى تقرير اللجنة التى تضم كلا من المهندس شريف رشدى مدير الإدارة الهندسية بمديرية الإسكان، والمهندس محمد الشاعر مدير التنفيذ بمديرية الإسكان، والمهندس محمد أشرف البنا مدير إدارة التخطيط بمديرية الإسكان، والمهندس حمدى محمد زلط مدير المشروعات بمديرية الصحة، والدكتور عبد المجيد محروس أبو الفضل مدير عام إدارة التخطيط بمديرية الصحة، أن المستشفى يتكون من دور أول علوى، ملحق به مبنى إدارى ودور أول علوى من الهيكل الخرسانى، والحوائط الحاملة فى عنبر الرجال، على مساحة 15.5 × 7.7 متر مربع، طبقا للوحة، يعلوه سقف من الكمرات الحديدية "استيل"، يعلوه "صاج أيكن - ساندوتش بنل" معالج، وتم الترقيع من الأسفل بسقف معلق من البلاطات الجبسية، محاطة بألواح "جبس بورد" على محيط العنبر بعرض متر تقريبا.
المعاينة الظاهرية تكشف تفاصيل الانهيار فى سقف مستشفى طنطا
ويضيف التقرير الفنى، أنه بالمعاينة الظاهرية تبين ما يلى: سقوط جزء من السقف المعلق، هى البلاطات الجبسية و"الجبس بورد" بجوار صرف المطر، وجزء من الجهة المقابلة، ووجود هبوط فى السقف بالمنتصف، ووجود آثار تشبع بالمياه للبلاطات التى سقطت والألواح الجبسية، نتيجة تسريب المياه من مجرى الصرف الخاص بصرف السطح، وذلك نتيجة زيادة المياه بها وتسريبها داخل السقف، ووجود آثار تشوين رمال أعلى السقف "الأيكن" بجوار صرف المطر، وعدم التقطيب على الفتحات حول العنبر، وذلك نتيجة تركيب الكمرات ومجارى الصرف، ما يؤدى لدخول الفئران والقطط داخل السقف وأعلى السقف المعلق، ويؤدى لإتلاف السقف، وقد تم تثبيت الشاسيهات الخاصة بالأسقف المعلقة فى أماكن غير صحيحة، وذلك مباشرة فى الصاج، ما يؤدى لتلف السقف الصاج، وضعف الأسلاك الخاصة بالتثبيت، وكان يجب تثبيتها فى كمر حديد إضافى تعزيزا لعوامل الأمان.
لجنة المعاينة تشير إلى التقصير فى التنفيذ والإشراف على الترميم
أما بالنسبة للمبنى الإدارى، فقد تضمن تقرير اللجنة الفنية أنه تبين وجود تسريب للمياه من الأسقف فى أماكن تركيب الحساسات الخاصة بالحريق، ما يؤدى إلى تلفها وإحداث حرائق بسبب الكهرباء، إضافة إلى وجود فتحات خارجية فى المبنى الذى تم ترميمه، وعليه يجب ترميم وتقطيب الفتحات الخارجية للمبنى القديم والمبنى الإدارى بالمستشفى.
وأشار تقرير اللجنة، إلى أن المعاينة الفنية تمت بعد الاطلاع على منطوق البند بالنسبة للأسقف الجبسية، أما الألواح الجبسية فقد وجدت مطابقة، والأمر يشير إلى أن هناك تقصيرًا فى التنفيذ والإشراف.
