طارق الخولى

مصر المنتصرة بين طعنات الحقد والخيانة فى اقتراع اليونسكو (1)

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المال قد يشترى ذممًا.. ويلوث ضمائر.. ويملى قرارات.. ولكنه لا يشترى مجدًا.. ولا حضارة.. ولا تاريخًا.. ولا يحقن جينات العظمة للشعوب..
 
لم يكن نظام الحمدين مدركا لما سبق، فقد ظن النظام القطرى أنه يستطيع أن يشترى أى شىء وكل شىء على طريقة شخصية فيلم مرجان أحمد مرجان، ولكن السمو الإنسانى لا يشترى، فمصر لم تهزم فى انتخابات اليونسكو، بل خرجت منتصرة بما قدمته من نموذج للمنافسة الشريفة، فقبل الخوض فى مجريات ما حدث فى انتخابات منظمة اليونسكو بالتحليل - بين أطراف ثلاثة مارسوا فى هذه الانتخابات الحقد والعته والخيانة مع مصر - وجب الوقوف على لمحة تاريخية لليونسكو هذه المنظمة رفيعة المستوى.
 
تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، عام 1945 وهى تتألف اليوم من 193 دولة عضوا، تجتمع الهيئتان الإداريتان للمنظمة والمكونتان من المؤتمر العام والمجلس التنفيذى، حيث تُعقد دورات المؤتمر العام مرة كل عامين، ويحضرها أيضًا ممثلون من الأعضاء المنتسبين، ومراقبون من الدول غير الأعضاء، كما تحضرها منظمات دولية حكومية وغير حكومية ويحدد المؤتمر العام خطوط سياسة المنظمة والنهج العام، الذى تسلكه خاصة من خلال دراسة واعتماد البرنامج والميزانية لفترة العامين، ووضع وثائق تقنينية دولية واعتماد عدد من القرارات بشأن موضوعات مهمة ترتبط بمجالات اختصاص المنظمة، كما ينتخب المؤتمر العام أعضاء المجلس التنفيذى وينظم انتخاب أعضاء مختلف الهيئات الفرعية.
 
أما المجلس التنفيذى فيعتبر بمثابة مجلس إدارة لليونسكو فهو يحضر أعمال المؤتمر العام، ويعمل على حسن تنفيذ قراراته، وتُستمد مهام المجلس التنفيذى ومسؤولياته بصورة رئيسية من الميثاق التأسيسى ومن النظم والتوجيهات، التى يصدرها المؤتمر العام، وفى كل فترة عامين يكلف المؤتمر العام المجلس التنفيذى ببعض المهام المحددة وتُستمد بعض صلاحياته الأخرى من اتفاقات مبرمة بين اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية، والمؤتمر العام هو الذى ينتخب أعضاء المجلس التنفيذى البالغ عددهم 58 عضوًا ويعتمد اختيار ممثلى الدول الأعضاء بصورة رئيسية على تنوع الثقافات، التى يمثلونها وعلى أصولهم الجغرافية، وتجرى عمليات تحكيم معقدة للتوصل إلى توازن فيما بين مختلف مناطق العالم، ويبين هذا التوازن الطابع العالمى للمنظمة ويجتمع المجلس التنفيذى مرتين فى السنة، كما يُنتخب المدير العام لليونسكو لولاية أربع سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة، أما فى السابق فكانت مدة ولاية المدير العام ست سنوات، ويمكن تجديدها لست سنوات أخرى.
 
يقع مقر اليونسكو فى باريس فى مبنى استثنائى افتتح فى عام 1958 حيث جرى تدشينه فى ساحة فونتنوا بباريس فى 3 نوفمبر 1958 وقد قام ثلاثة مهندسين معماريين من جنسيات مختلفة وتحت إدارة لجنة دولية بوضع مخططه على نحو يشبه فيه شكل الحرف Y ويقوم المبنى المسمى«النجمة الثلاثية» بأكمله على 72 دعامة من الأسمنت، وقد اشتهر فى العالم أجمع ليس فقط لأنه يحتضن منظمة مشهورة وإنما لمواصفاته المعمارية أيضًا، ويضم المبنى مكتبة لليونسكو، التى تحتوى على جميع منشورات المنظمة، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من الطوابع والمسكوكات، فضلًا عن قسم لتذكارات اليونسكو.
 
أما عن تاريخ المنظمة، فمنذ عام 1942 وفى خضم الحرب العالمية الثانية، عقدت حكومات البلدان الأوروبية، التى كانت تواجه ألمانيا النازية وحلفاءها اجتماعا فى إنجلترا، فى إطار مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME) ومع أن الحرب لم تكن قد اقتربت من نهايتها، فإن البلدان كانت قد أخذت تتساءل عن الطريقة، التى يمكن أن تعيد بها بناء النظم التعليمية بعد أن يستتب الأمن من جديد، وسرعان ما تضخم هذا المشروع واتخذ بعدًا عالميًا دفع حكومات جديدة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية إلى المشاركة فيه، وبناء على اقتراح من مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME)، عقد فى لندن من 1 إلى 16 نوفمبر 1945، أى فور انتهاء الحرب العالمية الثانية مؤتمر للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تعنى بالتربية والثقافة، وضم هذا المؤتمر ممثلين عن نحو أربعين بلدًا وبتشجيع من فرنسا والمملكة المتحدة قرر المندوبون إنشاء منظمة ترمى إلى إقامة ثقافة سلام حقيقية.
 
وفى نهاية المؤتمر، وقعت 37 دولة على الميثاق التأسيسى، الذى أفضى إلى نشوء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ودخل الميثاق التأسيسى حيز  النفاذ منذ عام 1946، بعد أن صدقت عليه 20 دولة من بينهم مصر وعقدت أول دورة للمؤتمر العام فى باريس، فى الفترة من 19 نوفمبر إلى 10 ديسمبر 1946 وشارك فى الدورة ممثلون عن 30 حكومة يتمتعون بحق التصويت، فقد نشأت اليونسكو على غرار الأمم المتحدة على أنقاض الحرب العالمية الثانية، وقد انضمت اليابان وجمهورية ألمانيا الاتحادية إلى قائمة الدول الأعضاء فى عام 1951، بينما انضمت إسبانيا فى عام 1953، وكان لبعض الأحداث التاريخية المهمة كالحرب الباردة، وحركات التحرر من الاستعمار، وانهيار الاتحاد السوفييتى، آثار على اليونسكو وأصبح الاتحاد السوفييتى عضوًا فى المنظمة فى عام 1954 قبل أن يُستعاض عنه، فى عام 1992 بروسيا الاتحادية والتحقت بالمنظمة تسع عشرة دولة أفريقية فى عام 1960 كما انضمت إلى قائمة الدول الأعضاء فى اليونسكو فى الفترة بين عامى 1991 و1993 اثنتا عشرة جمهورية سوفييتية سابقة، وذلك إثر تفكك الاتحاد السوفييتى.
 
أما عن مهام منظمة اليونسكو فهى تعمل على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة فمن خلال هذا الحوار يمكن للعالم أن يتوصل إلى وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة تضمن التقيد بحقوق الإنسان، والاحترام المتبادل، والإسهام فى بناء السلام والتخفيف من حدة الفقر، وكلها قضايا تقع فى صميم رسالة اليونسكو وأنشطتها، وتركز اليونسكو، بصفة خاصة، على أولويتين عامتين هما أفريقيا والمساواة بين الجنسين، كما أنها تعمل على تحقيق عدد من الأهداف الشاملة وهى تأمين التعليم الجيد للجميع والتعلم مدى الحياة، تسخير المعارف والسياسات العلمية لأغراض التنمية المستدامة، مواجهة التحديات الاجتماعية والأخلاقية المستجدة، تعزيز التنوع الثقافى والحوار بين الثقافات وثقافة السلام، بناء مجتمعات معرفة استيعابية من خلال المعلومات والاتصال.. للحديث بقية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سيساوى

مقال رائع

مقال رائع كمية الحقد والشر من قطر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة