محمد شومان

كيف تصبح كووول؟

الأحد، 11 سبتمبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضع علماء الاجتماع محددات للتفرقة بين الطبقات، منها مستوى الدخل والتعليم والمنطقة السكنية والممتلكات.. وغيرها من المحددات، ولكن فى عصرنا الحالى ابتدع المصريون محددات أخرى لم تكن فى حسابات علماء الاجتماع فى الغرب والشرق، كما  اخترع بعض أثرياء المصريين وسائل للبذخ فى الاستهلاك والتمظهر الطبقى والسفه، ربما تتفوق على سلوكيات أثرياء أوروبا وأمريكا والخليج !!
 
هؤلاء الأثرياء لا يهتمون بمعاناة الفقراء أو الأوضاع الصعبة التى يمر بها الاقتصاد المصرى، فهم لم ولن يتبرعوا لصندوق دعم مصر، وإذا تبرعوا لمستشفى هنا أو هناك أو مشروع خيرى، فإن تبرعاتهم قليلة للغاية، ولا تتناسب مع ثرواتهم أو إنفاقهم الترفى وتنافسهم فى السفه والتمظهر الطبقى فى الأفراح وأعياد الميلاد.. وامتلاك القصور والسيارات واليخوت والطائرات الخاصة وغيرها.. وهؤلاء المصريون- شكلاً لا موضوعاً- لديهم ألف طريقة وطريقة للتهرب من الضرائب، وإذا سددوا ما عليهم من ضرائب فإنهم يدفعون نفس النسبة التى يدفعها الموظفون والأطباء والمهندسون وصغار التجار، وهى 22.5% لكل من يزيد دخله عن 200 ألف جنيه سنوياً، القانون بتاعنا بيقول كدة، لأنه يساوى للأسف بين من يربح 200 ألف جنيه، ومن يربح 200 مليون جنيه، أو 2000 مليون جنيه! ، ولا يوجد تفكير فى فرض الضرائب التصاعدية المعمول بها فى أغلب الدول الرأسمالية.
 
وأعتقد أن تساهل الدولة فى فرض ضرائب على الأثرياء دفعهم للإنفاق ببذخ واستهتار دفعنى للكتابة عن بعض هذه المظاهر التى تحدث فى الساحل الشمالى من منظور سوسيولوجى، وهو ما شجع زميلتى الدكتورة عالية أبو دومة، أستاذة الاجتماع الجادة، على أن ترسل لى نصاً يتداول على صفحات الفيس بوك، يكشف عن طريقة تفكير وسلوك أثرياء مصر الذين حولوا الساحل الشمالى إلى فضاء للاستهلاك والتمظهر الطبقى فى كل شىء، وأى شىء، والنص يقدم نصائح طبقية لكى «تكون كول» أو واحد من الأثرياء السفهاء فى مصر الفقيرة، وهو نص مهم يحتاج إلى متابعة وتحليل عميق، وسأعرض ما جاء فيه باللغة العامية التى كُتب بها. 
 
يقول النص: الدنيا اتغيرت أوى أوى أوى، وعلشان تبقى «كوول» لازم تعرف القواعد والدنيا ماشية إزاى.. الموضوع مش سبهللة كده.. شوف يا سيدى.. مبدئياً لو ساكن أو رايح الساحل السنة الجاية بقى علشان الموسم ده خلاص.. اعرف إن أى قرية هتروحها أو تشترى فيها قبل «هاسيندا باى» تبقى بلدى، بما فى ذلك مارينا طبعاً، ولسان الوزرا وأى لسان وأطول لسان حتى.. يعنى لازم تركز .. معاك من «هاسيندا باى» وطالع، بس اوعى توصل مرسى مطروح، آخرك ألماظة أو سيزر، بعد كدة هتبقى دخلت فى الخطر تانى. 
 
وبالنسبة للعربية بقى فلازم تبقى يا عالية أوى يا واطية أوى، أى حاجة ارتفاعها طبيعى مش هتبقى «إن» خالص، يعنى يا هامر مثلا أو حاجة فور باى فور.. بس إيه لازم تبقى بنت ايه يعنى ماحصلتش.. يا بقى حاجة سبور كدة واطية جدا إيدك تلمس منها الأرض .. ياحبذا لو بورش مثلا أو فرارى أو لومبيرجينى أو حاجة كده يعنى.. أى حاجة هتجيبها ارتفاعها طبيعى هتبقى فلوس بتترمى فى الأرض..خسارة. 
 
بعد ذلك يقدم النص مجموعة نصائح خاصة بالأكل والمحلات التى تشتريه منها، وكيف تنطق أسماء الوجبات والأطعمة المختلفة، وبشكل عام لا تستخدم العامية المصرية أو الإنجليزية لأن الموضة هى اللغة الفرنسية.. وقد يصل الأمر إلى إن مافيش حاجة اسمها «هاتغدى» دلوقتى.. لازم تاخد سناك أو برانش، وبعدين تاخد ايرلى دينر علطول.. طبعاً ماتشربش أى حاجة فى الدنيا طول اليوم غير ميه أو شاى أخضر أو أبيض أو فلافورد انفيوجين.. اتمرن عليها هتلاقيها سهلة «ان- فيو- جن».. سهلة؟ .. أوكى؟ .. أوكى .. طبعا الميه ماتتشربش كدة لازم تملاها حاجات وتبقى ملحوسة.. ماورد؟ .. لا يااى بلدى أوى يا حسين .. ماورد إيه؟.. أنت لسه عايش عصر الماورد؟ الماورد ده دلوقتى حضرتك بيتحط فى مية الحمام.. دلوقتى الميه بيتحط فيها خيار ونعناع وليمون ورمان وجزر مبشور علشان الديتوكس.. دى- توكس.. دى- توكس.. أوكى!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة