رئيس حزب الدستور فى حوار لـ اليوم السابع: طريقة إدارة الدولة تنذر بالخطر ..هالة شكر الله: العقد الاجتماعى بين الرئيس والمواطنين ينكسر كل يوم.. وتخبط الحكومة يخدم مصالح "الإخوان"

السبت، 11 أبريل 2015 02:48 م
رئيس حزب الدستور فى حوار لـ اليوم السابع: طريقة إدارة الدولة تنذر بالخطر ..هالة شكر الله: العقد الاجتماعى بين الرئيس والمواطنين ينكسر كل يوم.. وتخبط الحكومة يخدم مصالح "الإخوان" جانب من الحوار
حوار - سارة علام - مصطفى عبدالتواب - تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرجعت الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور القيادية البارزة بتحالف التيار الديمقراطى، إن السبب فى تعطيل الانتخابات البرلمانية يتمثل فى تخبط القائمين على إدارة الدولة، مؤكدة أن استمرار هذا التخبط يخدم مصالح جماعة الإخوان على المدى البعيد، مشيرة إلى أن الحكومة لا تريد الأحزاب.
وأكدت أن المؤسسات الأمنية أطلقت يدها وعصفت بحقوق المواطنين، وأنه لو أتيحت لها الفرصة للاجتماع مع الرئيس السيسى ستخبره أن الطريقة التى تدار بها الدولة تنذر بالخطر.. وإلى نص الحوار:

ما أهم الاختلافات الجذرية التى تقول الدكتورة هالة شكر الله لا للنظام بسببها؟


- المسار الذى نسير فيه يهمش القوى السياسية والفئات الشعبية المختلفة، يستأثر بالقرارات المصيرية لهذا الشعب، وهذه ليس طريقة بناء الدولة أو بناء مجتمع متقدم، باختصار شديد جداً ليست مجرد لا للقانون المنظم للانتخابات أو قانون التظاهر أو سياسات معينة، لكنها لا لمسار يدخلنا فى نفق مظلم نرى تبعاته فى سلسلة من العنف اللانهائية، وبالتالى ضحايا من كل أطراف الشعب، وخطورة كبيرة على المجتمع أن نعتاد على سقوط ضحايا بشكل يومى، وأن تكون حياة المواطنين بلا أمل، فهذا مسار خطأ وليس من المفترض أن نقف سعداء بأن كل طرف له خندقه الخاص به وفى معزل عن البقية.

الدولة تلقى اللوم على الأحزاب بأنهم يعارضون فقط ولا يقدمون شيئا.. ما تعليقك؟


- كلام غير صحيح، لأن المعارضة لا تقدم فقط آراء وإنما تطرح البدائل فى كل سياق نمر به بطريقة تتماشى مع الواقع، أداء المعارضة يشهد تقدما فى المرحلة الحالية، أصبحت المعارضة مدركة أنه لا يكفى أن تعارض فقط، لكن يجب أن تصحب اعتراضها بطرح بدائل فى كل المجالات وليست السياسية فقط، فنحن مثلا فى حزب الدستور فى الوقت الذى عانت مصر خلاله أزمة طاقة، عقدنا مؤتمرا وقدمنا بدائل وتشريعات بديلة لحل هذه الأزمة، وبالتالى نحن نقدم البدائل والحكومة لا تسمع.

ما القضايا السياسية التى قدمتم فيها بدائل والحكومة لم تسمع لكم؟


- أكثر من مرة أخبرنا الحكومة بأن الشباب الموجودين بالسجون ليسوا «إخوان» ويكون الرد علينا: «هاتولنا الأسماء» وبعدها كأن شيئا لم يكن، وكذلك فى القوانين التى تضعها الحكومة قدمنا بدائل لقوانين الانتخابات والحكومة لم تنظر إليها، المعارضة ليس بيدها اتخاذ القرار، كل ما عليها تقديم البدائل وهو ما نقوم به والحكومة عليها النظر إليه، وهو ما لم تقم به، فى المقابل تجد الإعلام يتهم المعارضة بعدم تقديم البدائل على سبيل التشكيك فيها، وهذا الإعلام لا يسمع للمعارضة بل يسعى لتدميرها على مستوى الشارع ويخلق مناخا معاديا لها حتى لا تقوم بدورها فى التعبير عن مصالح المواطن.

كلامك يعنى أن الدولة تقف ضد وجود أحزاب؟


- الدولة لا تخلق مناخا يسمح لهذه الأحزاب أن تمارس دورها بل بالعكس تخرب فيها وتدفعها للانفجار، والإعلام الموالى للسلطة يشهّر بهذه الأحزاب، مما يعنى استنتاجا وحيدا، وهو «أن الدولة مش عايزة أحزاب».

هناك من يلحظ وجود انفصال فى خطاب مؤسسة الرئاسة الداعم للثورة وعمل مؤسسات الدولة.. ما تعليقك؟


- الرئيس له توجه يخصه وقضايا تشغله ويترك القضايا الأخرى للمؤسسات الأخرى التى لها مصالحها وأجندتها الخاصة، ولكن هل الاثنان متعارضان؟، لا يوجد تعارض بين الرئاسة ومؤسسات الدولة، إلا إذا كان هناك أشياء لا نعرفها، لأنه لو الدولة لديها نية لتغيير الوضع والمناخ الذى نعيش فيه لتغير، لأننا أمام مؤسسة أمنية أطلقت يدها بشكل كامل وخرج الأمر عن اعتراض السياسيين فقط، وعدنا إلى مناخ ما قبل الثورة، حيث الاستهتار بحياة الناس وحقوقهم وحريتهم التى هى جزء أساسى من العقد الاجتماعى الجديد الذى التزم به الرئيس الحالى إلا أن هذا العقد الاجتماعى بين الرئيس والمواطنين ينكسر كل يوم، فى النهاية نحن أمام مشهدين منفصلين، خطاب عاطفى يقوم به الرئيس ومؤسسات تتعامل على عكس هذا الخطاب.

كيف تقيمين المشهد بعد حكم إلغاء الدوائر الانتخابية؟


- لا أرى أن الدولة كانت تخطط لإلغاء الانتخابات بهذه الطريقة لكن هناك كما من التخبط والاتجاهات المتعارضة داخل محيط اتخاذ القرار أوصلنا لهذه النتيجة، ونحن نبهنا بأن هذه النتائج حتمية، إما أن نصل لبرلمان يطعن فى دستوريته بعد تشكيله أو تطعن فى هذه القوانين قبل البرلمان، لكن هل الحكومة الحالية ترغب فى وجود برلمان؟ لا تريد أى حكومة أن تخضع للمراقبة ولا أن تكون قابلة لأن تحاسب، لكنهم لم يخططوا لما وصلنا إليه، التخبط هو ما قادنا لهذا المشهد.

ما حقيقة انسحاب حزب الدستور والتيار الديمقراطى من خارطة الطريق؟


- هذا الأمر كان إحدى الأطروحات الموجودة، فلو أن الدولة لا تتعامل مع الأحزاب على أنها ليست طرفا فى العملية السياسية وتهتم برأيها كشريك فى المشهد الحالى يكون من الضرورى أن نعيد النظر فى هذه الشراكة لأن الدولة لا تأخذ الشراكة مع الأحزاب على محمل الجد.

إلى أى مدى يؤثر هذا التخبط على مستقبل الحياة السياسية فى مصر؟


- هذه هى الأزمة الحقيقية، نحن لا نريد أن نقول، إن خارطة الطريق برمتها لم تسر كما اتفقنا أو لا نريدها، لأننا فى هذه الحالة سنعود إلى نقطة الصفر والحديث عن مرسى ونحن ضد هذا الأمر، وفى نفس الوقت نرى أننا جزء أساسى من 25 يناير و30 يونيو.

هل ترين أن هذا التخبط يخدم أهداف جماعة الإخوان؟


- على المدى الطويل تخبط الحكومة يخدم مصالح الإخوان وكل ما يسمى بالمد الأصولى، وكل من يتبنون العنف فى ثوب الدين، خصوصاً أننا فى منطقة مشتعلة.

هناك من يتهم القوى المدنية بالصمت على الانتهاكات التى حدثت ضد الإخوان ومن ثم عليها أن تدفع الثمن.. ما رأيك؟


- القوى المدنية لم تصمت، وطالبت بأن يكون هناك لجنة تحقيق مستقلة، ويجب أن يكون هناك عدالة انتقالية، يجب أن نعرف حقيقة ما حدث فى «رابعة»، وحقيقة ما يحدث فى السجون وبالتالى نتمسك بمطلبنا فى عدالة انتقالية، لأن الظلم لا يأتى إلا بظلم والعنف لا يأتى إلا بعنف وهذه هى المأساة التى نعيشها، مع التأكيد أننا لا نرى الإخوان ملائكة لأنهم ارتكبوا أخطاء هى سبب رئيسى فيما وصلنا إليه.

كيف يقيم حزب الدستور الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة على مدار الأشهر الماضية؟


- إجراءات كارثية، نحن أمام شعب غير قادر على أن يعيش بالرغم من الرخاء الذى قدمته البطاقة التموينية، إلا أننا نعود مرة أخرى إلى ظهور أزمة البوتاجاز واستغلال التجار للمواطنين والتلاعب بمقدراتهم فى ظل إضعاف الرقابة المجتمعية من خلال ضرب الحريات، وفى إطار استثمارات تخدم مصالح الدولة، لم نعالج أزمة الفساد والنظام الضريبى، ولم نضع أسسا للتنمية التى من الممكن أن تؤسس لرخاء اقتصادى على المدى البعيد، ما يحدث فقط هو ضرب للطبقة الوسطى وزيادة الضغط عليها.

ولكن الحكومة بذلت قصارى جهدها لدعم الاقتصاد من خلال المؤتمر الاقتصادى.. فما رأيك؟


- مقدمات المؤتمر تؤسس منذ فترة اتفاقات مع شركات وحكومات تم الاتفاق معها على أن تستثمر فى مصر مقابل امتيازات شديدة على حساب الشعب، لأننا نحتاج أن نعطيهم امتيازات متجاوزة جداً، دعونا نرى أولاً ونحدد.

ما مطالب التيار الديمقراطى للمشاركة فى الانتخابات؟


- فتح المجال السياسى للأحزاب وتجديد المسار السياسى كله، لأن الوضع الحالى يشهد تهميشا للقوى السياسية فى القرارت المصيرية.

الحرب على الإرهاب.. أتعطى مبررا لكى تصمت الأحزاب السياسية عما يجرى على الساحة؟


- الأحزاب ستتخذ من المرحلة الحالية مرحلة لتأمل البروفة الأولى من الانتخابات، وأعتقد أن مواقف الكثير من الأحزاب ستتغير بعد مرحلة التأمل الحالية عقب سؤال أنفسهم سؤالاً هو «هل ما وصلنا إليه فى المرة السابقة هو شكل الانتخابات التى نطمح للوصول لها؟».

فى تقديركِ.. لماذا حاول أحمد عز تحدى الشعب بخوض الانتخابات؟


- «عز» يمشى خلف مصالحه ويساعده على هذا أن الطريق ممهد له بالشكل الحالى، بعدما سب البعض 25 يناير، ووصفها بالمؤامرة.

أتعتقدين أن عودة رجال مبارك لمنظومة الحكم تؤسس للحظات انفجار جديدة؟


- ليس بهذه السهولة، لا أحد يتنبأ بالانفجار، لكن إذا استمر الوضع بشكله الحالى، واستمر منع أصحاب الرأى المخالف، واستمر الإعلام يخنق فى المشهد، واستمر إغلاق المجال أمام الأحزاب والعنف فى السجون والتعذيب، فسيكون الانفجار حتميا، لكن متى سيحدث لا أحد يمكنه التنبؤ بهذا، أكثر شىء كان من الممكن رؤيته بعد 25 يناير هو فخر المواطن بأنه مصرى، الآن الناس تريد أن تتخلى عن مصريتها وهو أمر له دلالات خطيرة.

لكن الدولة ترى أن هذا الحديث لا يعبر عن الشارع المصرى وأن آراءك تتبناها فئة قليلة.. فما رأيك؟


- أقول لهم انزلوا تكلموا مع الناس فى الشارع، الناس ممكن أن تكون راغبة فى وجود رجل قوى على رأس الدولة فى اللحظة الحالية، لكن هذا لا يعنى أنهم راضون عن ما يحدث، الناس ممكن تخاف لكن هذا لا يعنى أنهم راضون، الأحزاب قد تنعزل عن الشارع لكن هذا لا يعنى رضا الشارع عن الوضع الحالى، عدم تحقيق طموحات المواطن يؤدى إلى مجتمع غير قادر على التقدم أو التطور.

- كيف تنظرين إلى أحزاب المعارضة التى ضمت رجال مبارك فى قوائمها الانتخابية قبل إلغاء الانتخابات؟


لا يصح، رجال مبارك يستطيعون كسب الانتخابات بطريقتهم وهى دفع أموال وشراء أصوات الناخبين، لو أن أحد الأحزاب التى تحسب نفسها على الأحزاب المعارضة أو المدنية تقر هذه الطريقة إذا فهم يضعون أنفسهم فى خانة الحزب الوطنى، وفى يوم من الأيام سيدرك المواطن هذا الأمر.

لمذا غابت هالة شكر الله عن حوار الرئيس مع الأحزاب؟


- كان لدى التزام بسفر من فترة كبيرة، بالنسبة لى الأحزاب دورها أن تتفاوض مع السلطة للوصول لحل يرضى الجميع.

لو أتيحت لك الفرصة للقاء السيسى ما رسائلك التى تحملينها له؟


- سأقول له هذا المسار خاطئ، وهذه الطريقة فى إدارة الدولة خطر، ويجب أن نتحاور وتتعاملوا مع هذا الحوار، نحن نتكلم «لأننا خايفين على البلد» وأقول لمن يديرون البلد: «أنتم تحكمون مصر من دماغكم بحكم خبرتكم المحدودة».

البعض يتساءل كيف يطالب رؤساء الأحزاب الرئيس بالمثالية فى الحكم فى الوقت الذى لا تقدرون على إدارة أحزابكم بنفس الطريقة؟


- الوضع مختلف، لأن الأحزاب مشكلة من متطوعين وعدد قليل من الكفاءات لكن الدولة لديها القدرة على إدارة العملية برؤية وإستراتجية واختيار الكفاءات إلى جانب أن الأحزاب ينظر لها من أجهزة الأمن على أنها خطر، ويجب أن تنفجر من الداخل وهذا تحد يواجه كل الأحزاب.

كيف سيتعامل حزب الدستور مع الحكم على أعضائه تحت مظلة قانون التظاهر؟


- نبحث مع المحامين كيف سنتعامل مع الأمر بدون أن نؤثر سلبياً عليهم.

أترين أن قانون التظاهر كان مصيدة لشباب الثورة أم أنه ضرورى للقضاء على الإخوان؟


- من وقت صدور هذا الحكم وأنا أعتبره مصيدة لأنه لم يستخدم ضد الإخوان بل استخدم ضد كل شباب القوى المعارضة، وهناك نيه من خلاله لعقاب الشباب الذين لعبوا دورا فى ثورة 25 يناير وهذا أمر مؤسف.

كيف تتعاملون مع السقف العالى لطموحات شباب أحزابكم؟


- يتم هذا بصعوبة جداً، ودائما ما أقول للشباب فى حزب الدستور: أنتم خبرتكم 18 يوما فقط ومبنية على الاحتجاج والتعبير عن الغضب، وهذه التجربة محدودة جداً لأن هناك عشرات الطرق للتعبير عن الرأى، ودائما ما أخبرهم بأن الشعب تراجع وعليهم أن يذهبوا هم للشعب.

أتهدف حملة مواطن مصرى التى يتبناها حزب الدستور وشعارها نقل الثورة لكل شارع إلى التأسيس لثورة جديدة؟


- لا نهدف للقيام بمظاهرات فى الأحياء، ولكن نهدف إلى وضع المواطن كجزء أساسى من المعادلة، ونجعله يعبر عن احتياجاته ويصبح مسؤولًا عن منطقته من خلال الضغط على المجالس المحلية، وسيؤدى ذلك بالتدريج لوضع الدولة أمام جمهور حقيقى.

بعد شهور تنهى هالة شكر الله عامها الأول كرئيس لحزب الدستور.. هل تنوين الترشح مرة أخرى؟


- لن أترشح مرة أخرى، لأنى التزمت مع الشباب بأنى سأترشح لمدة سنة واحدة وأساعد من سيأتى بعدى.

سمعنا عن مفاوضات لضمك للحزب الديمقراطى الاجتماعى.. ما تعليقك؟


- مجرد شائعات وسأظل داعمة لحزب الدستور أيًا كان من سيأتى بعدى، أنا مؤمنة بحركة ديمقراطية وليس بأسماء أحزاب.

ما صحة ترشيح هانى الجمل كرئيس للحزب أثناء وجوده فى السجن للضغط على السلطة؟

- هذا الكلام يتم تداوله داخل الحزب لكن لا أعرف ما إذا كانوا استقروا عليه أم لا.

بعد مشاركة بعض شباب الحركات شباب الإخوان فى تظاهرات المطرية كيف يتعامل حزب الدستور مع حالة مشابهة داخله؟

- من سيثبت عليه هذا الأمر يتم التحقيق معه فوراً ويتم فصله من الحزب.


الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور القيادية البارزة بتحالف التيار الديمقراطى -اليوم السابع -4 -2015
الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور القيادية البارزة بتحالف التيار الديمقراطى


 جانب من حوار هاله شكر الله مع محرر ى اليوم السابع سارة علام  و مصطفى عبدالتواب  -اليوم السابع -4 -2015
جانب من حوار هاله شكر الله مع محرر ى اليوم السابع سارة علام و مصطفى عبدالتواب










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة