المؤامرة حقيقية ومستمرة.. تل أبيب تكشف نوايا احتلال غزة وتفريغ القطاع من سكانه.. الرئيس الإسرائيلى يعترف: لن نترك "فراغ" ونناقش إدارة القطاع بعد الحرب.. وقيادى بحزب نتنياهو يدعو لبناء "حزام دفاعى" من المستوطنات

الخميس، 16 نوفمبر 2023 01:30 م
المؤامرة حقيقية ومستمرة.. تل أبيب تكشف نوايا احتلال غزة وتفريغ القطاع من سكانه.. الرئيس الإسرائيلى يعترف: لن نترك "فراغ" ونناقش إدارة القطاع بعد الحرب.. وقيادى بحزب نتنياهو يدعو لبناء "حزام دفاعى" من المستوطنات نتنياهو
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤامرة ممتدة ، ومحاولات لا تتوقف تمارسها إسرائيل بهدف تفريغ قطاع غزة من سكانه تمهيداً لاحتلاله بعد انتهاء الحرب الدائرة والتي اقترف خلالها جيش الاحتلال سلسلة من الجرائم والانتهاكات ، اسفرت عن استشهاد ما يقرب من 12 ألف شهيد ، ما يدنو من 5 آلاف طفل.

ويهدف المخطط الذي تتمسك به سلطات الاحتلال وتحاول ترويجه من آن إلي آخر وصل ذروته علي مدار الأسابيع القليلة الماضية ، إلي تصفية القضية الفلسطينية برمتها من خلال تفريغ قطاع غزة والضغط علي المدنيين وعلي دور الجوار لقبول سكان القطاع كلاجئين موقتين في بداية الأمر ، قبل أن يتحول هذا الوضع بمرور الوقت إلى "أمر واقع"، وهو ما رفضته الدول العربية بشكل واضح وحاسم ، وبمقدمتهم مصر والأردن.

وأمام الرفض العربي الممتد لمؤامرة الاحتلال ، ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات آخري تعتمد علي اتساع دائرة  المضيفين المحتملين لأهالي قطاع غزة ، لتضم القائمة دولاً غربية ، ما يعكس الإصرار الإسرائيلي علي تنفيذ سيناريو تفريغ القطاع من سكانه.

وتخرج تصريحات المسئولين والسياسيين الإسرائيليين بما لا يترك مجالا للشك أن تل أبيبت تريد العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل انسحابها من القطاع فى عام 2005، وأن القوة العسكرية الغاشمة التي تستخدمها ضد  المدنيين وإجبارها الفلسطينيين على النزوح من شمال القطاع، ما هو إلى خطة متعمدة لتحقيق نواياها.

وكشف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج عن نوايا الدولة العبرية بشأن البقاء فى قطاع غزة بعد الحرب، وقال إنه لا يمكن ترك فراغ فى غزة، مضيفا إنهم سيبقون على قوة قوية للغاية فى القطاع فى المستقبل القريب لمنع عودة ظهور "حماس" مرة أخرى.

وخلال  مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، تجنب هرتسوج استخدام مصطلح "احتلال"، لكنه أشار إلى عزم إسرائيل على البقاء، وقال إن الحكومة الإسرائيلية تناقش عدة أفكار حول الكيفية التي سيتم بها إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب، وأضاف أنه يفترض أن الولايات المتحدة ودول بالمنطقة سيكون لها قدر من المشاركة فى نظام ما بعد الحرب.

وقال هرتسوج: لو انسحبنا فمن سيتولى السيطرة، لا يمكننا ترك فراغ ، وعلينا ان نفكر فى الآلية التي ستكون موجودة: هناك العديد من الأفكار التي يتم طرحها، لكن لا أحد يريد أن يحول غزة إلى "قاعدة إرهاب" مجددا، على حد زعمه.

وقالت فاينانشيال تايمز إن تصريحات هرتسوج تأتى فى الوقت الذى تتصاعد فيه الضغوط الدولية على حماس بشأن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين فى غزة، وتعمق الازمة الإنسانية فى القطاع.

وأعرب المسئولون الغربيون عن قلقهم من أن إسرائيل ليس لديها خطة واضحة بشأن ما سيحدث مستقبلا فى غزة بعد التعهد بالقضاء على الفصائل الفلسطينية.

وكانت إدارة بايدن قد قالت إنها ربما تكون هناك حاجة إلى فترة انتقالية، لكنها حذرت إسرائيل من إعادة احتلال القطاع أو تخفيض حجم الأراضى بممرات أمنية جديدة أو مناطق عازلة.

وقال هرتسوج، الذى لا يتمتع بصلاحيات تنفيذية لكن يتم إطلاعه على تطورات الحرب، إنه من أجل منع  ما اسماه بـ "الإرهاب" من الظهور مجددا، يجب أن يكون لديهم قوة قوية للغاية من أجل التأكيد من أنها ملتزمة بما يكفى وأن الهجوم لن يحدث مجددا.

من ناحية أخرى، بات بعض السياسيين الإسرائيليين أكثر صراحة وتبجحا فى إعلان أهدافهم بشأن غزة. من هؤلاء زعيم مستوطنات بارز فى حزب رئيس الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى دعاه لإعادة بناء مستوطنات كتلك الموجودة فى الضفة الغربية فى قطاع غزة كـ "حزام دفاعى".

وبحسب ما ذكرت مجلة "بولتيكو" الأمريكية، فإن يوسى داجان، الشخصية البارزة فى اليمين الإسرائيلي، والذى يقود مجتمعا استيطانيا فى الضفة الغربية، قال فى مقابلة مع المجلة إن الوقت قد حان لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ما قبل عام 2005، عندما أعلنت إسرائيل انسحابها من غزة، وأن تعيد بناء مستوطنات فى القطاع، وقال إن هذا سيكون أشبه ببؤر تتمتع بحراسة جيدة لمنع الهجمات كتلك التي وقعت فى الساب من أكتوبر.

وقال داجان، الذى يتمتع بصلات وثيقة بحركة الإنجيليين الأمريكيين:  لو أن هناك مجمعات وسكان، ولديك الجيش ولديك السيطرة، فعندما تتراجع عن الأرض فستتعرض لما حدث، واصفا هجوم السابع من أكتوبر بـ "هولوكوست".

وقالت بولتيكو إن الدعوة لإعادة بناء مستوطنات هو إشارة تحريضية للغاية، والتي يقول بعض منتقدى داجان إنه ستقوض ولن تحمى أن إسرائيل. وبرغم أن الفكرة تتمتع بتأييد من اليمين الإسرائيلى، إلا أنها  تسبب صداما مع واشنطن.

إلا أن داجان تابع قائلا إنه سيتعين على الحكومة أن تبقى جزءا من أرض غزة فى حوزتها. فلا تستطيع الحكمة أن تتحمل، ولا يمكنها العودة إلى ما كان من قبل، لأنها وعدت، لا عودة أبدا مرة أخرى. واكد المستوطن الإسرائيلية ان شمال غزة هو الهدف بقوله: "لن تكون العودة ممكنة فى كل أجزاء غزة، لكن فى الجزء الشمالى نعم. يجب أن يكون هناك حزاما وقائيا. ينبغي أن يكون هناك حياة، وأن يكون هناك أناس وجيش، فإن هذا سيمنع تكرار هجوم السابع من أكتوبر".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة