بالفيديو والصور .. حكاية أقدم صانع "قفف" فى شمال سيناء.. "سالم " قضى 65 عاما فى صناعة منتجات سعف النخيل.. يبيع إنتاجه فى السوق لتدبير احتياجاته.. ويوجه نصيحة للشباب "صنعة فى اليد تغنى عن الفقر "

الأحد، 12 مارس 2017 01:13 ص
بالفيديو والصور .. حكاية أقدم صانع "قفف" فى شمال سيناء.. "سالم " قضى 65 عاما فى صناعة منتجات سعف النخيل.. يبيع إنتاجه فى السوق لتدبير احتياجاته.. ويوجه نصيحة للشباب "صنعة فى اليد تغنى عن الفقر " حكاية أقدم صانع "قفف" فى شمال سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

65   عاما قضاها المسن السيناوى "سالم محمد جمعه" فى صناعة "القفاف"، وهى السلال بأحجامها المختلفة، يجمع سعف النخيل من المزارع المنتشرة فى منطقته بقرية السادات بشمال سيناء، ويعيد تهيئتها فى "عشة" صغيرة، هى مصنعة الخاص واستراحته أيضا، ومنها يحمل ما انتجته يداه صباح كل يوم خميس متجها بها لسوق المنطقة الشعبى لبيعها والعودة باحتياجات منزله، حتى أصبح أشهر صانع قفاف فى سيناء، ينتظره زبائنه فى السوق على مدار أجيال متعاقبة.


حكاية أقدم صانع "قفف" فى شمال سيناء by youm7

 80 عاما

" سالم" الذى اقترب عمره من الثمانين عاما، تبدو على ملامحة رحلة سنوات العمر الطويلة، رحلة لم تفقد أصابعه قوة قبضتها على مسلة خشبية تتسلل بين ثنايا جدائل السعف المجدول، وهو بعين ثاقبة يختار موضع لضمها ببعضها البعض لتكون "أدة" مصنوعة بدقة وعناية من أدوات ومنتجات سعف النخيل، تتكدس حول سرير منصوب يحتل نصف عشته التى يقيم فيها يخفى تحت فراغه حزم من السعف المقصوص، يتخذه استراحه لجسده فى أوقات، وسندا وراء ظهره المنحنى وهو جالس على الأرض يمارس طقوس مهنته ويرتشف ما بين الحين والآخر قليل من الشاى من براد يحفظ حرارته على جمرات متقده على مقربة منه، تمنحه الدفئ وتكمل طقوس خصوصيات مهنته التى يقول إنه ورث سرها عن والده وهو في مقتبل العمر، وبدأها فعليا فى العام الذى شهد جلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر، وكان فى الصغر يرعى الغنم نهارا، ويعود ليلا لملازمة والده وتعلم أصول المهنة، لافتا أنه نشأ وترعرع ولازال كل هذا الوقت فى قريته التى أصبح اسمها قرية "السادات"، وهى إحدى قرى مركز بئر العبد بشمال سيناء.

أنواع السلال

وأوضح أنه يقوم بصناعة كل أنواع السلال، إضافة إلى القبعات من جريد النخيل، ويسمون السلاسل باسم القفاف ومنها أيضا "المرجونة" وهى أصغر من القفة، وتستخدم فى كل منزل بسيناء لنقل الخضار والغلال واستخدامات كثيرة لا يستغنى عنها كل بيت، بينما يستخدم القبعات الصيادين فى بحيرة البردويل .

جريد النخيل

وقال إنه يجمع جريد النخيل بالخطاف بعد صعود النخلة بالمطلاع، ولا يزال حتى اليوم يقوم بهذه المهمة بنفسه، ويحرص على تخزين السعف بعد فصله عن الجريد، رصه في حزم مختلفة حتى يجده وقتما احتاجه وبعد أن يأخذ قليلا من الوقت حتى يجف، ويقوم باختيار أنواع السعف الجيد، وأدواته البسيطة وهى مسلة من الخشب لأنه لا يستخدم مسلة الحديد، إضافة إلى الحبال .

جدل السعف

وأضاف أنه يقوم بجدل "السعف" على هيئة ضفائر ثم لصقها بخيوط وحبل مفتول، ويخرج المنتج ما بين "قفاف" و"مرجونات"، وقبعات " طواقى "، والتى يقوم ببيعها فى  سوق " الخميس "، وهو سوق شعبى أسبوعى في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، بأسعار تتراواح ما بين 10 إلى 15 جنيها فقط، وفى نهاية السوق يشترى احتياجات منزله التى تكفيه أسبوع.

وأشار أنه له من الأبناء 4، يعملون فى مهن الزراعة والصيد، ولم يمتهن أحدا منهم مهنتة وهى صناعة القفاف حتى الآن، لأنها مهنة كما يقول عائدها بسيط فى هذا الوقت أمام غلاء المتطلبات .

وقال إنه يفتخر بمهنته ويعمل فيها بكل حب ويحاول في كل منتج من منتجاته أن يضيف لمسة يده، ويكون سعيد عندما يقابله احدا من زبائنه ويقول له إنه اشترى منه منتج قبل 10 سنوات ومازال بحالته .

صنعة فى اليد

وقدم "سالم" نصيحة للشباب قائلا: "صنعة فى اليد تغنى عن الفقر، وليس عيبا العمل البسيط والسعى وراء الرزق ولكن العيب هو " البطر " على نعمة المهنة بحجة أن غيرها أفضل".

وتمنى أن يرى سيناء فى أفضل حال، وأن تكتب له حجة بيت الله الحرام، واستطرد قائلا: "ليس لى أمانى فى غنى أو شهره فأنا إنسان بسيط أؤمن أن دورى فى العطاء لن ينتهى مادمت حيا".

أقدم صانع قفاف
أقدم صانع قفف

 

عشته ومصنعن
عشته

 

مع أبنائه وأحفاده
مع أبنائه وأحفاده

 

 عشته
عشة صانع القفف

 

مع محرر اليوم السابع
مع محرر اليوم السابع

 

أثناء عملية التصنيع
أثناء عملية التصنيع

 

 طقوس يوميات عمل
طقوس يوميات عمل

 

يعمل بكل دقة
يعمل بكل دقة

 

أداء وتركيز
أداء وتركيز

 

يخرج من مصنعه
يخرج من مصنعه

 

 يجمع منتجاته
يجمع منتجاته

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة