طه حسين.. لماذا يعد المفكر الأهم فى الفكر العربي؟

الأحد، 05 مايو 2024 11:00 ص
طه حسين.. لماذا يعد المفكر الأهم فى الفكر العربي؟ طه حسين
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثار سؤال وجهه الدكتور يوسف زيدان إلى المفكر السوري فراس سواح كثيرا من الجدل، وذلك لأنه يتعلق بقيمة فكرية كبيرة "الدكتور طه حسين".

وجه يوسف زيدان سؤالًا إلى فراس سواح، أنت أهم أم طه حسين؟ ورد فراس سواح "أنا أهم وأنت أهم"، ربما كانت هناك تكملة للفيديو، وربما كان فراس سواح يتحدث عما يجب أن نكون عليه فى الوقت الراهن، لكن السؤال بهذه الصيغة والإجابة بهذه السرعة ظالمة للدكتور طه حسين.

والعادة فى الفكر أن تقاس مدى الأهمية بالقدرة على التأثير، وبما يحدث على الأرض من أثر لهذا المفكر وما قاله، وفى ذلك لا ينافس أحد طه حسين، حتى اليوم، وإن كنت أتمنى فعلا أن ينافسه آخرون ويتفوقوا عليه، لكن بنظرة إلى الفكر العربي نعرف أن طه حسين لا يزال في المقدمة، فقد استطاع طه حسين أن يحفر اسمه بعمق فى قلب الثقافة المصرية والعربية والإسلامية.
 

سيرة العميد
 

ولد طه حسين في نوفمبر 1889 بقرية "الكيلو" بمحافظة المنيا، وفقد بصرَه في الرابعة من عمره عقب إصابته بالرمد غير أن النقطة الفارقة في حياته كانت التحاقة بكتاب القرية حيث فاجأ شيخه "محمد جاد الرب" بذاكرة قوية وذكاء متوقد، فتعلم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة.


التحق بالتعليم الأزهري، ثم كان أول المنتسِبين إلى الجامعة المصرية عامَ 1908، وحصل على درجة الدكتوراه عامَ 1914، لتبدأ أولى معاركه مع الفكر التقليدي؛ حيث أثارت أطروحته «ذكرى أبي العلاء» مَوجة من الانتقاد. ثم أوفدَتْه الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أعد أُطروحةَ الدكتوراه الثانية: "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون"، واجتاز دبلوم الدراسات العليا في القانون الرُّوماني.


وكان لزواجه بالسيدة الفرنسية "سوزان بريسو" عظيم الأثر في مسيرته العلمية والأدبية؛ حيث قامت له بدور القارئ، كما كانت الرفيقة المخلصة التي دعمته وشجعته على العطاء والمثابرة، وقد رزق وزوجته اثنين من الأبناء هما "أمينة"، و"مؤنس"


وبعد عودته من فرنسا، عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية. وفي 1942 عين مستشارا لوزير المعارف، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية. وفي عام 1950 أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل في تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية. وفي ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة "أستاذ غير متفرغ" وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة "الجمهورية".


أثرى المكتبةَ العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات، وكان يكرِّس أعمالَه للتحرر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية؛ عربيةً ومصرية وقد اصطدمت أطروحاته ببعضِ الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيب الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حد رفع الدعاوى القضائية ضده، وعلى الرغم من ذلك، يبقى في الذاكرة كتبه المهمة "في الأدب الجاهلي"، و"مستقبل الثقافة في مصر" والعديد من عيون الكتب والروايات، فضلًا عن روايته "الأيام" التي روى فيها سيرته الذاتية.


رحل طه حسين عن دُنيانا في أكتوبر 1973 عن عمرٍ ناهَزَ 84 عامًا.

أعمال طه حسين

كتبه الفكرية:
على هامش السيرة، الشيخان، الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، مستقبل الثقافة في مصر، مرآة الإسلام، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، نظام الإثينيين، من آثار مصطفى عبد الرزاق، حديث المساء، غرابيل.


كتبه النقدية :
في الشعر الجاهلي، في الأدب الجاهلي، الحياة الأدبية في جزيرة العرب، فصول في الأدب والنقد، حديث الأربعاء، حافظ وشوقي، صوت أبي العلاء، مع أبي العلاء في سجنه، تجديد ذكرى أبي العلاء، مع المتنبي، من حديث الشعر والنثر، من أدبنا المعاصر، ألوان، خصام ونقد، من لغو الصيف، من الشاطيء الآخر (كتابات طه حسين بالفرنسية)، أدبنا الحديث ما له وما عليه، صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان، الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا، قادة الفكر.


كتبه الإبداعية وترجمات:
المعذبون في الأرض، الأيام، أحلام شهرزاد، أديب، رحلة الربيع، أيام العمر (رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم) ، دعاء الكروان، شجرة البؤس، الحب الضائع، الوعد الحق، في الصيف، بين بين، أحاديث، جنة الحيوان، ما وراء النهر، مدرسة الأزواج، مرآة الضمير، الحديث، جنة الشوك، لحظات، نقد وإصلاح، من بعيد، من أدب التمثيل الغربي، صوت باريس (قصص مترجمة)، من هناك (قصص مترجمة)، أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية، في مرآة الصحفي.


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة