خلال الأيام الماضية، خاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسبوعا حافلا أمام ساحات القضاء الأمريكي، والتي قالت عنه وكالة أسوشيتدبرس إنه حتى بمعايير ترامب نفسه، كان أسبوعا مذهلا.
وبدأ الأسبوع بالمرافعات الافتتاحية والاستماع لشهادات الشهود فى أول محاكمة جنائية لرئيس أمريكى سابق فى القضية المعروفة باسم أموال الصمت فى قاعة المحكمة بمانهاتن السفلى بنيويورك. إلا أنها لم تكن الوحيدة، فقد كان هناك أكثر من 6 قضايا فى 4 ولايات والعاصمة واشنطن. وخلال الأسبوع الماضى ظهر محامون يمثلون ترامب فى نفس الوقت فى قاعتين محكمتين مختلفتين.
وأشارت الوكالة إلى أن تصادم العديد من القضايا فى غضون خمسة أيام، سلط الضوء على التحديات التي سيواجهها ترامب أثناء حملته الانتخابية فى الوقت الذى تزداد فيه أزماته القانونية. وفى حين يسعى المرشح الجمهورى المفترض للحديث عن الاقتصاد وقضايا أخرى، فإن رسالته المقصودة طغى عليها مرارا التطورات الأخيرة التي ظهرت فى جميع أنحاء البلاد.
واستهل ترامب الأسبوع الحافل بما وصفته أسوشيتدبرس لحظة لكتب التاريخ يوم الاثنين، عندما قدم مرافعتهم المدعون لأول مرة لهيئة المحلفين فى أول قضية جنائية ضد رئيس أمريكى سابق.
وفى بياناتهم الافتتاحية، قال المدعون للمحلفين إن الأموال التي تم دفعها لممثلة إباحية مقابل صمتها عن علاقة لها مع ترامب كانت خطة جنائية لإفساد الانتخابات الرئاسية عام 2016، فى حين جادل محامو ترامب بأن هذه القضية لا أساس لها. وبدأ الاستماع إلى شهادات الشهود فى مقدمتهم الناشر السابق لناشيونال إنكواير ديفيد بيكر، الذى قدم النظرة الأكثرة تفصيلا عن المزاعم الخاصة بالقضية.
وقدمت الشهادة أيضا الصورة الأكثر وضوحا لدفاع ترامب والكيفية التي يقوم بها الرئيس السابق بدوريه كمرشح سياسى ومتهم جنائى. وبدأ ترامب يومه وأنهاه أمام الصحفيين المنتظرين أمام قاعة المحكمة. لكن فى قاعة محكمة أخرى منفصلة، وإن كانت قريبة، وقع أحد محاميي ترامب اتفاقا مع محامي ولاية نيويورك بشأن سهم بمبلغ 175 مليون دولار وضعه ترامب لوقف حكم الاحتيال الذى صدر بحقه فى قضية أخرى أقامتها ضده مدعية ولاية نيويورك.
عاد ترامب إلى المحكمة، الثلاثاء، حيث بدأ الادعاء المرافعة بحث القاضي على اتهام ترامب بالازدراء بسبب منشوراته على السوشيال ميديا التي قالوا إنه انتهك فيها أمر حظر النشر الذى يمنعه من مهاجمة الشهود والمحلفين وآخرين معنيين. ولم يصدر القاضي على الفور حكمه فى هذا الطلب، لكنه بدا متشككا إزاء حجج الدفاع بأن ترامب كان يرد فقط على هجمات آخرين.
لم يظهر ترامب أمام المحكمة يوم الأربعاء، فلم يكن مقررا إجراءات لهذا اليوم، لكن نشر منشورا على منصته للتواصل الاجتماعى تروث سوشيال فى هذا اليوم انتقد فيها القاضي، وفعل الأمر مرة أخرى فى مقابلة مع فوكس نيوز.
فى غضون ذلك، تم الكشف عن مزيد من وثائق المحكمة فى نيويورك حيث يواجه ترامب قضية جنائية أخرى يتهمه فيها المدعون الفيدراليون مع اثنين من موظفيه بسوء التعامل مع الوثائق السرية بعد مغادرته للبيت الأبيض.
وفى حين أن القضية سارت بوتيرة بطيئة خلال الأشهر الماضية، وبدا مستبعدا أن تصل إلى محاكمة هذا العام، إلا أن الوثائق أظهرت ضمن أشياء أخرى التحذيرات التي تلقاها ترامب من مساعدين لإعادة الملفات الحساسة التى تم اتهامها لاحقا بحيازتها.
وإلى جانب القضايا التي يواجه فيها ترامب اتهامات بالفعل، وجه المدعى لعام فى ولاية أريزونا اتهامات لـ 18 من مساعديه لدورهم فى محاولات قلب نتيجة انتخابات الرئاسة عام 2020 فى الولاية. وتم الإشارة إلى ترامب فى قضية أريزونا متآمر دون مواجهة اتهامات.
فى قضية مشابهة فى ميتشيجان، شهد محقق الولاية بانه يعتبر ترامب كمتآمر غير متهم، يواجه اتهامات فى قضية الولاية ضد الناخبين المزيفيين.
يوم الخميس، استؤنفت قضية أموال الصمت فى نيويورك، لكن المدعين بدأوا اليوم بالمرافعة أمام القاضي بأن ترامب انتهك مجددا الحظر بمنشورات على السوشيال ميديا وتصريحات أدلى بها فى صباح هذا اليوم خلال فعالية انتخابية فى المدينة.
وفى نفس الوقت فى واشنطن، بحثت المحكمة العليا ما إذا كان من الممكن ملاحقة ترامب بسبب جهوده لقلب خسارته أمام بايدن. وبدى أن القضاة متشككين فى مزاعم ترامب المتعلقة بالحصانة المطلقة من الملاحقة. لكن القليل منهم أشار إلى أن لديه تحفظات على الاتهامات، ويمكن أن تسفر عن تأجيل المحاكمة لما بعد انتخابات نوفمبر.
وتواصلت محاكمة أموال الصمت فى نيويورك يوم الجمعة، وأدلى بيكر بشهادته بينما سعى دفاع ترامب لتشكيك فيها. وادلى اثنان أخران من الشهود بشهادتهم.
وخلال الأسبوع المقبل، ليس من المتوقع استئناف قضية أموال الصمت قبل الثلاثاء بسبب اليوم المزدحم الاثنين.
