ذكرى تحرير سيناء.. مفيد شهاب يكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل معركة استرداد آخر شبر من الأرض: نجاحنا القانوني في استعادة طابا مكمل لنصر 6 أكتوبر.. والوفد القانوني لإسرائيل اعترف بمصرية طابا واندهش من إرادة المصريين

السبت، 27 أبريل 2024 08:00 م
ذكرى تحرير سيناء.. مفيد شهاب يكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل معركة استرداد آخر شبر من الأرض: نجاحنا القانوني في استعادة طابا مكمل لنصر 6 أكتوبر.. والوفد القانوني لإسرائيل اعترف بمصرية طابا واندهش من إرادة المصريين الدكتور مفيد شهاب
كتبت إيمان علي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا أمام التحكيم الدولي، إن مصر لم يكن لديها أي استعداد للتفريط في شبر واحد من أراضيها، وهو ما كشف عن قوة الإرادة المصرية في تحرير كامل تراب أرضها، خاصة وأنها حرصت على التخطيط بأسلوب علمي يعتمد على الخبراء والمتخصصين وبحس وطني كامل وإرادة وعزيمة قوية.


وأوضح في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن إسرائيل ماطلت وحاولت المراوغة بتغيير المواقع الحدودية من علامات الحدود، ومن هنا جاء اللجوء للتحكيم الدولي طبقًا لاتفاقية السلام، وبدأت مصر معركة قانونية طويلة، لأجل جمع المستندات والخرائط".


وأكد أن إسرائيل أجبرت مصر على القبول بالتحكيم الذي انتهى بالحكم بأن ما تطالب به مصر من مواقع وعلامات في ترسيم الحدود سليما، بعدما حاولت الاحتفاظ بمواقع استراتيجية وسياحية في الأراضي المصرية مثل طابا ورأس النقب، فكان نصرا قانونيا قضائيا مكملا للنصر السياسي والنصر العسكري المتمثل في نصر 6 أكتوبر ومستندا إليهما.

ولفت إلى أن كل فريق قدم 3 مذكرات مكتوبة ومرافعات شفويه، ومعاينة من المحكمة للمواقع، ثم رفعت المحكمة جلساتها للمداولة 3 أسابيع، وفي 1989، وأعلنت المحكمة أن المواقع المصرية هي الصحيحة ورأس النقب كلها مصرية، والعلامة 91 هي المنطقة الصحيحة، وبالتالي طابا منطقة مصرية.
وتابع:" وإحنا خارجين بعد صدور الحكم كان المصريين فرحانين، ولكن المستشار القانوني للوفد الإسرائيلي، قال لنا "إحنا عارفين إن طابا ورأس النقب مصريتين ..بس مكناش عارفين إنكم هتعرفوا تدافعوا عنها وتقنعوا المحكمة بهذا الشكل".


وأشار مفيد شهاب إلى أن الدولة المصرية تمكنت من استخدام القوة العسكرية في أكتوبر 1973 وعبور خط "بارليف" ودخول أرض سيناء و إعلان تصميم الشعب المصري على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الغالية مهما كلفه ذلك من تضحيات ، فكان نصرا عسكريا حاسما، ثم وجدت نفسها إسرائيل مضطرة للدخول في مفاوضات للتسوية بعد حرب أكتوبر.


ولفت إلى أنها  كانت معركة هامة انتهت بالتوقيع على اتفاق السلام أكدت فيه مصر تمسكها بالانسحاب الكامل من الأراضي المصرية ، رافضة كل محاولات إسرائيل للاحتفاظ ببعض المناطق ، أو شراء منشآت كانت قد بنتها كمستوطنات في أرض سيناء، قائلا "تحرير طابا يمثل لي التاريخ المصري الذى كان دوما مع عدم التفريط في شبر من أراضي الوطن.. وتجسد مقولة ما ضاع حق وراءه مطالب".


ويضيف شهاب: "أثناء المفاوضات لاستعادة طابا ضغطنا بأننا مصممين على اللجوء للتحكيم إستنادا إلى النص الصريح الوارد في اتفاقية السلام بأن أي نزاع ينشأ بمناسبة تطبيق وتنفيذ هذه الإتفاقية يحل أولا بالتفاوض وإذا فشل التفاوض في حل النزاع يلجأ الطرفان إما إلى التوفيق او إلى التحكيم، وبالمناسبة طالبت إسرائيل باللجوء للتوفيق لكننا رفضنا تماما لأننا نعلم أن التوفيق عملية سياسية يمكن أن ينتج عنها حلول وسطية وتنازلات أما التحكيم عملية قانونية".


وذكر "شهاب" أن وفد إسرائيل في المفاوضات رفض التحكيم وقرر الانسحاب، وكان مقررا أن يجرى شيمون بيريز زيارة إلى مصر لكن الرئيس مبارك رفض استقباله إلا إذا طلب من الوفد الإسرائيلي البقاء في مصر وإعلان قبولهم بالتحكيم والتفاوض حول اتفاق التحكيم ،هذا بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي مارس ضغوطا على إسرائيل حتى تقبل بالتحكيم وكانت هناك خشية داخل إسرائيل بفشل عملية السلام مع مصر باعتبار أن مصر هي أول دولة عربية تعترف بإسرائيل وكان لديهم أمل في التفاوض مع باقي الدول العربية، فقبلوا بالتحكيم على أمل تصدير أي حجج تكون في صالحهم وأن تفشل مصر في الدفاع عن حقها.

وأكد أن الوفد المصري قدم حجج كثيرة بعضها خرائط تعود إلى فترة ما بعد حصول مصر على الحكم الذاتي من الإمبراطورية العثمانية وكانت توضح أن طابا داخل الحدود المصرية ، وأيضا قدمنا خرائط تخص الاحتلال البريطاني لمصر عندما طالب قوات تركية بالانسحاب من طابا لأنها تقع داخل حدود مصر التي كانت تحت الاحتلال البريطاني أنذاك ،وقدمنا مرافعات ومذكرات وشهادات شهود ،وأيضا إسرائيل قدمت حجج لصالحها من بينها كتب مطبوعة داخل مصر توضح أن طابا جزء من فلسطين لكننا رددنا على كل هذا ،ومن مجموع ما قدم من أدلة وحجج تولدت قناعة لدى المحكمة بأن طابا مصرية.

وذكر أن استرداد طابا تم من خلال اللجنة المشكلة والتي ضمت مجموعة من الخبراء المتخصصين من أبناء مصر المخلصين واعتماد كل عضو منهم على خبرته فى تخصصه مع التفانى فى الجهد والبحث من خلال المذكرات المكتوبة والمرافعة الشفوية وشهادة الشهود وعدد من الخرائط وغير ذلك من الاجراءات التى استغرقت حوالى 4 سنوات بين مفاوضات مع إسرائيل أعقبتها مفاوضات تالية لإعداد اتفاق التحكيم، ثم من خلال المثول أمام هيئة التحكيم والمذكرات التى قدمت لها والتى كانت على أعلى مستوى من الإعداد الجيد الواضح الموضوعى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة