هُنّ.. باحثة البادية ملك حفني ناصف أول من دعت لتحرير المرأة

الثلاثاء، 02 أبريل 2024 03:00 م
هُنّ.. باحثة البادية ملك حفني ناصف أول من دعت لتحرير المرأة قلم -أرشيفية
كتبت أمنية الموجي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات، وإجادة اللغتين الإنجليزية والفرنسية"، ملك حفني ناصف إحدى أوائل الداعيات إلي حقوق المرأة، والتي بدأت في الإعلان عن رأيها في صحيفة المؤيد، ثم توالى نشر مقالاتها في “الجريدة”، لتكون بعد ذلك أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل،  وتصبح رائدة في التعليم والعمل والصحافة والعمل الاجتماعي والنضال السياسي والأدب والثقافة. 

باحثة البادية كما يطلق عليها، ابنة حي الجمالية بالقاهرة، والتي ولدت يوم زفاف الأميرة "ملك" إلى الأمير "حسين كامل" الذي صار سلطانًا بعد ذلك، فسمّاها أبوها باسم الأميرة ملك، وهي كُبرى سبعة أبناء حفني ناصف بك رجل القانون والشاعر، وأستاذ اللغة العربية وأحد مؤسسي الجامعة المصرية، بدأت تعليمها في المدارس الأجنبية، ثم التحقت بالمدرسة السنيَّة، حيث وحصلت منها على الشهادة الابتدائية سنة 1900، وهي أول سنة تقدمت فيها الفتيات لأداء الامتحان للحصول على تلك الشهادة، وكانت ملك أول فتاة مصرية نالت هذه الشهادة، ثم انتقلت إلى القسم العالي (قسم المعلمات) بالمدرسة نفسها، وكانت أولى الناجحات في عام 1903، وبعد تدريب عملي على التدريس مدة عامين تسلَّمت الدبلوم عام 1905 كما حصلت على شهادة في التعليم العالي بعد ذلك، و عملت مدرسة في القسم الذي تخرجت فيه بالمدرسة السنيَّة حتى زواجها.

تزوجت عام 1907 بأحد أعيان الفيوم شيخ العرب عبد الستار الباسل، رئيس قبيلة الرماح الليبية بالفيوم، عاشت في قصر الباسل بالفيوم وهي إحدى ضواحي مركز إطسا، وفي البيئة الجديدة  التي أقامت فيها بعد الزواج، عانت في حياتها القصيرة من ضغوط المجتمع عليها كامرأة ولا سيما وقد حرمت من الإنجاب بسبب زوجها، اتخذت اسم "باحثة البادية" اشتقاقًا من بادية الفيوم التي تأثرت بها، وجعلتها مطلعة عن قرب للحياة المتدنية التي تعيشها المرأة، فعاشت معاناة الشعب المصري الذي كان يبحث عن ذاته وسط تيارات فكرية وسياسية من الشرق والغرب واحتلال يرزح على أنفاسه، فأخذت تكتب عن قضايا المرأة والإصلاح الاجتماعي.

تعتبر “باحثة البادية” من أوائل الداعيات إلي حقوق المرأة، حيث بدأت في الإعلان عن رأيها في صحيفة المؤيد، ثم توالى نشر مقالاتها في “الجريدة”، و تناولت وجوب تعليم المرأة، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحرير عقلها وتقويم أخلاقها، وقد جمعت هذه المقالات في كتاب من جزأين تحت عنوان “النسائيات”، ونشرته عام 1910 نشر الجزء الأول منه وكان يضم 24 مقالا، وخطبتين وقصيدة واحدة بينما ظل الجزء الثاني محفوظًا كمخطوطات لم تنشر، ولها أيضًا كتاب آخر بعنوان (حقوق النساء) لم يتم انجازه بسبب وفاتها، وتدور معظم أعمالها حول تربية البنات، وتوجيه الآراء، ومشاكل الأسرة.

واتجهت باحثة البادية إلى الخطابة وإلقاء المحاضرات العامة على السيدات في دار الجريدة وفي الجامعة المصرية، وفي الجمعيات النسائية، وكانت خطيبة مطبوعة ذات تأثير في نفوس سامعيها، حتى إن “أحمد زكي باشا” الملقب بـ “شيخ العروبة” كان يُثني عليها، ويقول بأنها أعادت العصر الذهبي الذي كانت فيه ذوات العصائب يناضلن أرباب العمائم في ميدان الكتابة والخطابة، مثلت المرأة المصرية في المؤتمر المصري الأول عام 1911 لبحث وسائل الإصلاح، وقدَّمت فيه المطالب التي تراها ضرورية لإصلاح حال المرأة المصرية، والتي تلخصت في التعليم والتربية.

قامت ملك ناصف بتأسيس “اتحاد النساء التهذيبي”، ليضم الكثير من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، والذي يهدف إلى توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشؤونها، كما كوَّنت جمعية للتمريض لإغاثة المنكوبين المصريين والعرب، وكانت الأساس لما عُرِف فيما بعد بـ ” الهلال الأحمر” وذلك إبان اعتداء إيطاليا على طرابلس، الأمر الذي جعل مصر تهبّ لنصرتها، وكان من مهمات الجمعيّة التي شكلتها إرسال المعونات من أغطية، وملابس، وأدوية، لضحايا هذا العدوان، وأقامت بمنزلها بالقاهرة مدرسة لتعليم الفتيات مهنة التمريض، وكفلت لهذه المدرسة كل احتياجاتها من مالها الخاص، كما بدأت في إنشاء مشغل للفتيات وملجأ للمعوزات، وقررت أن توقف خمسة وثلاثين فدانا على انجاز المشروع، إلا أن وفاتها حال دون ذلك.

أصيبت بمرض الحمى الإسبانية، وتوفيت في 17 أكتوبر 1918 عن سن «32 سنة» في منزل والدها بالقاهرة، ودفنت في مقابر أسرتها في الإمام الشافعي، وقد شيعتها إلى مثواها الأخير سيدات عصرها، على رأسهن هدى شعراوي، بذلك كانت ملك حفني ناصف أول امرأة يتم إقامة حفل تأبين لها والذي أقيم في جامعة القاهرة، رثاها حافظ إبراهيم وخليل مطران بقصيدتين، وكذلك الأديبة اللبنانية مي زيادة، وتم إطلاق اسمها على عديد المؤسسات والشوارع في مصر تقديرًا لدورها في مجال حقوق المرأة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة