مبدع فى عالم السجاد.. سعيد محمد 36 عاما يغزل خيوط النول يدويا: "كل ما السجاد اليدوى بيقدم ثمنه بيزيد".. السجاد اليدوى يتميز بالجودة.. متر الحرير الطبيعى يصل سعره لـ20 ألف جنيه.. وسقارة تشتهر بالشغل الفرعونى

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 05:00 م
مبدع فى عالم السجاد.. سعيد محمد 36 عاما يغزل خيوط النول يدويا: "كل ما السجاد اليدوى بيقدم ثمنه بيزيد".. السجاد اليدوى يتميز بالجودة.. متر الحرير الطبيعى يصل سعره لـ20 ألف جنيه.. وسقارة تشتهر بالشغل الفرعونى سعيد محمد سلام
كتبت – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في محلٍ صغير على أعتاب مدخل قرية أبو صير في محافظة الجيزة، يجلس سعيد محمد سلام، صاحب الـ48 عامًا، منكبًا على عمله أمام نوله الخشبي، يغزل بحركات منتظمة ومتناغمة الخيوط، خيط فوق خيط وتكتمل قطعته الفريدة، مبدعًا لوحة فنية فرعونية مصنوعة من القطن، معتمدًا في تصنيعها على خبرة ومهارة اكتسبهما في قرية سقارة، تلك القرية التي تشتهر بصناعة السجاد اليدوي عالي الجودة والمستقطب للسائحين من مختلف دول العالم.

تعلم سعيد محمد سلام، صناعة السجاد اليدوي في إحدى مدارس تعليم وتصنيع السجاد اليدوي في قرية سقارة في الـ12 من عمره: "الحمدلله شغال في المهنة من سنة 88، والدي كان فلاح واخواتي كانوا معايا في المهنة، انتقلت مؤخرًا للعمل في أبو صير إحدى قرى البدرشين، وهنا أبيع ما لدى من كليم جاهز، وفي نفس الوقت أقوم بتصنيع السجاد اليدوي على النول وأبيعه لمدارس السجاد في قرية سقارة".

اشتهرت قرية سقارة بصناعة السجاد منذ أكثر من خمسين عامًا ارتباطًا بتاريخها الحضاري والسياحي، فمع مرور الوقت كثرت المحال ومدارس صناعة السجاد وبدأ من فيها يتعلم الحرفة ويتقنها بل ويمتهنها ويعتبرها مصدر دخل أساسي: "بدأ إنشاء مدارس تصنيع السجاد في سقارة من سنة سبعين ووقتها كل شباب القرية وبناتها وأولادها اتعلموا المهنة واشتغلوا فيها بشكل أساسي، ولكن مع انتشار حرف أخرى كالنجارة والحدادة والنقاشة وغيرها، ومع ظروف عديدة أثرت على المهنة ومنها جائحة كورونا ارتفعت تكلفة صناعة السجاد وانخفضت العمالة فيها، وبدأ الكثيرون يبحثون عن مهن أخرى تحقق لهم دخلًا أكبر يساعدهم في المعيشة".

رغم أن السجاد اليدوي يتطلب وقتًا طويلًا للتصنيع عن مثيله الذي يصنع على الآلات والماكينات، إلا أنه يتميز بجودته ودقة تصنيعه: تتم صناعة السجاد يدويًا بالكامل بالاعتماد على الأيدي والمجهود الفردي بالإضافة إلى الخبرة والمهارة والإتقان، فنعتمد في التصنيع على النول الخشبي وأنواعًا من الخيوط، تشمل القطن "السدى" الذي يبنى عليه السجاد، والخيوط المستخدمة في النسج الحرير وهو الأغلى، والقطن "المحرر" وهو رخيص الثمن وناعم الملمس، بالإضافة إلى الصوف وهو أرخصهم نوعًا، ومن خلال تلك الأدوات ننسج بأيدينا الخيوط مع بعضها البعض حتى تتشابك وتخرج السجادة في صورتها النهائية مطابقة للصورة أو الرسمة والتصميم المطلوب، فشكل وتصميم السجادة يكون حسب الطلب"، موضحًا: "الرسومات بتتغير، في رسامين شغالين في المجال ده هما اللي بيرسموا الرسومات اللي بتتنفذ على السجادة، مش كل حاجة بيعملها الصنايعي، وفي نفس الوقت فيه صنايعية كويسين بيقدروا يرسموا الرسومات بنفسهم".

يحمل السجاد أشكالًا زخرفية أو رسومات لمناظر طبيعية أو تصميمات فرعونية، وفي النهاية يخرج في صور بديعة مختلفة أشكالها وألوانها تتميز بالجودة والمتانة: "يستغرق السجاد وقتًا طويلًا للتصنيع، قيمة السجاد هنا إنه بيتصنع يدوي دا غير خاماته وألوانه الزاهية والمميزة وعمره الطويل، فالمتر المربع الواحد من السجاد اليدوي يستغرق لتصنيعه شهرًا كاملًا، يزيد أو يقل حسب دقة وإتقان النسَّاج والرسمة المطلوبة"، موضحًا: "اللي بيتحكم في سعر السجاد نوع الخامة المستخدمة في التصنيع، فمتر "القطن المحرر" قد يصل سعره لـ5000 جنيه، أما متر الحرير الطبيعي وهو الأغلى قد يصل سعره لـ20 ألف جنيه"، وكل ما هتصنع حاجة غالية كل ما هتحتاج لصنايعي أفضل".

"السجاد اليدوي لا يقدر بثمن".. هكذا وصف "سعيد" صناعة السجاد اليدوي، لما تستنفذه من وقتًا طويلًا في التصنيع، يستغرق خلاله الحرفي كل ما لديه من مهارة وخبرة ومجهود حتى يخرجه من بين يديه واضعًا في حسبانه حجم السجادة والخامة المستخدمة والتصميم والرسومات المطلوبة والعقد التي يتطلبها العمل لإنجازه: "السجاد مالوش عمر محدد، السجاد اليدوي قيمته إنه يدوي، كل ما السجادة تقدم كل ما ثمنها يزيد، ممكن بعد سنة أو اثنين أو ثلاثة تتباع وتجيب ثمن أكبر من ثمنها، الخامة نفسها بتفرق، فألوان السجاد اليدوي مش بيبهت أو يتغير والسجادة مش بتتبهدل ودا طبعًا مع الحفاظ عليها".

بكل حرفية وإتقان يغزل صانع السجاد خيوطه لينتج أجود أنواع السجاد اليدوي غالي الثمن، وبعد أشهر طويلة من الجهد والعمل تنتعش روحه سعادة وفخرًا بما صنعته أنامله جمالًا وإبداعًا: "صناعة السجاد اليدوي ضمن أقدم الحرف اليدوية وتتميز بقيمتها الفنية والمادية، 90% من الشغل الفرعوني في السجاد بيتصنع في سقارة، و90% من زبائن سجاد سقارة من السياح"، مؤكدًا: "منتجات السجاد اليدوي بالنسبة للسائح تحفة".

صناعة السجاد اليدوي كالدم تجرى فى العروق، مهنة عريقة توارثها أجيال، وحافظوا عليها جيلًا بعد جيل معتمدين عليها كمصدر دخل أساسي، لكن متطلبات الحياة اليومية جعلت "سعيد" يُقدم على بيع الكليم في محله بقرية أبو صير، بجانب عمله في صناعة السجاد اليدوي الذي طالما أتقن وبرع فيه ليدر لنفسه دخلًا إضافيًا ثابتًا يعينه على أعباء المعيشة: "ببيع في المحل كليم قطن وصوف طبيعي، المتر فيه بيبدأ من 150 جنيه ويصل لـ1500 جنيه حسب الطول والرسمة وخفيته، وفي كليم قصاقيص قطن بيبدأ سعره من 75 جنيه".

WhatsApp Image 2024-02-04 at 1.47.17 PM

WhatsApp Image 2024-02-04 at 1.52.14 PM
WhatsApp Image 2024-02-04 at 1.52.15 PM
WhatsApp Image 2024-02-04 at 1.52.16 PM
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.05 PM
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.06 PM
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.07 PM (1)
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.08 PM (1)
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.08 PM
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.09 PM (1)
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.09 PM
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.10 PM (1)
 
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.10 PM
 
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.11 PM (1)
 
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.12 PM (1)
 
WhatsApp Image 2024-02-12 at 4.52.12 PM









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة