سعيد وهبة يرد الاعتبار لشخصيات منسية فى كتاب "الأهلى شخصيات وحكايات"

الأربعاء، 06 مارس 2024 11:00 ص
سعيد وهبة يرد الاعتبار لشخصيات منسية فى كتاب "الأهلى شخصيات وحكايات" كتاب الأهلى شخصيات وحكايات
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت عشرات الكتب عن النادى الأهلى على مدى 117 سنة من تأسيسه تتناول نشأته وانتصاراته وبطولاته، ولم يصدر كتابا واحدا عن رموز الأهلى الذين ارسوا ثوابته، وغرسوا مبادئه وصنعوا بطولات.
 
الكاتب الصحفى والناقد الرياضى المخضرم "سعيد وهبة" تكفل بالمهمة، فى كتابه الجديد "الأهلى .. شخصيات وحكايات" الصادر عن دار نفرتيتى للترجمة والنشر. 
 
كتاب الأهلى شخصيات وحكايات
كتاب الأهلى شخصيات وحكايات
 
يتناول الكتاب تاريخ الاهلى من خلال 31 شخصية أهلاوية من رموز الأهلى ورؤسائه ونجومه، حيث يقول الكاتب الرياضى الكبير فى مقدمة كتابه: النادى الأهلى بوابة ضخمة لدخول التاريخ.. من هذه البوابة دخلت، وقابلت مجموعة من شخصيات الأهلى الأسطورية النادرة، ونجومه العباقرة، استدعتها ذاكرتى الرياضية، وجمعتها فى هذا الكتاب!.. هذه الشخصيات ساهمت فى بناء الأهلى على مدى 117 سنة، وضعت مبادئه، وكتبت تاريخه، وصنعت بطولاته وزادت شعبيته، وغرست ثوابته، وكرست قيمته ومكانته فى العقل المصرى، والضمير الجمعى، حتى صار واحدًا من قلاع مصر الوطنية، ومؤسساتها التربوية، وعلامة الجودة القياسية، وحتى أصبح أهم مؤسسة لصناعة الأبطال، وقلاع البطولة، وأعظم جامعة لتخريج الكوادر الدولية، وأكبر مدرسة للروح الرياضية!.
 
ويتابع: هذه الشخصيات عرفتها خلال عملى بالصحافة الرياضية على مدى 55 سنة.. تحاورت مع بعضها، واقتربت من بعضها، وصادقت بعضها وعرفت بعضها، من خلال تواجدى بالنادى الأهلى لسنوات طويلة، بعضها كنت مندوبًا  لـ"الجمهورية" من أواخر الستينيات إلى ما بعد منتصف السبعينيات. وقتما كانت حديقة الأهلى ملتقى الرياضيين والقيادات، ومنتدى النجوم القدامى وكبار الشخصيات، فالأهلى كان دومًا حاضنة الأسرة الرياضية وبيت العائلة الكروية!.. وبالقطع لم أعاصر الآباء المؤسسين، والرؤساء الأولين، لكننى عرفتهم، وقرأت سيرتهم، وتتبعت مسيرتهم، فى مراجع تاريخية كثيرة. هؤلاء البنائين الأوائل للقلعة الحمراء فى النصف الأول من القرن العشرين. كانوا يمثلون نخبة المجتمع الثقافية والسياسية، وباشاوات زمان، وطبقة "الإليت" الأرستقراطية، المنتمية فى ذات الوقت للجماعة الوطنية التى قاومت الاحتلال، ونادت بالاستقلال، وحاربت الاحتكار، ورفعت شعار"مصر للمصريين".
 
ويستطرد: منهم من لعبوا دورًا فى الحياة السياسية، ومنهم من أسسوا أكبر قاعدة مصرية للاقتصاد الوطنى فى مواجهة الاحتكارات الأجنبية.
ومنهم أبطال ثورة 19، ومنهم من حكموا مصر، وكانوا وزراء، ورؤساء حكومات. ومنهم الذين "مصّروا" وزارة الخارجية وأسسوا الدبلوماسية المصرية، ومنهم الآباء الذين وضعوا دستور 23 أبو الدساتير المصرية: حسين رشدى باشا، وعبد الخالق ثروت باشا، ومنهم أبو الاقتصاد الوطنى طلعت حرب باشا، ومنهم أبو الدبلوماسية المصرية عزيز عزت باشا، ومنهم أبو التعاونيات والنقابات العمالية والمهنية عمر لطفى بك.
 
 
الأهلى شخصيات وحكايات
الأهلى شخصيات وحكايات
 
وهكذا فإن بناء النادى الأهلى فى مطلع القرن العشرين، تم على قاعدة وطنية، وعلى أيدى بناة مؤسسات مصر الوطنية. وبخلاف هؤلاء البناة الأوائل، ففى ذاكرتى الصحفية مئات الشخصيات الأهلاوية، وعشرات الشخصيات الأسطورية، وثلة من الشخصيات المنسية، ولكل واحد من تلك الشخصيات قصة، وكل قصة تستحق كتابًا، وكل كتاب يبحث عن مؤلف!.
 
ومن الشخصيات المنسية، الدكتور محمد طاهر باشا، أول عضو مصرى باللجنة الأوليمبية الدولية (1934 ـ1960) ومؤسس دورات البحر الأبيض، والمؤسس الثانى للحركة الرياضية المصرية، وله قصة، يوم ألقت السلطات البريطانية القبض عليه، وأودع بأحد معسكرات الجيش البريطانى غرب القناة، لتعاونه مع القوات الألمانية، التى كانت تستعد لمواجهة الحيش الإنجليزى بمعركة العلمين، وتخليص مصر من الاحتلال البريطانى.
 
ولسوف تكتشف من شخصيات الكتاب، أن الأهلى ليس فقط قلعة للبطولات، ولكن مؤسسة لصناعة الكوادر التاريخية، فالذى خلف طاهر باشا فى اللجنة الأوليمبية الدولية، هو ابن الأهلى المهندس أحمد الدمرداش تونى، بطل الجمبار الذى ظل عضوًا باللجنة الأوليمبية الدولية 32 سنة، مُنح بعدها العضوية  الشرفية.
 
وبهذا احتفظت الكوادر الأهلاوية بمقعد مصر فى اللجنة الأوليمبية الدولية لمدة 58 سنة متصلة، ٦٦ سنة متقطعة، بإضافة 8 سنوات هى فترة عضوية السباحة الأوليمبية رانيا علوانى بطلة أفريقيا والبحر الأبيض، التى قضت دورتين بين 2004 و 2012.
 
و"تونى" هو المؤسس الثالث للحركة الرياضية، ومؤسس الدورات العربية عام 1953 ودورات الألعاب الإفريقية 1965 وواضع لوائحهما ونظامهما الأساسي. وهو أحد أبطال معركة تمصير الرياضة، وتحرير الاتحادات المصرية من النفوذ الأجنبى، وهو أهم شخصية رياضية  مصرية خلال النصف الثانى للقرن العشرين.
 
وسوف تعلم من خلال بعض شخصيات الكتاب، أن الكوادر والقيادات الأهلاوية، والأهلاوية  فقط، هى التى اعتلت القمة، وبلغت أعلى درجات السلم، ووصلت لسقف الإدارة فى الاتحادات الدولية. حيث لا وساطة ولا محسوبية.
 
عبد المنعم وهبى كابتن أول فريق لكرة السلة بالأهلى أول الثلاثينيات، تولى رئاسة الاتحاد الدولى لكرة السلة لدورتين، 1968 ـ 1976.
 والدكتور حسن مصطفى كابتن الأهلى فى السبعينيات، يكمل هذا العام 24 سنة رئيسًا للاتحاد الدولى لكرة اليد.
 
وفى الكتاب إعادة اكتشاف لشخصيات كروية أسطورية، مثل الضظوى زعيم قبائل الحريفة، الذى رسب فى امتحان المدربين باتحاد الكرة، لأن أحد الدكاترة سأله: اشرح لنا شفهيًا كيف تمتص بقدمك كرة عالية من أول لمسة؟،  فاعترض على السؤال بسؤال لأعضاء اللجنة: ينفع نسأل عبد الحليم حافظ: اشرح لنا كيف تغنى؟ .. احدف لى كورة من برج القاهرة، وانا اجاوب على السؤال. احدف لى كورة من طيارة.
 
وفى مدينة دمياط، شارع باسم "صبى النجار" رفعت الفناحيلى، الذى ترك المدرسة الابتدائية، والتحق بورشة لنجارة الموبيليا، كى يعول شقيقاته البنات الخمس بعدما فقد أباه بصره، فشاهده صاحب الورشة يلعب مع صبية الشارع، فأرشده إلى الملاعب الخضراء، ووضعه على أول الطريق، حتى وصل إلى النادى الأهلى، فصار أفضل صانع ألعاب أنجبته الكرة المصرية.
 
وفى الكتاب قصص لعديد من الشخصيات الأهلاوية، منها قصة منسية للدكتور نور الدين طراف، الذى كان أحد رؤساء الأهلى الفخريين، ورئيس"مجلس الحكماء". القصة وقعت يوم كان طالبًا بجامعة القاهرة، ورئيسًا لاتحاد الطلبة، وأُلقى القبض عليه بتهمة "السرقة"، ولم يكن المسروق بنكًا ولا جوهرة ولا قطعة أثرية، وإنما كان المسروق "جثة"!
 
 وقصة أخرى، لرئيس القلعة الحمراء، الذى ضمد للأهلى جراحه، ورد له اعتباره، وأعاد له انتصاراته، بعد سنوات القحط العجاف فى الستينيات. الفريق مرتجى، أو البكباشى ـ المقدم - عبد المحسن كامل مرتجي، الذى كان قائدًا لفرقة المدافع الآلية بالحرس الملكى، يوم أُلقى القبض عليه، وطالب بعض الضباط الأحرار بإعدامه، لأنه أمر قواته بإطلاق النيران على قوات المدرعات التابعة لجيش الثورة، والتى حاصرت قصر رأس التين يوم 26 يوليو 1952، قبيل ساعات من تنازل الملك فاروق عن العرش.
 
وفى الكتاب خناقة بـ "الصوت الحيانى" بين الرئيس الراحل مبارك وطارق سليم.
 
الخناقة وقعت فوق السحاب، داخل طائرة السادات الرئاسية، وكانت متجهة لواشنطن، بقيادة طارق سليم، فى أول رحلة لنائب الرئيس، فى مهمة بأمريكا.
وحكاية عن شعبية صالح سليم الجارفة، التى وصلت لدرجة تهديد الناقد نجيب المستكاوى بالقتل وخطف أولاده، بسبب مقال طالب فيه صالح سليم باعتزال الكرة!
 
وقصة اعتزال مختار التتش، أسطورة الكرة، فى العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين، يوم هددت أم كلثوم باعتزال الغناء، ما لم يتراجع مختار التتش عن قرار اعتزاله.
 
وقصة الصحفى الكبير فكرى اباظة، الذى بدأ لاعبا بفريق الكرة، وعاش حياته كلها بالنادى الاهلى، ووقف ذات يوم يترافع فى المحكمة، فى دعوى قضائية رفعها أحد الاعيان، طالبا ام كلثوم فى بيت الطاعة.
 
الكاتب والناقد الرياضي سعيد وهبة
الكاتب والناقد الرياضي سعيد وهبة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة