رضا صقر

«المتحدة».. موسم درامى بامتياز

السبت، 23 مارس 2024 04:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استطاعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تعيد للدراما المصرية بريقها اللامع، وتنتشلها من بؤرة الفوضى التي وقعت فيها على مدار العقود الماضية، والذي يجعلنا نحتفي بهذا النجاح التاريخي لتلك الأعمال الفنية التي يحمل كل منها مذاقًا خاصًا، يتفرد كل منها بشيئ يميزه عن آخر، بما يسهم ـ حاضرًا ومستقبلًا - في تشكيل وعي المصريين، ويجعلنا نطمئن على بأن "ريادة الدراما المصرية مستمرة".

ما نراه على مدار الشهر الكريم من رسائل متفردة، إنما هي ثمرة لجهد خارق ونظرة مختلفة من الشركة المتحدة تجاه القضايا الاجتماعية والتاريخية، التي عالجتها تلك الأعمال الفنية بما يتناسب مع العصر الحالي، من خلال توظيف أدواتها، لتأصيل القضايا المختلفة عبر مزيج من التنوع والإثارة والتشويق.

ورغم أن أعمال الشركة المتحدة قد تشعبت، إلا أنها جاءت لتتواكب مع طبيعة المرحلة والتطورات التي نشهدها، فأخذت تنتقل بالمشاهد المصري والعربي ما بين أعمال ذات بعد تاريخي وثقافي، مثل مسلسل "الحشاشين"، متميزا بلكنته المصرية المتفردة، وهذا المسلسل بالتحديد نقل الدراما المصرية إلى عصر جديد، ربط فيه ما بين التنظيمات الإرهابية السرية في القديم والحديث.

فقد أجهضت الشركة المتحدة تلك الأفكار السامة والمشبوهة التي تتحدث باسم الدين، قائمة على مبدأ الوعد بالجنة، كأنها ملك لهم وبيدهم صكوك الغفران والرحمة، وهي آفة عانت منها المجتمعات الإسلامية سواء في القديم، والتي قادها حسن الصباح أو في الوقت الحالي، والتي يتبناها بعض التنظيمات الإرهابية.

هذه النوعية من الأعمال الدرامية، توسع مدارك المشاهدين وتفتح آفاقهم تجاه حقيقة تلك الجماعات الإرهابية، التي تتخذ من الدين سترًا لتنفيذ مخططاتها وطموحاتها الشخصية، سواء من أجل السيطرة أو الوصول إلى الحكم.. وهنا استحقت الشركة المتحدة شكرًا خاصًا بعد أن وضعت تلك جذور تلك الجماعات في دائرة المشاهد المصري والعربي.

وكعادتها، لم تغفل "المتحدة" تقديم جرعة من المسلسلات الاجتماعية مثل "عتبات البهجة" و "صلة رحم"، بجانب بالمسلسلات الكوميديا، إضافة إلى مسلسلات الأطفال "الانيميشن"، والتي تمثل بداية جديدة في هذا المجال لبناء وعي الأطفال وتشكيل مدركاتهم وفق قيم نبيلة ترسخت في المجتمع المصري.

لقد طوعت الشركة المتحدة كل أدواتها الفنية من أجل حماية الهوية المصرية، وكانت الأعمال الدرامية واحدة من أهم تلك الأدوات التي ترسخ لهذا المفهوم المتجذر أصلا داخل وجدان الشعب المصري، إلا أن السطحية التي عانت منها الدراما المصرية في السابق، همشت هذا المبدأ، قبل أن تأتي "المتحدة" لتنمي من جديد الوعي والثقافة والهوية المصرية.

وأنا أشيد بهذا التنوع الدرامي، لا يمكن أن أغفل جانب آخر قامت به الشركة المتحدة، وهو تنظيم مجال صناعة الدراما، والذي أعاد لمصر ريادتها عربيا وإقليميا، بعدما كادت أن تفقد تلك الريادة، فجاءت الشركة المتحدة لتسير على درب الموروث الثقافي والفني المصري المتجذرة في أعماق التاريخ.

استطاعت الشركة المتحدة أن تنتقل بأعمالها الفني إلى نطاق أوسع، فنجد المحتوى الدرامي المصري في كل بيت عربي يتصدر المشهد، ليعيد إلى الأذهان ذكريات الماضي.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة