إسلام جمال

هانى الناظر الذى أعرفه.. إلى لقاء يا طبيب الإنسانية

الجمعة، 23 فبراير 2024 01:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في عام 2010 كان انتشار "فيس بوك" كموقع للتواصل الاجتماعى آخذاً في طريقة للزيادة المطَّردة، والذى كان بالنسبة لجيلنا يمثل طفرة في عالم التواصل الاجتماعى بعد سلسلة من المواقع التي لم تكن تحمل مميزات فيس بوك من حيث التفاعل ومساحة الكتابة ومشاركة الصور والفيديوهات بشكل أفضل من المواقع الأخرى التي اعتدنا عليها قبل هذا التوقيت مثل ياهو وبالتوك، وغيرها.

 

لم أكن من مدمنى "فيس بوك"، أنشأت أول حساب لى على المنصة في عام 2007، لكنى لم أتوغل فى التفاعل على هذا الموقع إلا في بدايات العام 2010، قادتنى الصدفة حينها لإرسال عدد من طلبات الصداقة للمشاهير عبر هذا الموقع الذى يتلمس خطاه بين رواد مواقع التواصل المصريين، كانت إضافة شخصية مرموقة أو مشهورة تمثل شيئاً من الفخر بين الأصدقاء.

 

من بين الذين أرسلت لهم طلبا للصداقة، كان الدكتور هانى الناظر، والذى لم أكن أعرف عنه في هذا التوقيت، سوى أنه الرئيس السابق للمركز القومى للبحوث، في هذه الأثناء كنت أتلمس خطواتى الأولى نحو عالم الصحافة، وأطرق الأبواب للدخول إلى بلاط صاحبة الجلالة، بالتعبير الدارج في مهنتنا كنت محرراً تحت التدريب، لم يكن اسمى يكتب حتى بالقلم الرصاص.

 

فاجأنى الدكتور هانى الناظر، بقبول طلب الصداقة، وتجاذبنا أطراف الحديث فيما بيننا، وجدت إنساناً فمة في الرقى والتهذيب يعرف نفسه بإنه الدكتور هانى الناظر، تشرفت بحضرتك يا أستاذ إسلام، أجبته بأنه غنى عن التعريف، فأنا الذى بحاجة لأن أعرفه بنفسى، شجعنى حينما أوضحت له أننى صحفياً أعمل تحت التدريب، زاد من تشجيعه وتمنياته لى بالنجاح، حينما عرف أننى "بلدياته" فهو من مركز طما، وأنا أنتمى إلى مركز طهطا، وكلانا ننتمى إلى ذات المحافظة، محافظة سوهاج.

 

بين الحين والآخر، وبعد التحاقى للعمل بجريدة وموقع اليوم السابع، كنت مكلفاً وقتها ومن خلال عملى بقسم "سوشيال ميديا"، متابعة حسابات المشاهير، كنت ألتقط آراء للدكتور هانى الناظر، فيما يخص الأحداث السياسية في حينها، وأستأذنه في النشر، فيستجيب، أرسل له رابطاً لما نشرته عنه، فيبادر بالشكر، وحينما يريد أن يوثق رأيه أو ينشره على نطاق أوسع من خلال اليوم السابع، يرسل لى: "إسلام نشرت بوست في الموضوع الفلانى لو عجبك وحبيت تنشره".

 

كانت آراؤه ومشاركاته السياسية وقتها يملؤها حرصه الوطنى على استقرار البلاد وأحوال العباد، محذرا مما كان يخشاه المصريون من الانقسام والدخول في حرب أهلية، والوصول لمصير بلدان مجاورة بمنطقتنا.

 

بعد استباب الأمن والأمان، بدأ الدكتور هانى الناظر رحلته الأهم والأعظم، في مساعدة المحتاجين والمرضى، خاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض الجلدية، لا سيما الحالات المزمنة منها، والتي كان يعجز معها الأطباء، فيلجأ المريض وأسرته لهانى الناظر.

 

كانت صفحته الشخصية على "فيس بوك" بمثابة مستشفى كبير، فلا عجب لو عرفت أن الراحل كان يتابعه أكثر من 2 مليون شخص على حسابه الشخصى، وهو عدد كبير جداً بالنسبة لأرقام المتابعين على الحسابات الشخصية، كان الناظر يحرص على نشر النصائح، والرد على كل استفسار لمرضاه على العالم الافتراضى، التوصية بتناول أدوية معينة لكل حالة على حدى، أما الحالات المستعصية فيسارع بتلبية النداء ويدعوها للتوجه لعيادته للكشف والمساعدة.

 

حالات كثيرة كانت تأتى من خلال خدمة "صحافة المواطن" باليوم السابع، والتي كنت مسؤولا عن متابعتها، مناشدات لحالات حرجة للوصول إلى الدكتور هانى الناظر، كنت أنشر هذه الاستغاثات عبر الموقع، أجده يحدثنى :"ابعتلى رقم الحالة وهتواصل معاها"، وكم من حالات حرص الناظر على علاجها من خلال "اليوم السابع".

 

كنت أتعجب من الوقت الذى يجده هذا الطبيب المشهور، بعيداً عن ممارسة عمله، ليتفرغ لمتابعة استفسارات حالات مرضية عبر صفحته، والرد عليها بصفة يومية، ومتابعة الاستغاثات المنشورة عبر المواقع الإخبارية، وحرصه على التواصل معاها بنفسه، دون مساعد أو وسيط.

 

حقاً، فقدنا اليوم قيمة وقامة علمية وطبية كبيرة، فضلاً عن صاحب خلق إنسانى من طراز رفيع، فقدنا طبيباً إنساناً وفارساً نبيلاً، جعل الله دعوات المخلصين لكل من افتقد قيمته وعطاءه في ميزان حسناته، ولا نقول وداعاً بل إلى لقاء يا طبيب الإنسانية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة