احتجاجات المزارعين فى أوروبا مستمرة.. انتشرت فى 25 من دول الاتحاد مع انضمام 10 ملايين فلاح.. واليمين المتطرف يحاول استغلالها قبل الانتخابات الأوروبية.. وخسائر اقتصادية طائلة مع إغلاق الطرق.. فيديو

الجمعة، 16 فبراير 2024 06:00 ص
احتجاجات المزارعين فى أوروبا مستمرة.. انتشرت فى 25 من دول الاتحاد مع انضمام 10 ملايين فلاح.. واليمين المتطرف يحاول استغلالها قبل الانتخابات الأوروبية.. وخسائر اقتصادية طائلة مع إغلاق الطرق.. فيديو احتجاجات أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستمر احتجاجات المزارعين في عدة دول أوروبية ، ويحتج المزارعون على زيادة تكاليف الإنتاج والمنافسة الغير عادلة من المنتجات القادمة من خارج أوروبا ، كما أنهم يدينون قواعد السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة ، وتفاقم كل شيء بسبب موجة الجفاف الشديدة  التي أدت إلى نقص في المحاصيل، وهو ما سيتسبب في تأثير سياسى واقتصادى للدول الأوروبية.

وتؤكد الفرنسية كريستيان لامبرت، رئيسة كوبا-كوجيكا، وهي لجنة تجمع المنظمات الزراعية، أن الاحتجاجات اتسعت في 25 دولة من دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، وتمثل 10 ملايين فلاح، بعضهم شلت عواصمهم وواجهوا الشرطة.

وفي بولندا، كان سخط المزارعين البولنديين موجهاً في المقام الأول ضد المنافسة من جانب المنتجات الأوكرانية، التي فتح الاتحاد الأوروبي أبوابها لها من خلال إلغاء التعريفات الجمركية على الواردات، وبحسب المزارعين، فإن دخول القمح المنتج إلى أوكرانيا تسبب في انخفاض الطلب وأسعار الإنتاج المحلي.

وفي مولدوفا، أغلقت الجرارات الطريق الرئيسي المؤدي إلى رومانيا للمطالبة بإعانات حكومية لتمشيطها

وفى إسبانيا ، تجمعت مئات الجرارات من أماكن مختلفة في كتالونيا أمام أحد مداخل ميناء تاراجونا على بعد 100 كيلومتر جنوب برشلونة، وذلك الاغلاق تسبب في انخفاض حركة الشاحنات الداخلة إلى الميناء والخارجة منه بنسبة 83%.

وفى فرنسا ، بعد أسابيع من الحصار وبعد أن استقبل رئيس الوزراء جابرييل أتال ممثلين عن الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين والمزارعين الشباب ، جاء دور الرئيس إيمانويل ماكرون، الذى استقبل بقصر الأليزيه النقابات الزراعية واتحاد الفلاحين في لقاء قبل المعرض الزراعى أكبر معرض زراعى في فرنسا المقرر انطلاقه 24 فبراير إلى 3 مارس.

في إيطاليا، هناك ثلاث احتجاجات قوية مقررة هذا الأسبوع في العاصمة من قبل العمال ورجال الأعمال في القطاع الزراعي.

الأول سيكون اليوم في منطقة كاستيل دي ليفا، القلب الزراعي وزراعة النبيذ في العاصمة، حيث يُعقد مؤتمر صحفي مع العديد من المتظاهرين، أما الثانية، فهي مظاهرة تحت مبنى الكابيتول الخميس 15 فبراير، تحت مقر مجلس مدينة روما، حيث سيتجمع المزارعون تحت ساحة ديل كامبيدوجليو، لمحاولة التحدث مع عمدة المدينة روبرتو جوالتيري حول حالتهم فيما يتعلق بالزراعة.

والثالثة، التعبئة الضخمة في سيرك مكسيموس في روما، أكبر وأقدم ميدان لسباق الخيل في روما؛ إلى جانب العشرات من الجرارات الآخرى ،  ومن المتوقع حدوث مظاهرة حاشدة، بمشاركة النقابات الوطنية الرئيسية في إيطاليا وأوروبا، والجرارات والحصار،  يمكن أن يشارك في الإضراب حوالي 20 ألف شخص.

وفي بلجيكا، أغلق المزارعون جزئيا ميناء أنتويرب بمئات الجرارات، وبحسب الموقع الإلكتروني للميناء البلجيكي، ثاني أكبر ميناء في القارة من حيث حركة الشحن، فإن تصرفات المزارعين تتسبب في تعطيل خطير لحركة المرور في منطقة الميناء.

وقالت لامبرت، أمام لجنة بالبرلمان الأوروبي: "في البداية، واجهنا أزمة كورونا  في عام 2020. ثم انفجرت أسعار الطاقة للتو؛ أسعار الطاقة مهمة جدًا للزراعة"، ثم تسببت حرب روسيا ضد أوكرانيا أيضًا في سلسلة من الصعوبات في التدفقات التجارية، فضلاً عن اضطرابات في الأسواق فيما يتعلق بالدواجن والبيض والحبوب والزيت، كل هذا كان مهمًا للغاية".

وتمثل الزراعة 1.4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، ولكن نفوذها السياسي هائل، خاصة وأن الجرارات تسد الطرق الرئيسية قبل أشهر من انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو.

3 أسباب لفهم الاحتجاجات الخاصة بالزراعة في أوروبا

1- التحول البيئي

يقول المزارعون إنهم مثقلون بالبيروقراطية ويعاقبون بشكل غير عادل بينما يحاول الاتحاد الأوروبي الحد من انبعاثات الكربون والتحرك نحو مستقبل "أكثر خضرة".

وتريد المفوضية الأوروبية (EC)، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، خفض الانبعاثات بنسبة 90٪ بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 2015.

وقد نجحت احتجاجات المزارعين في صد بعض خطط الاتحاد الأوروبي: فقد سحبت المفوضية الأوروبية اقتراحاً بخفض استخدام المبيدات الحشرية إلى النصف.

 

2- غلق الطرق تسبب ازمة اقتصادية

وفى أجزاء كثيرة من أوروبا، تحولت الاحتجاجات إلى حواجز على الطرق، ويقول مزارعون فى فرنسا وألمانيا وإيطاليا، إنهم تكبدوا خسائر اقتصادية بسبب أزمة المناخ، ويتحدثون علناً ضد السياسات الخضراء، التى أقرها الاتحاد الأوروبى، إذ يعتبرونها متناقضة وغير عادلة، وتثير قلقهم بشأن المستقبل.

واشتعلت الاحتجاجات ضد القواعد البيئية الجديدة، بسبب تصور مفاده أن صناع السياسات فى المناطق الحضرية يتجاهلون المناطق الريفية، وتُثار فى دول أوروبية عدة، اتهامات للأحزاب اليمينية المتطرفة بمحاولة استغلال غضب المزارعين، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية.

تستمر احتجاجات المزارعين فى بعض الدول الأوروبية ، وكان الأسبوعان الماضيان صعبين بالنسبة لقطاع الفواكه والخضروات الإسباني نتيجة لإغلاق الطرق على الحدود بين إسبانيا وفرنسا، مما أثر على الشاحنات المحملة بالمنتجات الموجهة إلى الموزعين في ألمانيا والمملكة المتحدة، ووجهت 20%  فقط من هذه الشحنات، أي حوالي 194 ألف طن، إلى السوق الفرنسية، وتبلغ الخسائر المقدرة للمنتجين والمصدرين نحو 100 مليون يورو فى القطاع الإسبانى.

 

3 – ورقة رابحة لليمين قبل الانتخابات الأوروبية

جاءت احتجاجات المزارعين كورقة رابحة عززت مكانة اليمين المتطرف قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو المقبل،  حيث أنه مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي تبدو أحزاب اليمين المتطرف المناهضة للاتحاد الأوروبي وللهجرة في موقف قوة وجاءت احتجاجات المزارعين لتعزز مكانتها بين الناخبين الغاضبين.

ورغم تراجع بروكسل عن قواعد صافي الصفر بالنسبة للمزارعين فإن هذه الخطوة لن تنجح في تعطيل الأحزاب المشككة في الاتحاد الأوروبي ، وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية  إن أحزاب اليمين المتطرف تبنت نضال المزارعين واجتذبت قاعدة انتخابية واسعة طالما اعتبرتها القوى المؤيدة لأوروبا تابعة لها، وذلك بفضل الإعانات الزراعية الضخمة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي.

والعام الماضي، منحت احتجاجات الجرارات ضد قواعد المناخ فوزا ساحقا لحزب المزارعين الهولندي في الانتخابات الإقليمية والتي تحولت إلى استفتاء على سياسات الاتحاد الأوروبي.

ويتعين على حزب الشعب الأوروبي أن يتخلى عن إغراء تشكيل ائتلاف محافظ مع الأحزاب المتشككة في أوروبا للحد من نفوذ زعماء اليمين المتطرف مثل مارين لوبان في فرنسا وفيكتور أوربان في المجر وخيرت فيلدرز في هولندا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة