سمر سلامة تكتب: سباق انتخابي لا خاسر فيه.. الأحزاب تحصد ثمار مشاركتها في الانتخابات الرئاسية.. جسر جديد للتواصل مع الشارع بعد سنوات من الجفاء.. و"الكوادر" الورقة الرابحة لقيادة المستقبل

الأربعاء، 13 ديسمبر 2023 01:15 م
سمر سلامة تكتب: سباق انتخابي لا خاسر فيه.. الأحزاب تحصد ثمار مشاركتها في الانتخابات الرئاسية.. جسر جديد للتواصل مع الشارع بعد سنوات من الجفاء.. و"الكوادر" الورقة الرابحة لقيادة المستقبل الانتخابات الرئاسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

جرت العادة أن السباق الانتخابي الذي يضم مجموعة من المرشحين المتنافسين، ينتهى دائما إلى فائز وخاسر، لكن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد كسرت هذه القاعدة فكانت سباق لا خاسر فيه، خرج منه الجميع فائزا ، حتى من خسر بلغة الأرقام فقد حقق مكاسب عديدة، منها ما تحقق بالفعل خلال الجولة الانتخابية، ومنها ما سيُجنى ثمارها خلال السنوات القادمة، فالمعركة الانتخابية التي جرت على حب مصر، شهدت لأول مرة تمثيل قوى للأحزاب حيث دفعت 3 أحزاب مصرية برؤسائها في السباق الانتخابي، وهم عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، لتمثل الأحزاب المصرية بنسبة 75% من مرشحي الرئاسة، كما  رأت أحزاب أخرى أن المصلحة الوطنية تتطلب دعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي.

تعزيز التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة

والأمر الذي لا يمكن إنكاره أن الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية أو الداعمة للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي استفادت بشكل كبير من الزخم السياسي الذي صاحب الاستحقاق الدستوري، فالأحزاب المصرية كتبت شهادة ميلادها في هذه الانتخابات، وبدأت  أو طريق تفعيل المادة الخامسة من الدستور التي تنص على أن النظام السياسى يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة،  فالعملية الديمقراطية هي نتاج عمل تراكم، وسيكتب التاريخ أن الانتخابات الرئاسية مصر 2024 هي البداية الحقيقة لتأسيس دولة ديمقراطية حديثة.

بناء جسر للتواصل مع الشارع المصري

وكان هناك وجه آخر للمكاسب التي حققتها الأحزاب من هذه الانتخابات، ترتكز في قدرتها على أن تكون جزء فاعل في مشهد هو الأكبر في النظام السياسي المصري، فالمشاركة بكل أشكالها أتاحت مساحات دعائية للمرشحين وأحزابهم وحملاتهم الانتخابية للتعبير عن برامجهم وأفكارهم سواء من خلال وسائل الإعلام أو التواصل الجماهيري المباشر عبر المؤتمرات الحاشدة التي عقدها المرشحون في كافة ربوع مصر، ومن ثم بناء جسر مهم للتواصل مع الشارع، وتعريفهم بما يملكوه من رؤي وأفكار للتعامل مع القضايا الوطنية المختلفة، والتي ربما أن  تكون حاضرة خلال الفترة المقبلة في ظل حالة الانفتاح التي تشهدها مصر بين السلطة والمجتمع المدني بشكل عام، والأحزاب خاصة.

إعداد كوادر سياسية قادرة على تحمل المسئولية في المستقبل

وامتدت مكاسب الأحزاب إلى الجانب التنظيمي، حيث أتاح السباق الانتخابي الفرصة أمام الجميع لتفعيل تنظيماتها الداخلية، ودفعهم للانخراط في الشارع والاحتكاك بالمواطنين والتعرف على تطلعاتهم وطموحاتهم، ومن ثم إعداد كوادر سياسية قادرة على القيادة في المستقبل والتعامل مع متطلبات الجماهير، ومن المتوقع أن يظهر ذلك بقوة في الانتخابات النيابية القادمة (النواب – الشيوخ) ، وأيضا  بعد الانتهاء من إعداد قانون المحليات وتشكيل المجالس المحلية.

لذلك كانت الانتخابات الرئاسية درسا مهما أنه لا خاسر في معركة الوطنية، الجميع تنافس على حب مصر، والجميع خرج فائزا  بحالة التلاحم والاصطفاف الوطني التي شهدها الشارع المصري بكل طوائفه وانتماءته خلف الدولة المصرية التي تواجه تحديات وظروف إقليمية بالغة الحساسية والتعقيد تطلب قيادة وطنية واعية، وشعب في لحظات الخطر ينحاز لدولته فقط في مواجهة أي تحديات وهو ما قام به الشعب المصري العظيم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة