مفاوض إسرائيلى سابق: تل أبيب تعانى "خلل تفكير" في سيناريوهات ما بعد الحرب في غزة.. دانيال ليفي في مقال بـ"نيويورك تايمز": هدف نتنياهو المعلن بتدمير الفصائل يجافى الواقع.. ولا يمكن مقارنتهم بـ"داعش"

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 01:41 م
مفاوض إسرائيلى سابق: تل أبيب تعانى "خلل تفكير" في سيناريوهات ما بعد الحرب في غزة.. دانيال ليفي في مقال بـ"نيويورك تايمز": هدف نتنياهو المعلن بتدمير الفصائل يجافى الواقع.. ولا يمكن مقارنتهم بـ"داعش" بنيامين نتنياهو - رئيس وزراء إسرائيل
كتبت : رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ارتباك إسرائيلي واضح أبدته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علي مدار شهر كامل منذ الحرب الدائرة التي تشنها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة ، والتي خلفت ما يقرب من 11 ألف شهيد حتي الآن، غالبيتهم من المدنيين ، وهو ما ظهر واضحاً في التخبط الإسرائيلي فيما يخص الاجتياح البري تارة ، وفيما يخص رؤية سيناريوهات التعامل مع غزة في صباح اليوم التالي لنهاية الحرب .

وفي مقال بصحيفة نيويورك تايمز ، هاجم المفاوض الإسرائيلي السابق، ورئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي، دانيال ليفي حكومة نتنياهو، مؤكداً أن قادة تل أبيب يعانون "خلل في التفكير" فيما يخص سيناريوهات ما بعد الحرب في غزة.

وقال ليفي إن الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية بتدمير الفصائل "ينكر حقيقة تلك الحركات وتاريخها" ، لافتاً إلي أن مقارنتها بداعش طرح غير منطقي ويجافي الواقع.

وأشار الكاتب إلى أنه بعد الخسارة المروعة التي تكبدتها إسرائيل لأكثر من 1400 مدني وجندي في 7 أكتوبر ، فإن عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة أصبح الآن مذهلاً. حيث استشهد أكثر من 10,300 فلسطيني منذ بداية الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة، من بينهم أكثر من 4,100 طفل. وتتدهور الأوضاع بسرعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث استشهد ما لا يقل عن 155 فلسطينياً، وتم اعتقال أكثر من 2150 آخرين، كما أطلق القادة السياسيون والمستوطنون الإسرائيليون تهديدات بالتطهير العرقي.

وفي الشمال، يضيف الكاتب، يمكن أن يتحول تبادل إطلاق النار اليومي المحسوب نسبياً بين إسرائيل وحزب الله إلى صراع شامل في أي يوم، ليشمل جزءاً كبيراً من لبنان وإسرائيل. ربما يتم تأطير الانتشار العسكري الأمريكي المكثف في المنطقة على أنه وقائي، لكنه يشير أيضًا إلى قادة إسرائيل بأنه قادر على جر أمريكا إلى هذه الحرب - وهي إضافة محفوفة بالمخاطر للحسابات وسوء التقدير وعدم القدرة على التنبؤ في كل مكان. واعتبر أن الحريق الإقليمي الأوسع قد بدأ بالفعل والسؤال هو إلى أي مدى سيسوء الأمر.

وأشار إلى أن الغالبية العظمى من زعماء العالم وجميع الزعماء العرب طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، مدركين لخطر حدوث أزمة واسعة النطاق، كما فعل رؤساء 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة. إن الدول التي تعارض وقف إطلاق النار – إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وعدد قليل من الدول الأخرى – قد تعترف بالمخاطر التي تلوح في الأفق. لكنهم يصرون على أنه بعد السابع من أكتوبر، يجب السماح لإسرائيل بالقضاء عسكرياً على الفصائل ، ويجب دعمها في هذا المسعى، على الرغم من التكلفة المتزايدة وغير المعقولة في حياة المدنيين.

وقدم الكاتب فكرتين يمكن أخذهما فى الاعتبار لوضع نهاية لهذه الحرب، سواء على المدى القصير أو على المدى الطويل.

وقال على المدى القريب، ينبغي استغلال وقف الأعمال العدائية باعتباره الطريق المؤدي إلى وقف دائم للقتال. ولكن حتى الآن رفضت إسرائيل هذه الفكرة. وحتى الدعوات التي أطلقتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لهدنة إنسانية محدودة للقتال في غزة، سرعان ما رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

ولفت إلى أن إسرائيل رفضت ما توصلت إليه المفاوضات مع الدول الإقليمية والولايات المتحدة مقترح إطلاق سراح جميع المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى مقابل وقف الأعمال العدائية لمدة خمسة أيام ووقف إطلاق النار للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

واعتبر الكاتب أن رؤية المزيد من الأشخاص الذين يتم إطلاق سراحهم في صفقة قد يؤدي إلى تنشيط الطلب الشعبي في إسرائيل لإعطاء الأولوية للإفراج عن بقية المحتجزين في غزة. وهذا، بالتزامن مع وقف محدود زمنيا لإطلاق النار، يمكن أن يبني زخما دوليا وضغوطا خارجية على إسرائيل لإنهاء قصفها لغزة. 

واعتبر أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى الضغط من أجل تحقيق مثل هذه النتيجة، من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الدول الإقليمية التي تستمع إلى إسرائيل.

وفي الأمد البعيد فإن سعي الحكومة الإسرائيلية بتدمير الفصائل أمر لا يمكن الوصول إليه، لاسيما بعدما أثبتت هجمات 7أكتوبر أن إسرائيل لا تستطيع توفير الأمن لمواطنيها من خلال السيطرة على ملايين الفلسطينيين، المحرومين من حقوقهم وحرياتهم ويعيشون في ظل نظام من العنف الهيكلي الدائم وعدم المساواة. ويتعين على حشد "لا لوقف إطلاق النار" أن يكف عن تشجيع إسرائيل على التمسك بالوهم الذي فقد مصداقيته تاريخياً والذي يقول إن المقاومة المسلحة المتجذرة في شعب مضطهد يمكن القضاء عليها من خلال استخدام أساليب عسكرية أكثر شراسة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة