الحب أعزك الله.. كيف نظر الفيلسوف والأديب ابن حزم للمرأة؟

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 04:00 م
الحب أعزك الله.. كيف نظر الفيلسوف والأديب ابن حزم للمرأة؟ ابن حزم
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ابن حزم أحد أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبرى، وهو إمام حافظ فقيه ظاهرى، ومجدد القول به، ومتكلم وأديب وشاعر وعالم بالحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف، وفى مثل هذا اليوم تحل ذكرى ميلاده، إذ ولد فى 7 نوفمبر 994م الموافق 30 رمضان 384 هـ.

اختلف كثير من العلماء مع ابن حزم في الكثير من القضايا الفقهية، وهذا هو شأن الفقه أصله الاختلاف والتعدد باختلاف المفاهيم وتعدد الاجتهادات، وفى الوقت نفسه وافق كثيرون على أن اجتهادات ابن حزم وآرائه كان لها دور كبير فى تحسين مكانة المرأة فى الأندلس، ومن خلال كتاب "طوق الحمامة" نجده ينادى بتحرير المرأة، واحترام حرياتها.

وقد ارتفع ابن حزم بالنظرة إلى المرأة عن مستوى الشهوة ورفض النظرة إليها على أنها ليس فيها من جوانب الحياة التي تستحق التعامل معها غير الجسد، ففي "طوق الحمامة"، وفي سائر تراث ابن حزم، ظهرت المرأة في أكثر من صورة، معلمة ومتعلمة، شاعرة ومثقفة، عفيفة لا تطمع فيها الأبصار، وفية ذات خلال عالية، تستحق أن يبكيها الرجل؛ بل أن يموت أسفاً عليها إذا فارقها: حية أو ميتة.

ومن أهم آراء ابن حزم في شأن المرأة أنه أجاز أن تتولى وظيفة القضاء وهي وظيفة لها خطرها وجلالها العظيم، ومنعها أكثر الفقهاء من ذلك، ويؤكد ابن حزم مساواة المرأة بالرجل في حدود تخصصها، والمهم في هذا الشأن هو ما يقوله عنه الفيلسوف الإسباني "أورتيجا أي جاسيت": تكلم ابن حزم في كتابه "طوق الحمامة" عن العلاقة الخالدة بين الرجل والمرأة، وسجل تحليلاته العبقرية عن المرأة بعقل رجل موضوعي، لا يذم ولا يمدح، مستخدماً لهجة الفيلسوف، وأسلوب الأديب، ومحاولة الإنسان الدائمة لكي يفهم نفسه ويفهم الآخرين.

كما نظر ابن حزم للحب بطريقة مختلفة إذ جاء في كتابه الشهير "طوق الحمامة":

الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور فى الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير، منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية الدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غَزلان أم بنيه عثمان والقاسم واُلمطرف معلوم، والحاكم المستنصر وافتتانه بصبح أم هاشم المؤيد بالله رضى الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين وإنما هو شىء كانوا ينفردون به فى قصورهم مع عيالهم فلا ينبغى الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم فى هذا الشأن غير قليل.

وقد رحل ابن حزم عن عالمنا عن عمر ناهز 74 عامًا، فى 15 أغسطس 1064م، الموافق 28 شعبان 456 هـ.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة