ماكرون ـ لوبان.. حلم "الزعامة الأوروبية" ينافس "فرنسا الجديدة" فى سباق الأمتار الأخيرة فى انتخابات الإليزية.. إيمانويل يراهن على الاستقرار ويعد برفع سن التقاعد..وزعيمة اليمين تتسلح بالجولات ورؤية جديدة للاقتصاد

الخميس، 14 أبريل 2022 09:00 م
ماكرون ـ لوبان.. حلم "الزعامة الأوروبية" ينافس "فرنسا الجديدة" فى سباق الأمتار الأخيرة فى انتخابات الإليزية.. إيمانويل يراهن على الاستقرار ويعد برفع سن التقاعد..وزعيمة اليمين تتسلح بالجولات ورؤية جديدة للاقتصاد ماكرون ولوبان
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

معركة انتخابية شرسة يستعد لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الثانية علي التوالي، بعدما تأهل للجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، في تكرار لسيناريو 2017 ، حينما حققت لوبان حينها مفاجأة بتخطي كثيرين من الساسة الفرنسيين في السباق الانتخابي رغم خطابها الذي يراه كثيرون داخل وخارج فرنسا يحمل طابعاً عنصرياً.

ومع اقتراب جولة الحسم المقررة 24 إبريل الجاري ، يستعد كلاً من ماكرون ولوبان بالعديد من الأوراق الرابحة التي في حوزة كلاهما لاستمالة الناخبين في الأمتار الأخيرة من السباق ، فما هي أسلحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الطامح في الفوز بولاية ثانية ، وما هي أدوات لوبان لدخول الاليزية للمرة الأولي ، والتفوق علي منافسها.

 

ماكرون.. حلم الزعامة الأوروبية يغازل الفرنسيين

ويخوض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانتخابات الحالية بعدما أمضي 5 سنوات داخل الإليزية واجه خلالها احتجاجات السترات الصفراء ، إلا أنه استطاع أن يسيطر بمرور الوقت علي عديد من الأزمات ، بمقدمتها الملف الأمني وهو ما ظهر واضحاً في تراجع وتيرة تعرض البلاد للأعمال الإرهابية (الفردية والمنظمة).

وبخلاف انجازات الداخل، والسيطرة علي كثيراً من الفوضى التي شهدتها فرنسا في نهاية عهد فرانسوا هولاند، إلا أن ماكرون يغازل الناخب الفرنسي بشكل رئيسي من خلال حلم الزعامة الأوروبية، وعودة باريس في طليعة الدول الأوروبية الرائدة، خاصة بعدما انتهت ولاية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، وتراجع أسهم برلين في هذا الصدد.

ويحصن ماكرون موطن قوته في هذا الشأن جهوده المستمرة بين أطراف الأزمة الأوكرانية لنزع فتيل الحرب الدائرة منذ 24 فبراير الماضي، برغم من الانتقادات التي واجهها بسبب اتصالاته مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، واتهامه بـ"التفاوض مع مجرمين".

وفي تقرير لها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن ماكرون يتفوق علي منافسته مارين لوبان في القدرة علي إدارة الحوار ومواجهة الجمهور، رغم قلة جولاته في تلك الانتخابات، مشيرة إلى أن المناظرة الانتخابية المقررة 20 إبريل، يمكن أن تكون نقطة حاسمه لصالح ماكرون، كما كانت المناظرة التي جمعته مع لوبان في 2017 عاملاً من عوامل فوزه في الانتخابات حينها.

 

المعاشات وسن التقاعد .. ماكرون يراهن علي شرائح مختلفة من الناخبين

ويستهدف ماكرون في تلك الانتخابات شرائح مختلفة من الناخبين ، ومن بينهم أصحاب المعاشات والقريبين من سن التقاعد ، حيث تعهد في برنامجه الانتخابي بتقديم إصلاحات من شأنها رفع سن التقاعد من 62 إلى 65 ، مع تعديلات لنظام المعاشات التعاقدية في البلاد ، بعدما لاقي هذا النظام اعتراضات واحتجاجات عام 2019 ـ 2020 ، وصفها محللون بـ"أسوأ إضراب صناعي" في البلاد، وتعهد ماكرون بأن يكون الحد الأدني للمعاش التقاعدي 1100 يورو شهريًا.

كما وعد بإصلاحات في نظامي الصحة والتعليم كفتاح خامس باعتبارها قضايا أدت أيضا إلى إثارة المشاكل بين العمال.

 

لوبان.. اقتصاد جديد وجولات من قلب الشارع

خارج القصر، وفي دوائر تبعد عن الإليزية، تحاول زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان هزيمة ماكرون بعدما تعذر عليها ذلك في انتخابات 2017، لتتحصن هذه المرة بأسلحة تبدوا مختلفة ، رغم احتفاظها بالخطاب المعادي لغير الفرنسيين أو الفرنسيين ذوو الأصول غير الفرنسية. 

لوبان التي حصدت 23.4% من الأصوات، مقابل 27.6% لصالح ماكرون تستعد للجولة الثانية استطاعت التغلب علي الكثير من التحديات في معركتها الانتخابية لتصل لنقطة متقدمة في السباق في موسمين متتاليين وذلك بفضل تركيزها علي ملفات الداخل الفرنسي، فبرغم أن الحرب الأوكرانية كانت مصدر من مصادر ارتفاع شعبية الرئيس الطامح للفوز بولاية ثانية ، إيمانويل ماكرون ، لدوره في الواسطة بين باريس وموسكو ، كانت تلك الحرب أيضاً بمثابة نقطة ضعف داخل معسكر ماكرون .

وفي الوقت الذي كان ماكرون فيه مشغولا باتصالات متبادلة وزيارات لمراكز صنع القرار في الأزمة الأوكرانية، لاسيما زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو ، كان اهتمام الرئيس الفرنسي بملفات الداخل ، لاسيما الاقتصاد والآثار المترتبة علي الحرب الدائرة منذ 24 فبراير، تتراجع شيئاً فشياُ ، وذلك مقابل انتشار مكثف علي الأرض أقدمت عليه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ، التي حرصت علي تكثيف جولاته الانتخابية في مناطق شعبية وأسواق ، وكان للاقتصاد والتعهد بدعم القوة الشرائية للأسر الفرنسية نصيب الأسد من تصريحاتها وحواراتها الإذاعية والتلفزيونية.

وقبل يوم من انطلاق الجولة الأولي من الانتخابات ، أدلت لوبان بحوار لراديو آر تي إل الفرنسي، قالت خلاله : مع قطع واردات الغاز والبنزين [من روسيا] سيكون هناك مأساة للعائلات ‏الفرنسية.. يؤسفني قول ذلك، وأولويتي هي الدفاع عن القوة الشرائية للعائلات الفرنسية".‏

ودعمت لوبان حملتها الانتخابية بإعلانها الحرب على  الشركات الكبرى، ودعمها ودفاعها عن الشركات الصغيرة المتوسطة، من أجل اقتصاد قوى فى فرنسا، بالإضافة إلى دعوتها المستمرة لتعزيز وتمكين الشرطة والسلطات القضائية.

وقبل أقل من أسبوعين علي انطلاق جولة الحسم في الانتخابات الفرنسية، يبدوا أن مارين لوبان تتمتع بفرص تفوق تلك التي كانت تحظي بها في انتخابات 2017، والسبب ، وجود من هو أكثر تطرفاً منها في الانتخابات الحالية، وهو المرشح إريك زمور، الذي خسر السباق ، والذي قدم خطاباً حاداً وبدا منفراً لكثير من الفرنسيين.

وبحسب موقع 20 دقيقة الفرنسي، استفادت لوبان من الموقف المتشدد لمنافسها اليميني المتطرف إيريك زمور، والتى  ساعدت آراءه الراديكالية والصريحة على أن تبدو  مارين الأكثر منطقية وقبولًا للعديد من الناخبين ذوي الميول اليسارية و جعل نهجها المتشدد تجاه القضايا الخلافية مثل الهجرة والإسلام والجريمة يبدو أقل تطرفًا بالمقارنة .

وقللت لوبان من حدة هجومها على بروكسل، وإلغاء صيحة الخروج من التكتل الأوروبى، والاكتفاء بالهجوم على قرارات ماكرون مع الاتحاد الأوروبى، والتأكيد على قدرتها إعادة السيادة الوطنية وعودة السلطة للشعب الفرنسي ،  وليس ماتمليه بروكسل .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة