فى منشية ناصر وتحت سفح جبل المقطم توجد منطقة شديدة الشهرة والخصوصية معروفة باسم "حى الزبالين" بسبب أن أغلب قاطنيه يعملون بجمع وفرز القمامة، والتى تعتبر مصدر رزقهم الرئيسى، وهناك العشرات من الأفراد الذين يستحقون التحية والتقدير نتيجة وعيهم بالحفاظ على البيئة والعمل على تدوير المخلفات وتحويلها إلى صناعات جديدة، فى الوقت الذى يحذر فيها خبراء من خطورة المخلفات والتى مع الوقت تتحول إلى ملوثات، منادين ليس فقط بجمعها والتخلص منها بل ضرورة تحويلها إلى منتجات آمنة.
فى وسط تلك البيئة التى تتكون صورة ذهنية خطأ عنها عند الغالبية، والتى لا تخرج عن إنها تلك المنطقة العشوائية الواقعة عند جبل المقطم التى يعمل أهلها فى جمع وتدوير القمامة، وتعانى من الفقر والبطالة وعدم انخراطهم فى التعليم، ولكن بالتأكيد سوف تبدد تلك الصورة تماما عند زيارة الحى وتحل محلها الإنبهار والإعجاب الشديد بسبب ما يقدمه هؤلاء وتحديدا العاملين بالجمعية من خلال العمل على الاستفادة بالمخلفات التى يتم إلقائها وتشكل عبئا على البيئة وتؤدى إلى تلويثها، ومنها "كانزات المشروبات الغازية، الزجاج، وبقايا الأوراق، وقصاصات الأقمشة"، وتحويلها إلى صناعات مفيدة تعمل على حماية البيئة.
وهناك توجد إحدى الجمعيات الخيرية التى بدأت نشاطها فى الثمانينات والتى تشتهر ببابها الحديد الضخم وفنائها الفسيح ومبانيها الموزعة عليه فى تناسق كامل بجانب الحزام الأخضر أو المساحة الخضراء التى تشتهر بها والتى يصفها بخيت تريزا المسئول الإعلامى بالجمعية بأنها أكبر متنفس أخضر فى منشية ناصر، بجانب أن كل الأنشطة فيها تعمل بألواح الطاقة الشمسية .
تعمل الجمعية فى العديد من الأنشطة التى تدور جميعها حول مفهوم واحد وهو إعادة التدوير وحماية البيئة من خلال المبانى المنتشرة فكل مبنى هو عبارة عن وحدة تعمل فى نشاط وجهد كبير أشبة بخلية النحل مسئولة عن معالجة عن مخلفات وتحويلها لمنتج فمثلا هناك قسم مخصص لمعالجة الزجاج وإعادة تشكيله ، وهناك وحدة أخرى لإعادة إنتاج الورق ، بجانب غرفة أخرى لأستخدام أغطية كانزات المشروبات الغازية فى تزيين حقائب السيدات،أما الطابق العلوى فهو يضم عددا من الغرف به أنوال متعددة يتم من خلاله معالجة الأقمشة وتحويلها إلى مفروشات بجانب الغرف الأخرى المخصصة لمعالجة القصاصات وتحويلها إلى مفارش وأغطية وكافة المستلزمات المنزلية والتى تجذب العديد من الزائرين إليها ومنهم سفراء لدول أجنبية.
وتقول نعمة مترى مسئولة إعادة تدوير القماش والتى تحرص بشدة على أن الجمعية تستقبل فقط مخلفات المصانع من بقايا أقمشة يمكن معالجتها وتحويلها إلى مفارش أسرة أو وباقى مستلزمات المنازل كما يتم الإستعانة بمتطوعات فى مجال التصميمات، واختيار الألوان لضمان خروج المنتج بشكل جيد يجذب انتباه الزائرين، ولا تتوقف أنشطة الجمعية عند فقط إعادة التدوير وإنما تهدف الجمعية كذلك إلى توفير فرص عمل لأهالى الحى من خلال تعليم السيدات به الحياكة واكسابهن تلك المهارات مع اعطائهن مبلغ مالى كتحفيز لهن خلال فترة التدريب التى تمتد لثلاثة أشهر وذلك بهدف لتوفير مبلغ مالى لهن.
