قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، رغم أن أجور الأمريكيين ارتفعت فى الآونة الأخيرة بعد سنوات من التذبذب، فإن نفس التعافى الاقتصادى القوى الذى عزز العاملين، هو نفسه الذى يؤدى إلى ارتفاع التضخم، مما ترك أغلب الأمريكيين بقوة إنفاق أقل مما كان لديهم قبل عام.
وذكرت الصحيفة أن نمو الأجور فى الولايات المتحدة وصل أخيرا إلى أعلى مستوى له منذ عقود، فقد أدى انتشار الجائحة العالمية مع خطة التحفيز الحكومية السريعة النقص غير المتوقع فى العمالة، إلى وضع العمال فى مقعد القيادة، ومنحهم قوة تفاوضية لم يكونوا يتخيلونها من قبل.
لكن فى تحول غير متوقع، فإن نفس التعافى الاقتصادى الذى عزز من قوة العمال هو الذى أدى إلى التضخم.
ورغم أن معدل الأجور فى الساعة ارتفع بنسبة 4.7% العام الماضى، فإن إجمالى الأجور تراجع 2.4% فى المتوسط لكل العمال عندما تعديله على مستويات التضخم وفقا لوزارة العمل الأمريكية.
وكان القطاع الوحيد الذى تفوق فيه رفع الأجور على التضخم العام الماضى هو صناعة الضيافة، حيث حقق العمال بشكل عام أدنى معدل للأجور بالساعة مقارنة بأى قطاع. وشهد العمال فى هذا القطاع زيادة 14% فى المتوسط من حوالى 17 دولار فى الساعة على 19.5 دولار، وفقا لتحليل لبيانات وزارة العمل الأمريكية.
وفى مقابلات أجرتها الصحيفة مع أكثر من 12 عامل، قال الكثير منهم إنه على الرغم من الزيادة الكبرة فى الأجور، والتى وصلت إلى 33% فى بعض الحالات، لا يزالوا يعانون لتغطية النفقات الأساسية. وقال العديد من العمال أهنهم لجأوا لوظيفة ثانية حتى يستطيعوا دفع التكاليف المرتفعة لفواتير الغاز والإيجار والبقالة. وقال الكثير منهم أن ميزانيتهم ستتأثر بشكل أكبر عندما يحين موعد دفع قروض الطلاب.
