سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 ديسمبر 1969.. سيدة الغناء العربى أم كلثوم تقود حملة تبرعات لصالح أبناء المهجرين من مدن القناة وتسلم وزير الشؤون الاجتماعية 21 ألف جنيه

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 ديسمبر 1969.. سيدة الغناء العربى أم كلثوم تقود حملة تبرعات لصالح أبناء المهجرين من مدن القناة وتسلم وزير الشؤون الاجتماعية 21 ألف جنيه أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجهت سيدة الغناء العربى أم كلثوم، إلى وزارة الشؤون الاجتماعية يوم 21 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1969، لتسليم وزيرها «حافظ بدوى» الدفعة الثانية من حملة التبرعات التى بدأتها قبل عيد الفطر «10 ديسمبر 1969»، لصالح أبناء المهجرين من مدن القناة فى محافظات مصر المختلفة، فوجه الوزير رسالة شكر وتقدير إليها على هذا الدور، حسبما تذكر «الأهرام، 22 ديسمبر 1969».
 
جاءت هذه الحملة من «أم كلثوم» ضمن جهودها العظيمة من أجل مصر بعد نكسة 5 يونيو 1967، ونظمت خلالها حفلات فى عواصم محافظات المصرية لصالح المجهود الحربى، وحفلات أخرى فى عواصم عربية هى «تونس، المغرب، ليبيا، لبنان، السودان، الكويت، أبوظبى» كما قدمت حفلتين على مسرح «أولمبيا» فى باريس.
 
قبل عيد الفطر فى ديسمبر 1969، أطلقت حملة تبرعات «عيدية» لصالح أبناء المهجرين من مدن القناة، وبدأتها بالذهاب إلى جريدة «الأهرام» يوم 8 ديسمبر، ووفقا لما نشرته بصفحتها الأخيرة يوم 9 ديسمبر، فإنها توجهت إلى مكتب الكاتب والمفكر توفيق الحكيم، فى الدور السادس بالمبنى، وطلبت التبرع منه، فعرض مبلغ 2 جنيه، وبعد مشادة فى حوار لطيف بينهما أخرج محفظته، وأفرغ كل ما فيها، وأعطاها 7 جنيهات، وأبقى لنفسه «فكة» أجرة التاكسى للعودة إلى منزله، وخرج معها متجولا فى مبنى الأهرام يتحدث نيابة عنها مقنعا كل من يقابله، حتى جمع 1240 جنيها، ودفعت هى ألف جنيه، وجمعت من أسرتها 50 جنيها، ومن وزارة الصناعة 5 آلاف جنيه، ومثلها من وزارة الزراعة، وتبرع أحمد فؤاد رئيس بنك مصر بألف جنيه، وحصلت من الأمير عبدالله الجابر الصباح على ألفى جنيه عندما زارته لهذا الهدف، كما تبرع الموسيقار محمد عبدالوهاب بمائتى جنيه.
 
وصلت حصيلة ما جمعته أم كلثوم فى الدفعة الأولى 10 آلاف جنيه، سلمتها يوم وقفة العيد إلى وزير الشؤون الاجتماعية، وناقشت معه كيفية توزيع المبلغ، ثم واصلت جمع الدفعة الثانية، وكانت حصيلتها 11 ألف جنيه، وسلمتها أيضا إلى الوزير فى مبنى الوزارة يوم 21 ديسمبر 1969.. تذكر «الأهرام» أن اللقاء حضره وزير الإدارة المحلية حمدى عاشور بصفته نائبا لرئيس اللجنة العليا لشؤون المهاجرين، ودار البحث فى هذا اللقاء على أن تحيى أم كلثوم فى شهرى مايو ويونيو المقبلين حفلتين يخصص إيرادهما للمهجرين.. تضيف «الأهرام»: «شكر الوزيران السيدة أم كلثوم على هذا الجهد الوطنى والإنسانى الذى تقوم به من أجل إخوة لنا أضيروا بالمعركة، واضطرهم العدوان إلى الهجرة إلى المحافظات البعيدة، فأجابت أم كلثوم بقولها إن ما تفعله هو واجب كل مواطن ومواطنة، ولا بد أن نتكافل جميعا من أجل تحقيق النصر».
 
غادرت أم كلثوم وزارة الشؤون الاجتماعية، ووعدت بمواصلة حملتها، وفى نفس اليوم «21 ديسمبر 1969»، أرسل الوزير إليها رسالة نصها: «الفنانة الإنسانة السيدة أم كلثوم.. تحية طيبة.. وبعد: «إن لقائى بك بوزارة الشؤون الاجتماعية ليلة العيد، تحملين هديته إلى إخواننا المهجرين، كان فضلا لزاما علىّ أن أسجله، وكان انطلاقة أمل تحيلها يداك نورا على طريق التراحم والتكافل فى مجتمعنا الإنسانى.
 
لقد كنت أشعر أن آذان الإنسانية كلها تسمع مع آذانى ومن معى وأنت تقولين حينئذ: لا بد أن نجعل إخواننا المهجرين يحسون بأنهم فى عزة دائمة، وأن التبرع من أجلهم ليس منحة تعطى، ولا فضلا يبذل، ولا عطاء يمنى به، ولكنه قبل ذلك وبعده واجب وطنى ودينى، وأن المرأة العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة، يجب أن تأخذ دورها فى هذا المجال، وتثبت كما أثبتت من قديم أنها معوانة فى كل مهمة، مقدامة فى كل ملمة، وأن مجتمعنا تسير فيه المرأة العربية على نهج دربك، وتسعى فيه بالإرادة والمبادأة والعمل بالفعل والكلمة إلى تحقيق آماله، مجتمع متفاعل مؤمن لا يقهر، يعبد طريقه إلى النصر، ويشد من عزمه على طريق الآمال، ولم تكن المرأة العربية منذ فجر الإسلام بعيدة عن وطنية مجتمعنا وإنسانيته، وها نحن نرى فى جيلنا من يذكرنا بهن، نرى من تعيش بفنها وقلبها وعقلها فى معركة وطنها، فتنفعل معها وبها ولها، وتأبى ليلة عيدها إلا أن تبعث بالفرحة والسعادة إلى المهجرين.
 
ما من حدث وطنى وإنسانى مر بمصر فى عصرها الحديث، إلا وبرزت أم كلثوم، فسجلت بقلبها أنها إنسانة، قبل أن تسجل بصوتها أنها فنانة، ولذا كانت وستظل استجابة أصحاب القلوب لها أكرم من السحاب.. تحية شكر وتقدير..ودعاء إلى الله أن يثبت على الحق أقدامنا، وأن يتوج بالنصر جهادنا بقيادة رائد كفاحنا ونضالنا الرئيس جمال عبدالناصر».  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة