سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 نوفمبر 1967.. أم كلثوم تعقد مؤتمرا صحفيا فى باريس بحضور عشرات الصحفيين ورجال الإذاعة والتليفزيون قبل حفلتيها على مسرح «أولمبيا»

الخميس، 11 نوفمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 نوفمبر 1967.. أم كلثوم تعقد مؤتمرا صحفيا فى باريس بحضور عشرات الصحفيين ورجال الإذاعة والتليفزيون قبل حفلتيها على مسرح «أولمبيا» أم كلثوم
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قاعة الاستقبال الكبرى بفندق «جورج الخامس»، بالعاصمة الفرنسية باريس، وأمام عشرات الصحفيين ورجال الإذاعة والتليفزيون، عقدت سيدة الغناء العربى، أم كلثوم، مؤتمرها الصحفى يوم 11 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1967، قبل حفلتيها على مسرح «أولمبيا» أشهر مسارح فرنسا، يومى 13 و15 نوفمبر 1967، حسبما تذكر «الأهرام» فى الصفحة الأخيرة يومى 12 و13 نوفمبر 1967.
 
كان الحدث كبيرا بقيمة أم كلثوم الفنية، وشهرة مسرح «أولمبيا»، وفرصة عرب أوروبا فى مشاهدة سيدة الغناء العربى وهى تغنى، وكانت مقدمات الحدث مثيرة، وبدأت قبل موعده بشهور، وكان الكاتب محمد سلماوى أحد شهوده، كما يروى جانبا منه الكاتب الصحفى شريف الشوباشى مديرا مكتب جريدة «الأهرام» فى باريس لسنوات طويلة.
 
يذكر «الشوباشى» فى حوار لمجلة «الكواكب»، 23 فبراير 2015، أن صاحب ومدير المسرح، «برونو كوكاتريكس»، فكر فى تنظيم «أولمبيات أولمبيا»، ويتضمن تقديم فنون استعراضية وغنائية تتخطى حدود المسرح الذى كان مخصصا لنجوم باريس دون غيرهم، وذلك بجلب فنانين من دول العالم، وقام بزيارة مصر، والتقى بالدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة، وطرح عليه فكرته، وأبدى رغبته فى استضافة مواهب غنائية أو استعراضية لتمثل مصر، فطرح «عكاشة» اسم أم كلثوم.
 
يؤكد «الشوباشى» أن «كوكاتريكس» لم يكن يعلم من هى أم كلثوم، فسأل عكاشة: هل هى فنانة استعراضية؟ فأجابه: «أم كلثوم مطربة عظيمة، وسوف تعلم مكانتها عندما تغنى على مسرح الأولمبيا»، وبالفعل التقى «كوكاتريكس» بأم كلثوم فى منزلها بالزمالك، وطرح عليها الفكرة فوافقت فورا، واشترطت أن تحصل على 200 ألف فرنك فرنسى لإحياء حفلتين متعاقبتين، اندهش «كوكاتريكس» معتبرا أن المبلغ كبير، ولم يحصل عليه أشهر نجوم فرنسا مثل «جونيا ليبية، و أديث بياف» التى أطلقوا عليها «أم كلثوم فرنسا» بعد ذلك.
 
لم يعط «كوكاتريكس» موافقته الفورية، وهنا جاء دور الكاتب محمد سلماوى، ويكشفه فى مقاله بـ«الأهرام» 7 مارس 1997، ومذكراته «يوما أو بعض يوم»، مشيرا إلى أنه قابل أم كلثوم فى نفس فترة مفاوضات «كوكاتريكس» معها، حيث كان يحضر إحدى حفلاتها بسينما قصر النيل مع شقيقته، وقابلا الشاعر أحمد رامى وعرف أنهما حفيدان من ناحية أمهما لمحمد شتا باشا الذى توفى عام 1946، يتذكر «سلماوى»: «بين الوصلتين سحبنا رامى من أيدينا ودخل بنا عليها، وعرفت بعد ذلك أنه كان يهوى دائما البحث عن أى عذر ليدخل إليها أثناء الاستراحة»، يذكر: «قال رامى لأم كلثوم، إننا أحفاد فلان، هل تتذكرينه؟ فحيتنا تحية حارة.. وقالت: الباشا الكبير؟ لا أنسى أبدا أى إنسان كان له الفضل على».
 
يوضح «سلماوى»: «كان محمد شتا رجل أعمال عصاميا، ترك عائلته فى دسوق بكفر الشيخ، وجاء إلى القاهرة، فصنع الملايين بساعديه وحده، وكان صديقا حميما لطلعت حرب باشا، ومن هواة أم كلثوم، وسمع من طلعت حرب أنه بعد نجاح فيلم «وداد» عام 1936 يفكر استديو مصر فى إنتاج فيلم جديد فى العام التالى، وهو فيلم «نشيد الأمل»، فقال محمد شتا: «بل يجب الشروع فى هذا الفيلم فورا، وقرر التبرع بميزانية إنتاجه بالكامل لحساب الاستديو الذى أسسه صديقه طلعت حرب، وتم بالفعل إنتاج «نشيد الأمل» عام 1937، وظلت أم كلثوم تذكر هذا الجميل، حتى أنها أهدته إحياء حفل زواج كبرى بناته إلى والدى».
 
قابل «سلماوى»، «كوكاتريس» فى القاهرة، وعلم الأخير منه قصة لقائه بأم كلثوم فرجاه أن يتصل بها تليفونيا ليخبرها أنه وافق على جميع طلباتها المتعلقة بالأجر، يتذكر «سلماوى»: «اتصلت بالرقم الذى أعطاه لى كوكاتريكس، فجاءنى صوتها الهادئ الوديع، قلت لها: كنت سيادتك طلبت من مسيو كوكاتريكس... قاطعتنى بسرعة: بل هو الذى طلب منى، قلت: أقصد أنه كانت لك طلبات محددة، وطلب منى إبلاغك أنه موافق عليها جميعا»، يؤكد «سلماوى» أن «كوكاتريكس» اصطحبه إلى أم كلثوم لتوقيع العقد، وكان هو يقوم بعملية الترجمة، بالرغم من أن أم كلثوم كانت تتحدث باللغة الفرنسية، لكنها كانت بالقدر الذى يمكن أن تتفاهم بها وتعبر عما تريده».
 
 هكذا بدأت علاقة «سلماوى» بالحدث واستكمله بالسفر إلى باريس لحضور الحفلتين والقيام بعملية الترجمة، يذكر شريف الشوباشى، أن الاتفاق كان قبل هزيمة 5 يونيو 1967، وعندما وقعت ظن «كوكاتريكس» أن أم كلثوم لن تحيى الحفلتين، لكنه فوجئ بإصرارها، ولم يكن على دراية بأنها سوف تتبرع بأجرها للمجهود الحربى، وبدأ فى طرح التذاكر وبعد مرور شهرين لم تبع التذاكر، فشعر بالندم وقتها، واعتبرها صفقة خاسرة، وكان الاتفاق معها أن تصل قبل الحفل بأربعة أيام، ومع وصولها، أجرى التليفزيون الفرنسى حوارا معها فى المطار، ثم عقدت مؤتمرها الصحفى يوم 11 نوفمبر، فتبدلت الحالة تماما، فماذا قالت فى المؤتمر؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة