محمد صلاح العزب

المشاهد الساخنة ويوسف الشريف وأشياء أخرى !

الأربعاء، 01 يوليو 2020 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل تريد "الزيتونة" في موضوع يوسف الشريف وتصريحه الذي أشعل السوشيال ميديا حول وضعه بندا في عقوده الفنية تمنع ملامسة النساء؟

هل تريد "الزيتونة" في هري المعارضين ليوسف الشريف، والمؤيدين له؟

تعال أعطيك "الزيتونة".. عندنا زيتون كتير والحمد لله.

هناك أمر جميل جدا وصحي ولطيف، دائما ما يغيب عنا، اسمه التنوع.

طبيعي جدا في مجتمع متنوع مثل مجتمعنا أن نجد ممثلا لا يحب "التلامس".. وبجواره ممثل يحب "التلامس".. وبجوارهما آخر يرى أن الحياة فيها علاقات جنسية، وأنه من الضروري أن نقدمها بشكلها الطبيعي في الفن.. وبجوارهم رابع يفضل عمل أفلام "من غير هدوم" لأنها تجارية وتدر أرباحا كبيرة، وبجوارهم خامس قرر صناعة أفلام حول المثليين.. وسادس قرر عمل أفلام إسلامية تشبه رؤيته للدين.. وسابع اختار تقيم أفلام كنسية وعظية.. وهكذا.. هذا كله تنوع.. وطبيعي.. ومطلوب.

التنوع يعني الثراء، والاختلاف مهم، وكل فنان وله جمهوره، ومتلقيه، ولا يجوز لأحد من المعارضين أن يجبر الجمهور على أن يتحول إلى شريحة واحدة، بدماغ واحدة.. ولا  أن يجبر صناع الفن أن يتحولوا إلى نمط واحد، بأفكار منسوخة من بعضهم البعض.

عزيزي المعارض لأي أفكار تختلف عن تصوراتك المدهشة للأشياء اعتبرها مكتبة، فيها كتب دينية معتدلة، وكتب متشددة، وروايات نجيب محفوظ، وروايات ألبرتو مورافيا وروايات علاء الأسواني وروايات نبيل فاروق وكتب مصطفى محمود، وكتب إبراهيم الفقي.. كلها متراصة في صف واحد.. وكل واحد "ليه زبونه".

 

الجمهور نفسه الذي يتهمه أصحاب الرأي الواحد طوال الوقت بالرجعية، أمكنه أن يستوعب هذا التنوع، وحين يقدم له صناع الفن شيئا جديدا، يتفاعل ويتنوع معه: اللي بيقبل، واللي بيرفض، واللي بيهاجم، واللي بيدافع، والحياة بتمشي وبتستمر.

المشكلة ليست في ممثل مش عاوز يتلامس.. أو ممثل عاوز يتلامس.. المشكلة أن كل قطيع يرفض وجود أي آخر بجواره، أو أي شخص مختلف عنه، أو عن تصوره المحدود للأشياء وللحياة.

عزيزي الداعي إلى الحريات المطلقة، لو كنت تؤمن بالحريات، فضروري أن تؤمن بمبدأ التنوع وأن تشجعه، لأن التنوع هو  الذي يضمن وجودك واستمرارك.. وهو الذي يضمن لك ألا يمنعك أو يرهبك أحد فكريا ولا ماديا حين تقول رأيك الذي يكون في الغالب مخالفا لهوى الجماهير الغفيرة.

لا تكن ضيقا، وتتهم أي شخص لا يشبهك بأنه جاهل ومتخلف وحمار وضد الفن.

انت اسم الله على مقامك مين؟؟ ترانتينو؟؟!

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة