كانت مصر دائما واحدة من بلدان الله العظيمة الحافلة بالجمال التي سعى إليها الفنانون التشكيليون من كل الدنيا كى يثبتوا قدرتهم على رصد التفاصيل واصطياد الجمال ومن ذلك لوحة "متجر في القاهرة" للفنان النمساوى رافائيل فون امبروس.
عاش الفنان النمساوى رافائيل فون أمبروس خلال الفترة من 1855 -1895، بالتالى فإن هذه اللوحة تعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، يمكن أن تجد ما يشبه هذه المباني حتى الآن في منطقة بولاق.
في اللوحة حرص "أمبرسون" على تقديم صورة متكاملة بها كل نماذج المجتمع المصرى رجل عجوز وامرأة شابة وشاب وطفلة أيضا، تعكس أرديتهم الحالة الاجتماعية التي ينتمون إليها، هم جميعا من حي شعبى.
درجة الإتقان في اللوحة عال حتى يكاد الناظر أن ظنها صورة، فلم يهمل "أمبرسون" أية تفصيلة في الرسم أو اللون أو فراغ اللوحة، أو حتى تعبيرات الحذر على وجه الطفلة التي تحمل في يدها ما اشترته من الدكان ونخشى عليه.
كما توحى اللوحة إلينا بما يمكن أن يكون عليه الشارع كله، متاجره وحوانيته وناسه أيضا، كما توحى بشكل آخر بشغف الفنانين المستشرقين في ذلك الوقت من اختيار اللقطات التي تكشف في مجملها عن طريقة حياة المجتمع.
