وأوضح البرنامج فى تقريره الصادر اليوم الثلاثاء، والذي يتناول تداعيات وباء كورونا على الجوع والهجرة والنزوح أن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا كان لها آثار واسعة النطاق على ديناميات الهجرة والجوع، مشيرا إلى أن القيود غير المسبوقة على التنقل والتجارة والنشاط الاقتصادي بسبب انتشارالوباء أدت إلى ركود عالمى وتسببت في ارتفاع مستويات الجوع.


وتطرق التقرير إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية جراء عمليات الإغلاق والقيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، بما أدى إلى تعطيل تجارة السلع المختلفة والمرتفعة بالفعل، منوها (التقرير) إلى أن أسعار المواد الغذائية قفزت في جنوب السودان إلى أعلى من متوسط السنوات الخمس السابقة وفوق جميع أسعار السلع في بلدان شرق أفريقيا.


وفى مثال آخر على تداعيات وباء كورونا، قال التقرير إن إجراءات الإغلاق في جنوب افريقيا تسببت في خسائر كبيرة في الدخل والوظائف حيث فقد 3 ملايين مواطن من جنوب افريقيا وظائفهم وسبل عيشهم، متوقعا أن يتسبب فقدان الوظائف في جنوب افريقيا بالتبعية في انخفاض تدفقات التحويلات المالية عبر المنطقة بنسبة تصل إلى 8.8 % في العام الجاري يليها انخفاض بنسبة 5.8 % في العام القادم 2021 .


وأكد التقرير أن العمال المهاجرين الذين يعتمدون على العمل اليومي يظهرون كمجموعة معرضة بشكل متزايد لخطر انعدام الأمن الغذائي وفقدانهم للدخل والوظائف دفع العديد منهم إلى العودة لديارهم بعد أن أصبحوا غير قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم.


وأشار التقرير أيضا إلى أن حوالى 3 ملايين مهاجر قد تقطعت بهم السبل بسبب قيود السفر الناجمة عن وباء كورونا وباتوا غير قادرين على العودة إلى أماكن عملهم أو مجتمعاتهم أو بلدانهم، بما أدى إلى ظهور حالات جديدة بحاجة للمساعدة.


وحذر التقرير من أن الجوع سيزداد بسبب انخفاض التحويلات والتي تمثل شريان الحياة لنحو 800 مليون (واحد من كل تسعة) شخص في العالم حيث تسمح للعائلات المتلقية لها بتنويع مصادر دخلها وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية الفورية مع تشكيل تأمين مهم ضد الصدمات، منوها إلى أنه مع تقلص فرص العمل فإن أحدث التقديرات تشير إلى فقدان 495 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الربع الثانى من 2020.


وشدد تقرير برنامج الغذاء على أن تحويلات المهاجرين الدولية تلعب دورا حاسما فى دعم الأسر في بلدان مثل نيجيريا أو الصومال أو أفغانستان، لافتا إلى أن مكاتب البرنامج الأممي تفيد بأن واحدة من كل خمس أسر قالت إنها تستخدم التحويلات المالية في شراء الطعام.


وقال برنامج الغذاء العالمى إنه بناء على هذه التقديرات فإن خسائر التحويلات وحدها يمكن أن تترك حوالي 33 مليون شخص إضافي معرضين لخطر الجوع في 79 دولة.


ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى ضمان بذل كافة الجهود للحد من التأثير الفوري لتداعيات وباء كورونا على الفئات الأكثر ضعفا مع ضمان الاستثمارات طويلة الأجل التي تضمن مسارا للتعافي.