سامح جويدة

عيب.. لا تقتل أخلاقك وأنت تواجه أعداءك

الأربعاء، 03 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختلافك مع أهل بيتك مهما كانت أبعاده لا يعطيك الحق فى أن تلجأ لبلطجى سفاح وتستقوى به، وأنت تعرف جيدا أنه طالما دمر وسرق بيوت جيرانك واستباح دماءهم تحت دعاوى استرجاع حقوقهم وحريتهم،  هذا مثال بسيط وساذج لعلاقة بعض تيارات المعارضة وبعض الفنانين مؤخرا بالغرب أو بالولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.. فأمريكا ليست منبر الحريات ومنبع حقوق الإنسان كما يزعمون، انظر على تاريخهم الأسود فى فيتنام ثم الصومال ثم أفغانستان ثم العراق ثم سوريا ثم ليبيا، لتعرف حقيقة هذا الكائن المفترس الذى يستحل كل شىء إجرامى، ليصل إلى مصالحه ويزيد أرصدته ويبيع أسلحته.. أمريكا الذى أعلن رئيسها الحالى منذ أيام سيطرة إسرائيل على الجولان بعد أن كسر كبرياء العرب جميعا ووهب القدس لليهود، وكأننا نعود من جديد للحروب الصليبية الوحشية.. أمريكا التى مول رئيسها السابق «أوباما»، كل روافد الإرهاب والحركات الإسلامية المتطرفة فى المنطقة ليحولها إلى جهنم وليمهد الطريق لمن بعده للحصاد.. أمريكا التى خدعت العراق وشجعتها على عزو الكويت بعد أن استغلتها لسنوات فى حرب ضد إيران.. وبعد ذلك دمرتها تماما وسرقت آبارها وآثارها وثرواتها، وتركت أبناءها للخراب.. أمريكا التى يحكمها حفنة من رجال الأعمال والمال الذين اتفقوا على أن تنمو ثرواتهم بدماء الأطفال ودمار الضعفاء وأن يكونوا أسياد العالم فى صناعة وتسويق السلاح، «أمريكا هى أكبر بائع للأسلحة فى العالم، حيث باعت بشكل معلن نحو ثلث الأسلحة العالمية فى السنوات العشرة الماضية وبعض الدراسات الدولية تؤكد أن السوق الخفية لتجارة الأسلحة الأمريكية الخفيفة والمتوسطة للميليشيات والجبهات المسلحة والتيارات الإرهابية تتعدى وحدها مئات المليارات كل عام، وأن الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية فى دعم وتقوية هذه التيارات قد رفعت معدلات بيع الأسلحة فى العالم بنسبة 20% منذ عام 2012 وحتى الآن»، هذه المعلومات موجودة بكثافة على الإنترنت والمواقع الإخبارية وبدراسات موثقة من الكثير من المؤسسات البحثية، فهل يجهلها السادة أعضاء الكونجرس الذين اجتمعوا مع بعض الفنانين والاعلاميين المغمورين ليبحثوا معهم عن الأوضاع الأمنية والسياسية فى مصر ويسمعوا منهم شكواهم فى تعديل الدستور الذى لن يتم إلا باستفتاء شعبى!! أليس الأولى بهم أن يسمعوا أنين ملايين الأطفال والعجائز والنساء الذين ماتوا ويموتون كل يوم بأسلحتهم وذخيرتهم.. أو أن يوقفوا خطط سياساتهم الخارجية الملعونة فى تفكيك الشعوب ودعم الإرهاب والمليشيات المسلحة.. أم أنهم يستمتعون بأداء هذا الدور المزدوج المريض الذى يقتل القتيل ويمشى فى جنازته أو ييتم الأطفال ويسأل بعد ذلك عن صحتهم.
 
أما تيارات المعارضة أو الفنانين وأصحاب الرأى الذين لهم توجهات مخالفة للنظام السياسى المصرى فهل يتصورون أن هذه هى الطريقة المثالية فى إعلان رفضهم أن يقفوا على أعتاب السفاح ليطلبوا حقوقهم المزعومة من وطنهم.. وأى معارضة تلك التى تلجأ للأعداء على حساب أمن وسلام الأهل والوطن.. أى معارضة تلك التى لا تحصد إلا العار والتخوين والتجريس بدلا من أن تحصد التأييد والتشجيع والمساندة الشعبية.. فهل تعارضون لشعبكم أم لمصالحكم الشخصية؟.. وهل تتصورون أن هناك من سيدعمكم فى الوقوف على أبواب سفاحين العالم والندب واللطم والسب فى حق حكم وطنى مهما بلغت عثراته.. هذا فى عرف الشرفاء خيانة وليست معارضة أو حوارا فى حقوق الإنسان.. المعارضة الحقيقية يجب أن تكون واضحة وشريفة لها قاعدة شعبية وأهداف وطنية وأساليب مترفعة ونبيلة، أما ما حدث فهو يضعف أى معارضة ويحطم رموزها ويوسخ أهدافها ويجعل من الاختلاف تأمر ومن النقد خيانة.. كلمة أخيرة أتصور أهمية توجهها لبعض عناصر الإعلام المصرى الذين خانهم التوفيق و سقطوا فى قاع الابتذال فى هجومهم على الفنانين الذين شاركوا فى هذا الاجتماع المشؤوم «عيب.. لا تجعل غضبك يشوه نفسك ولا تقتل أخلاقك وأنت تواجه أعداءك».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة