لم تتحمل ألم الفراق، وانفصالها عن خطيبها رغم أن فترة خطوبتهما لم تتجاوز أشهر معدودة، ودخلت فى حالة نفسية سيئة، حاول والداها خلال تلك الفترة الحديث معها وإخراجها من الحالة التى تعانى منها، وإقناعها أن الطريق ما زال طويلا أمامها، خاصة أنها لم تتجاوز الـ17 من عمرها بعد؛ إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وفى النهاية قررت الفتاة وضع حدا لآلامها فانتحرت.
صباح يوم الواقعة، قلقت والدة الفتاة عليها، بعدما تأخرت عن الاستيقاظ من نومها، وتوجهت إلى غرفتها؛ لإيقاظها لتناول الفطور، لتتوجه لتلقى دروسها، حيث أنها ما زالت فى مرحلة التعليم الثانوى؛ إلا أنها فوجئت بها ممددة على الأرض، وبجوارها عدة أقراص طبية من أحد الأدوية التى كانت تتعاطها نتيجة مرضها النفسى، صرخت الأم صرخة مدوية، فتوجه على الفور الأب إلى حيث توجد، ونقل الفتاة إلى المستشفى على عجل فى محاولة بائسة لإنقاذ حياتها.
حاول الفريق الطبى بالمستشفى العام بالهرم إنقاذ الفتاة المنتحرة؛ إلا أنها كانت قد فارقت الحياة، وفشلت كافة محاولات إنقاذها، فتم تحرير محضر بوفاتها وأبلغت أجهزة الأمن بالواقعة، وانتقل رجال المباحث إلى المستشفى وباستجواب والديها، قرروا أنها دخلت فى حالة نفسية سيئة منذ عدة أيام عقب انفصالها عن خطيبها، وأنهم عثروا عليها متوفاة داخل غرفة نومها، ولم يتهما أحد بقتلها أو وجود شبهة جنائية حول الواقعة.
باشرت النيابة العامة بالهرم التحقيقات فى القضية، وأمرت بدفن جثة الفتاة المنتحرة والتى تدعى "ر.م" 17 عاما، وطلبت تقرير مفتش الصحة حول وفاتها، للوقوف على ظروفها وملابساتها، والذى أشار فى تقريره الأولى، إلى أن الوفاة وقعت نتيجة تناول الفتاة أقراص طبية بكمية كبير، مما أسفر عن تسممها، وطلبت النيابة طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وتسلمت نسخة من أقوال أسرة الفتاة، التى أدلوا بها أمام رجال المباحث، وأرفقتها بملف التحقيقات فى القضية.
