"الصحة": المستلزمات الطبية متوفرة بالمستشفيات.. ونقابة الأطباء تطالب بلجنة تقصى حقائق

الجمعة، 23 مارس 2018 08:03 م
"الصحة": المستلزمات الطبية متوفرة بالمستشفيات.. ونقابة الأطباء تطالب بلجنة تقصى حقائق الدكتور أحمد عماد وزير الصحة
أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وعود حكومية بعدم تكرار أزمة المستلزمات.. وتأكيدات من وزارة الصحة على ضخ كميات كبيرة منها فى المستشفيات، بينما يظل المرضى بين أمل تحقيق هذه التصريحات على أرض الواقع ومعاناة الحصول على محلول أو فلتر أو توافر صمامات لإجراء بعض العمليات الجراحية .. ذلك هو المشهد الذى يحكم أزمة المستلزمات الطبية بمصر، والتى تم إثارتها مجددًا خلال الجمعية العمومية للأطباء، والتى قررت التفاوض مع وزيرى الصحة والتعليم للعمل على إنهائها  والتى أكدتها جولة "اليوم السابع" داخل مستشفيات القصر العينى والساحل. 

 داخل مستشفى الساحل وتحديدًا فى قسم العظام، كانت أزمة نقص المستلزمات حاضرة بقوه خاصة بالنسبة "للجبس الطبى أو الجبيرة وحتى القطن" والتى كان يطلب من الأهالى شرائهم من الخارج بسبب عدم وجودها فى المستشفى.

وقال أحد الأطباء الذى رفض ذكر اسمه إن مستشفى الساحل يستقبل عشرات الحالات يوميًا سواء فى قسم الاستقبال أو العظام والتى تحتاج إلى طبى تدخل عاجل، ولكننا نعانى من أزمة حقيقية بسبب نقص المستلزمات الطبية، والتى وصلت إلى خيوط الجراحة، والقطن والشاش والجبس الطبى التى يتم توفيرها من قبل الأهالى، رغم أن ذلك قد يعرضنا لتكرار ما حدث مع طبيبى السويس الذى تم اتهامه بالتربح بعد توجيهه لأهل أحد المرضى بشراء بعض المستلزمات من الخارج لإسعافه وهو ما عبر عنه بقوله "قد نتعرض للمسائلة القانونية ولكن ما العمل هل نترك المرضى دون إسعافهم"، مؤكدًا إن إدارة المستشفى تسعى جديًا  لتوفير المستلزمات الطبية، ولكنها تعانى من نقص الموارد المالية.

وعلى أحد المقاعد المواجهة لحجرة الكشف جلس الحاج سيد الذى يعانى من شرخ فى القدم بعد ارتطام أحد "التكاتك" بهـ والذى فر هاربًا دون أن يحاول إسعافه ، وقال: "أهل الخير أحضرونى إلى المستشفى وبعد إجراء الإشاعة تبين وجود شرخ فى ساق القدم تحتاج إلى جبيرة طبية تتكلف 50 جنيها والتى تكلف الأطباء بإحضارها على نفقتهم الخاصة من خارج المستشفى".

 وداخل مستشفى قصر العينى وتحديدًا فى الدور الرابع فى وحدة الغسيل الكلوى، كانت أزمة نقص المستلزمات الطبية الخاصة بعملية الفشل الكلوى حاضرة وبقوة، حيث لم يتمكن عدد من المرضى من إجراء عملية الغسيل بسبب نقص المستلزمات الخاصة بالغسيل، وهى محلول 20%، والفلاتر أو القسطرة سواء فى مخازن المستشفى التى تعانى من نقص حاد فى هذه المستلزمات أو فى الأسواق.

وكشفت أحد العاملات فى وحدة الغسيل بقصر العينى – طلبت عدم ذكر أسمها خوفا من تعرضها للعقاب من إدارة المستشفى - أن الوحدة التى تقوم باستقبال العديد من المرضى لإجراء عمليات الغسيل بالمجان تواجه الآن تحدى صعب للغاية بسبب النقص الحاد فى تلك المستلزمات وعدم وجودها فى مخازن المستشفى، مضيفة أن هناك عدة عقبات تواجه إدارة المستشفى فى توفير هذه المستلزمات، منها زيادة أسعارها بعد تحرير سعر الصرف بجانب الأعداد الكبيرة الذين يتم استقبالهم وعلاجهم بالمجان داخل وحدة الغسيل الكلوى بقصر العينى.

 

سوق المستلزمات الطبية

كشفت الجولة التى قامت بها " اليوم السابع " فى سوق المستلزمات الطبية بحى الساحل عن وجود عجز "الفلاتر ومحلول 20%" المستخدم فى عملية الغسيل الكلوى، وهو ما عمل على استغلاله التجار والشركات برفع أسعار الشركات التى تبيع هذه المستلزمات الطبية باستغلال تلك الأزمة فى تحقيق مكاسب تجارية من خلال رفع سعر الفلتر من 130 إلى  200، حيث قال أحد العاملين بها: "الفلتر مش موجود بس لو حبيت أقدر أوفرهولك ومش هانختلف على السعر بس تاخد كميات".

لم يختلف الأمر بالنسبة لسوق المستلزمات فى قصر العينى، حيث أكد التجار على أن هناك أزمة فى بعض الاحتياجات، ومنها توافر مستلزمات العمليات الجراحية، وعمليات القلب المفتوح، والصمامات والصبغة المستخدمة فى العمليات، لافتًا إلى أن الاعتماد الأكبر كان على الاستيراد الذى تأثر إلى حد كبير بسبب إحجام بعض الشركات عن الاستيراد بعد قرار التعويم.

أمام صيدلية الإسعاف وقف سيد عبد العال فى إطار رحلته اليومية التى يقطعها من القليوبية إلى القاهرة للبحث فى صيدلياتها على صمام مناسب لحالة المريضة التى تم تأجيل إجراء العملية لها أكثر من مرة بسبب عدم توافره فى المستشفى بحسب قوله، مضيفًا " فى طبيب يعمل فى الصيدلية وعدنى أنه سيجد الصمام وأنا فى انتظاره".

 

2017-636217519901394291-139

 

" المستلزمات متوافرة والحديث عن نقصانها "إشاعات" بهذه الكلمات بدأ محمد إسماعيل رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية، حديثه لـ "اليوم السابع"، لافتًا إلى أن المستلزمات الطبية متوافرة فى كل المستشفيات ولا يوجد نقص، مؤكدًا أن الحديث عن نقص المستلزمات لا يخرج إلا من نقابة الأطباء فقط فى إطار الحرب التى تشنها على وزارة الصحة، وتابع: "المستلزمات الطبية تقدر 8500 صنف، ويتم توفيرهم بالكامل لـ1850 مستشفى موزعة بالمحافظات المختلفة وإذا كان هناك نقص فى أى صنف على استعداد لتوريده فورا وبأى كمية"

وفى نفس السياق، أكد الدكتور عماد لويس نائب غرفة المستلزمات الطبية فى اتحاد الصناعات "أشك فى مصداقية الحديث عن نقص المستلزمات الطبية، التى تشهد  تواجد بكميات كبرى داخل المستشفيات المختلفة".

 

إيهاب طاهر

ومن جانبه، قال الدكتور إيهاب الطاهر الأمين العام لنقابة الأطباء، أن أزمة نقص المستلزمات الطبية حقيقة لا تقبل الجدال، ويمكن التأكد منها من خلال سؤال المرضى داخل المستشفى الذين يضطروا لشرائها من الخارج لعدم توافرها، مطالبًا بتشكيل لجنة تقصى حقائق من قبل لجنة الصحة فى البرلمان للوقف على الحقيقة.

ومن ناحيته، أكد مصدر مسئول فى وزارة الصحة على دعم الوزارة للمستشفيات بكامل احتياجاتها من المستلزمات، مشيرًأ إلى أن كل مستشفى يحصل الكمية المطلوبة بقدر احتياجاته، مطالبًا نقابة الأطباء بتحديد المستشفى التى تعانى من نقص في المستلزمات حتى يمكن مدها بما تحتاجه حرصًا على راحة المرضى .

 

321

من جانبه قال الدكتور حسام عبد الغفار الأمين العام للمستشفيات الجامعية إن الحديث عن نقص المستلزمات الطبية يختلف بالنسبة للمعيار الذى يحدد على أساسه، سواء بالنسبة للسعة السريرية، أو لحجم التشغيل، فإذا كان مرتبطا بالسعة السريرية للمستشفى فلا يوجد نقص، أما إذا كان يرتبط بحجم التشغيل، فهنا يمكن القول إن بعض المستشفيات تعانى من كثافة المترددين، بما يفوق طاقتها الاستيعابية، والحل فى تخصيص الميزانية قياسًا على معدلات التشغيل

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة