تونس تقصف جبهة الإخوان.. السبسى يعترف: تحالفنا مع الإسلاميين كان خطأ اضطررنا له.. وحاولنا جلبها لخانة المدنية وفشلنا.. مراقبون: تونس مقبلة على مرحلة سياسية جديدة تطيح بالجماعة.. وسياسيون: على الرئيس إصلاح خطأه

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 04:30 م
تونس تقصف جبهة الإخوان.. السبسى يعترف: تحالفنا مع الإسلاميين كان خطأ اضطررنا له.. وحاولنا جلبها لخانة المدنية وفشلنا.. مراقبون: تونس مقبلة على مرحلة سياسية جديدة تطيح بالجماعة.. وسياسيون: على الرئيس إصلاح خطأه الباجى قايد السبسى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن شهر العسل بين حزب نداء تونس - الحزب الحاكم - والإخوان قد انتهى بعد أن انكشف الوجه الحقيقى للتنظيم الدولى وعلاقته بالإرهاب، حيث اعترف الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى بعد ثلاث اعوام من هذا التحالف فى حكم تونس أنه كان خطأ منذ بدايته، وهو الاعلان الذى ينذر بأن بلد ثورة الياسمين مقبلة على مرحلة سياسية جديدة.

 

وقال الرئيس التونسى فى تصريح يعد الأول من نوعه أنه أخطأ عندما تحالف مع الإسلاميين فى الحكم بعد فوز حزبه نداء تونس فى انتخابات 2014، موضحا إن التحالف مع الحزب الثانى فى البلاد أمْلته نتائج الانتخابات التى لم تمنح الأغلبية المطلقة للنداء، كما أن أحزاب أخرى مدنية لم تبد استعدادا لتشكيل تحالف مدنى واسع يكوّن فى النهاية أغلبية مريحة على حساب الإسلاميين.

 

وقال السبسى فى حوار مع جريدة “الصحافة” التونسية نشر اليوم ان ”هذه الأحزاب التى تصنف بالمدنية لم تكن تمتلك وعيا سياسيا بدقة المرحلة والتقاط الفرصة، من أجل سد الطريق أمام من كان يسعى على الدوام إلى شكل من أشكال الردة المجتمعية”.

 

 وقال السبسى: "الوضع الدقيق حتم الدخول فى تحالف يكون حلا للمشاكل المطروحة أو على الأقل لا يزيدها تعقيدا. النهضة كانت جاهزة لذلك بالإضافة إلى أحزاب أخرى"، مضيفا  ان النهضة قبلت التحالف ولكن ليس بشروطها، مع أمل المساهمة فى جلبها إلى خانة المدنية ولكن يبدو أننا أخطأنا التقييم".

 

وأكد رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى أن النظام السياسى الحالى شاذ ويجب اعادة النظر فيه باعتبار انه غير قابل للاستمرار، على حد قوله، معتبرا أنّ الحرص على استقلالية المؤسسات بلغ حدّ التعطيل.

 

تصريحات السبسى عن تحالفة مع إخوان تونس تأتى فى وقت دقيق تمر به البلاد حيث تستعد لاجراء اول انتخابات بلدية منذ ثورة 2011 ، وهو الانتخابات التى تعول عليها حركة النهضة لتوسيع قاعدة مشاركتها وسيطرتها على الحياة السياسية فى تونس، حيث قامت خلال الشهور  الماضية بعدد من الاجراءات لكسب ود الشارع  التونسى فى مقدمتها التبرؤ  من التنظيم الدولى للاخوان والاسلام السياسى، كما اعلنت فى مؤتمرها العام الاخير فصل العمل الدعوى عن العمل السياسى.

 

وقال مراقبون فى تونس أن تصريحات السبسى "تعرية" لواقع حركة النهضة التى مهما اتخذت من اجراءات تكسبها طابع مدنى فلن تؤدى الى تغيير حقيقى فى ايديولوجيتها، ولفت مصدر تونسى إلى أن إعلان رئيس الدولة صراحة عن أنه اخطأ التقدير فى التحالف مع الإسلاميين يعد تحذير للمستقلين الذين تحاول النهضة مؤخرا استقطابهم لخوض الانتخابات المحلية من خلالهم.

 

كما أشار إلى أن حديث الرئيس التونسى يلمح إلى وجود خلاف جوهرى بين حزب نداء تونس وحركة النهضة الإسلامية، لافتا إلى أنه حمل تلويحا بأن هناك إعادة نظر فى هذا التحالف خلال الفترة المقبلة خاصة بعد بعض الاتهامات التى تطارد النهضة فيما يخص علاقاتها المشبوهة بقطر وتلقيها تمويلات لدعم التنظيم الدولى فى شمال أفريقيا، فضلا عن دور إخوان تونس فى إدارة شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر وتجنيدهم فى التنظيمات الإرهابية، مشددا على أن تونس مقبلة على مرحلة سياسية جديدة قد تشهد ازاحة الاخوان عن المشهد السياسى.

 

فيما كشف مصدر حكومى عن أن الخلاف بين السبسى وزعيم إخوان تونس راشد الغنوشى ظهر خلال الأيام الماضية بسبب مشاورات التعديل الوزارى الذى أعلنت عنه تونس ، فقيادة حزب نداء تونس كانت تريده  جذريا يشمل طيفا واسعا من الوزارات، فى حين اعترضت حركة النهضة على ذلك، وتمسّكت بأن يكون تعديلا جزئيا، وطالبت بإرجاء البقية إلى ما بعد الانتخابات البلدية التى يفترض أن تجرى يوم 17 ديسمبر.

 

ويبدوا أن حديث الرئيس التونسى لقى صدى إيجابى لدى الأوساط السياسية فى تونس حيث قال القيادى فى حركة "مشروع تونس" سمير عبد الله "احيى الرّئيس على هذه الجرأة فى الاعتراف بذلك الفشل فالنهضة أهدرت فرصة تاريخيّة ل ” تتمدّن

 

مشددا على أن ما سمّى بـ"المراجعات" و"فصل الدّعوى عن السياسى" لم تكن إلاّ مجرّد شعارات للاستهلاك الدّاخلى والخارجى، لافتا إلى أنّ مستقبل تونس بيد الباجى قائد السبسى وأنّه مدعوّ الى بناء قوّة سياسيّة ديمقراطيّة ومدنيّة قادرة على مواجهة المشروع النهضاوى المتمدّد والمتغوّل والذى يطمح الى الرّجوع بقوّة للتمكّن بأجهزة الحكم.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة