نكشف تفاصيل عالم "الهنجرانية والنوّر" أبطال جرائم السرقة والنشل ..مهر الغجرية يتحدد بمهاراتها فى السرقة وأصول النشل تمنعها من سرقة الأعمى والأخرس ولا يدفن جثمان موتاهم إلا بعد مرور كفنه على جاموسة مذبوحة

الإثنين، 25 سبتمبر 2017 10:02 م
نكشف تفاصيل عالم "الهنجرانية والنوّر" أبطال جرائم السرقة والنشل ..مهر الغجرية يتحدد بمهاراتها فى السرقة وأصول النشل تمنعها من سرقة الأعمى والأخرس ولا يدفن جثمان موتاهم إلا بعد مرور كفنه على جاموسة مذبوحة يسرا فى دور "نادية أنزحة" إحدى الهنجرانية بمسلسل أحلام عادية
كتبت ـ سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط اسم "الهنجرانية" فى الغالب بجرائم كثيراً ما سردت أخبار الحوادث تفاصيلها ..كسقوط هنجرانية تحترف نشل رواد البنوك" و"ضبط عصابة هنجرانية" و"القبض على نشالة هنجرانية" ومع تجدد الوقائع يتجدد الحديث عن عالم الهنجرانية الذى تحكمه قوانين خاصة يصعب اختراقها.
 
فى الغالب تكون "امرأة هنجرانية" هى البطلة فى كل الجرائم التى يتمكن رجال الشرطة من ضبطها، وهذا يدل على أن العنصر النسائى فى هذا العالم هو الذراع الطولى فى العمل، والغريب أن عالم الهنجرانية لا يعرف الكثير عنه سوى ما يذكر على صفحات الحوادث من خلال الجرائم التى ترتكبها نسائهم وغالبيتها تكون جرائم نشل وسرقة إلا أن بينهم من يعمل بالتجارة بعد اندماجهم فى المجتمع أو فى مهن أخرى.
 
 
 
ويقول الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة لـ"اليوم السابع" إنه فى الفترة الأخيرة أصبحت كلمة الهنجرانية أقرب إلى المصطلح الذى يقصد به الأشخاص فى المناطق شديدة العشوائية الذين تنتشر بينهم المخدرات أو السرقات أكثر منه مرتبط بقبيلة بعينها.
 

الهنجرانية أو النوّر.. أغنى جماعات الغجر فى مصر

 

يعرف المصريون أن الهنجرانية هم إحدى جماعات الغجر، ولكن بالبحث عن الجماعات الموجودة فى مصر من الصعب أن تجد ذكرًا واضحًا لاسم "الهنجرانية"، إذ يعرفون باسم "جماعة النوّر" إحدى جماعات الغجر الثلاثة فى مصر، ويقول الكاتب جمال حيدر فى كتابه "الغجر.. ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب"، إن "النوّر أو الهنجرانية" يعتبرون أغنى الجماعات فى مصر كونهم لصوصًا محترفين، وينتشرون فى الوجه البحرى حيث لا تناسبهم مجتمعات الصعيد المغلقة".
 

النساء القوى العاملة فى عالم الهنجرانية

يعرف عن جماعات الغجر احتفاؤهم بولادة البنات على عكس مختلف المجتمعات العربية، ويرجع ذلك إلى أن النساء فى غالبية جماعات الغجر هن من يتولين كسب المال والإنفاق على الأسرة ووفقًا لكتاب "حيدر" السابق ذكره، فإن جماعة النوّر أو الهنجرانية بشكل خاص تعتبر النساء هى القوى العاملة لديهم، حيث تسرح من ساعات الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل ليأتين بالغلة من نقود التسول والمسروقات.
 
وأضاف الكاتب: تعترف نساء النوّر بأنهن سارقات وأن تلك المهنة التى ورثنها عن عائلاتهن هى مهنة كأى مهنة أخرى لها أصول وقواعد.
 

جوازات الهنجرانية: مهر البنت يصل لمليون جنيه والأولوية للأقارب

 

وأشار الكتاب إلى أن معظم زيجات الغجر تكون بين أقرب الأقرباء، خاصة أبناء العمومة، وليس من المفضل زواج الابنة الصغرى قبل الكبرى. ولا تحبذ جماعات الغجر زواج الغجرى أو الغجرية من غيرهم، وتعتبره من الأفعال المشينة، وتطرد المرأة الغجرية من الجماعة فى حين تكون العقوبة مخففة بالنسبة للغجرى الذى اقترن بامرأة غير غجرية وتقابل هذه المرأة بالكراهية والازدراء والتهميش من قبل أفراد الجماعة على مدى سنوات طويلة.
 
ونظرًا لأن مسئولية الأسرة لدى أغلب جماعات الغجر تقع على الزوجة التى تعمل على إعالة الأسرة ماديًا ويعتمد دخل الأسرة على ما تجنيه من الأعمال التى تمارسها، كالرقص وقراءة الطالع والاستجداء أو السرقة، فإن هذا يفسر ارتفاع مهورهن.
 
وأقرت الهنجرانيات أكثر من مرة فى التحقيقات بأن مهورهن تكون مرتفعة للغاية وتصل إلى مليون جنيه، كما قالت "نوال" التى تم القبض عليها مؤخرًا، وأشارت إلى أن مهر الفتاة فى عائلتها يصل إلى مليون جنيه، نظرًا لأنها تحقق دخلا يصل إلى 10 آلاف جنيه يوميًا، وكذلك اعترافات نهلة الهنجرانية العشرينية التى تم القبض عليها عام 2015، واعترفت فى التحقيقات أنها تزوجت بمهر بلغ نصف مليون جنيه وشبكة 100 ألف جنيه لثقة زوجها بمهارتها، وبالفعل اتجهت لسرقة رواد البنوك وكانت تحقق دخلاً يبلغ 7 آلاف جنيه فى اليوم.
 

المطرية وطهواى وميامى والعصافرة أهم مراكز النور فى مصر

 

ذكر الكتاب أن جماعة النوّر أو الهنجرانية تتمركز فى عدة مناطق فى مصر أهمها، منطقة المطرية وقرية طهواى بالدقهلية ومنطقتى ميامى والعصافرة فى الإسكندرية وكفر الدوار فى البحيرة والتبين والفيوم وإمبابة وأبو قتاتة فى الجيزة.
 
واشتهرت طهواى بوجود الغجر النوّر بشكل كبير حتى أنه تم إجراء دراسة عام 1973 بعنوان "دراسة لظاهرة الجريمة فى قرية طهواى” وكان من أهداف هذه الدراسة تحديد العلاقة بين فئة الغجر من أهالى قرية طهواى وغيرها من القرى التى نزحوا إليها.
 
وأرجعت الدراسة ارتفاع نسبة جرائم السرقة التى أبلغت للشرطة فى محافظة الدقهلية وبعض المحافظات المجاورة دون أن يتم التعرف على مرتكبيها، إلى وجود الغجر النوّر الذين يرتكبون جرائم السرقة ويتخذونها حرفة، وأنهم يجيدون هذه الحرفة إلى حد صعوبة ضبطهم.
 
ونظرًا لعملهم فى الجريمة، فإن بيوت الهنجرانية أو النوّر تصمم بحيث تكون محصنة ليصعب اقتحامها من قبل قوات الأمن، كما ذكر كتاب "الغجر.. ذاكرة الأسفار وسيرة العذاب".
 

طقوس غريبة لدفن الموتى

وباعتبارهم واحدة من جماعات الغجر فى مصر فإنهم لا يدفنون موتاهم إلا بعد مرور الكفن على عجل جاموس يذبح خصيصًا للوفاة، حسبما جاء فى الكتاب نفسه.
 

المهنة شرف وللنشل أصول 

 
نظرًا لأن الهنجرانية يعتبرون السرقة مهنة كأى مهنة أخرى، فإنهم يضعون لها قواعد وأصولا، وتتحدد مكانة كل امرأة حسب مهارتها فى السرقة ومن ثم ترتفع مكانتها ومهرها إذا لم تكن متزوجة.
 
وتحتقر الهنجرانية الماهرة الغجرية التى لا تتمتع بمهارة كافية تجعلها تسرق بسهولة ولا تجيد النشل إلا فى الزحام، وتعرف الهنجرانية النشالة الماهرة أنه من قواعد المهنة ألا تنشل الأخرس أو الأعمى، وذلك لأن إحساسهما بجسمهما يكون أعلى من المعتاد، وبالتالى يسهل كشف أمرهم، حسبما قال أحد شيوخ الهنجرانية فى المطرية فى مقابلة صحفية.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة