" مع أن اللى عملته مش حرام ولا عيب جواز على سنة ألله ورسوله لكن سنها ميسمحش بكده، نصحتها ورفضت تسمع النصيحة، فهمتها أنى أنا وباقى أخواتى مبقناش صغيرين ومينفعش تخلى شكلنا صغير وسط أهلنا والناس فى منطقتنا وبردو صممت على اللى فى دماغها، كنت دايما بقولها أنت مش بنت صغيرة عشان تروحى تتجوزى تانى وتفضحينا على آخر أيامك، كل اللى كان هممها أنها تنفذ اللى فى دماغها وتتجوز تانى وتعيش حياتها ومش مهم سمعتنا ولا كلام الناس اللى كلت وشنا بسبب اللى عملته وبقيت فى الآخر متهم فى قضية قتل بسبب أمى اللى فضلت رغباتها على كرامتنا ".
الكمات السابقة كانت اعترافات "محمد.م" موظف بمطابع الشرطة فى العقد الرابع من العمر، أمام النيابة العامة، والمتهم بقتل زوج والدته يوم عقد القران بالمرج.
"كنت راجل البيت.. ولاحظت تغيرات فى حياة والدتى"
وأضاف المتهم فى اعترافاته أمام النيابة العامة، أنه بعد وفاة والده أصبح هو رجل البيت الذى يعتمد عليه فى كل شئ، وأن والدته كانت تعتمد عليه فى كل الأمور التى تتعلق بأسرتهم كونه الرجل، وأن والدته كانت تأخذ رأيه فى كل صغيرة وكبيرة فيما يخص ويتعلق بأمور الحياة، موضحا أنه لم يدخر جهدا فى رعاية والدته المسنة لتقدمها فى السن، وباعتبار أنه هو العائل لأسرته بعد والده، لافتا إلى أنه فى الفترة الأخيرة أخذ يلاحظ على والدته بعض التغيرات الواضحة فى أسلوب حياتها، وفى طريقة تصرفاتها، إلا أنه لم يهتم بهذه التغيرات ولم يعيرها أى اهتمام، لأنه لم يتوقع ما قامت به والدته .
وذكر، أنه فوجئ بوالدته تفاتحه فى أمر غريب لم يتوقعه منها، حيث أخبرته بنيتها الزواج من أحد الأشخاص بالمنطقة، وأنهم اتفقا فيما بينهم على تفاصيل الزواج وعلى كل شئ، وطلبت منه الموافقة على زواجها من هذا الشخص، غير أنه رفض طلبها، وهددها بقتلهما معا لو صممت على الأمر.
أمر الإحالة
واستكمل المتهم أقواله أمام النيابة، أنه أكد لوالدته أنه لن يتراجع عن قراره بقتل الرجل الذى تريد الزواج منه، إذا أصرت على إتمام هذه الزيجة، موضحا أن والدته اصرت على أكمال الزواج، واستعدت وجهزت جميع المستلزمات للفرح وعقد القران، ودعت المجنى عليه لمنزلها لعقد قرانهما، كما أنها دعت أيضا أهلها وجيرانها بالمنطقة وصديقاتها الحفل، كل هذا تم دون علمه وخلال 24 ساعة.
وأضاف المتهم، أنه عقب معرفته بما قامت به والدته جن جنونه واشتاط غضبا، خاصة أنه كان معتقدا أن هدف هذا الشخص من زواج والدته هو أن يستغلها ويستولى على كل ما تملك، فقرر أن ينهى هذه الزيجة بأى طريقة مهما كلفه الأمر، وتوجه على الفور إلى منزل والدته، وأحضر سلاح أبيض " سكين " وقام بافتعال مشاجرة مع المجنى عليه، حتى قام بتسديد طعنة نافذة له، أودت بحياته فى الحال، وفر هاربا إلى أن تم ضبطه .
شاهد عيان يشرح تفاصيل ما حدث
يونس عبد الرحيم 55 سنة موظف بالمعاش، أحد شهود العيان على الواقعة، أكد أنه فى تمام الساعة الواحدة صباحا فى يوم الحادث، وأثناء تواجده فى منزله، تنامى على سمعه صوت صراخ وعويل صادر من شقة والدة المتهم، فتوجه للتأكد من الأمر حتى شاهد المتهم " محمد.م " يحمل سلاح أبيض " سكين " وقام بطعن المجنى عليه "ياسر الصغير" فى جانبه الأيسر، فتم نقل المجنى عليه إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه، إلا أنه فارق الحياة قبل تلقيه الإسعافات اللازمة.
تقرير الطب الشرعى
تفاصيل تلك الواقعة بدأت بتلقى المقدم محمد رضوان رئيس مباحث قسم شرطة المرج، بلاغا من أهالى شارع أحمد قاسم بالمرج، بوقوع جريمة قتل شخص على يد ابنة زوجته، وبالانتقال وجمع المعلومات، تبين أن المجنى عليه يدعى " ياسر الصغير "، والجانى يدعى " محمد.م " موظف بمطابع الشرطة، حيث كشفت تحريات المباحث، أن سبب ارتكاب المتهم للواقعة، زواج المجنى عليه من والدة المتهم وتدعى " عزة.ر "، حيث قام المتهم فور معرفته بزواج المجنى عليه من والدته المسنة، بالتوجه إلى منزل الأسرة واعتدى على العريس بتسديد عدة طعانات أودت بحياته فى الحال وفر هاربا.
وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط قسم شرطة المرج، وبصحبتهم قوة امنية، من ضبط المتهم بأحد الأماكن التى كان مختبأ بها، وبحوزته السلاح المستخدم فى الواقعة، وتم اقتياده إلى القسم، لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة قبله.
وبمواجهته أمام اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أعترف المتهم بارتكابه الواقعة، واضاف أنه قام بالاعتداء على المجنى عليه بسبب تزوجه من والدته المسنة، مما تسبب له ولباقى أسرته فى إحراج أمام الأهالى بالمنطقة، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة، التى أحالته إلى محكمة الجنايات عقب أنتهاء التحقيقات .
قائمة أدلة الثبوت
ومن جانبها قضت الدائرة 7 بمحكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بالعباسية، بالسجن 7 سنوات "على المتهم لاتهامه بقتل زوج والدته ليلة عقد القران، صدر الحكم برئاسة المستشار عادل مندور، وعضوية شريف فؤاد وسامح السنوسى، وسكرتارية مصطفى شوقى.
وكانت تحقيقات النيابة كشفت أن "عزة.ر"والدة المتهم "محمد.م" طلبت من ابنها الموافقة لها على الزواج من المجنى عليه، إلا أنه رفض ، وهددها بالقتل والحرق إذا تزوجته.
وأضافت التحقيقات أن والدة المتهم لم تنصاع لكلام ابنها، ودعت المجنى عليه لمنزلها ، كما دعت الأهل والجيران لعقد قرانها دون علم ابنها المتهم، وتبين من التحقيقات أنه فور علم المتهم بزواج والدته، هرول مسرعا إلى منزلها وافتعل مشاجرة مع المجنى عليه وطعنه بسكين أسفر عن وفاته.
