بالصور..الحفلات المصورة لتعذيب اللصوص على يد الأهالى مجرمة.. أستاذ قانون: 4 اتهامات تواجه المتورطين فى ارتكابها..خبير أمنى: المجتمع سيتحول إلى غابة إذا لم تنته.. وأستاذ اجتماع: العدالة الناجزة هى الحل

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 08:00 م
بالصور..الحفلات المصورة لتعذيب اللصوص على يد الأهالى مجرمة.. أستاذ قانون: 4 اتهامات تواجه المتورطين فى ارتكابها..خبير أمنى: المجتمع سيتحول إلى غابة إذا لم تنته.. وأستاذ اجتماع: العدالة الناجزة هى الحل جانب من وقائع التعذيب
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة اعتداء الأهالى على مرتكبى الجرائم سواء المتهمين بالسرقة أو خطف الأطفال، ووصلت فى أحيان كثيرة حد التعذيب الذى قد يفقد على إثره الشخص المتهم بارتكاب الجريمة حياته على يد الأهالى، قبل تسليمه للشرطة وإثبات الاتهام، دون احترام للقانون الذى يعتبر المتهم بريئا حتى تثبت إدانته، ويجرم الاعتداء عليه مانحا الشخص المتهم جميع حقوقه الإنسانية والقانونية.

ومن الأمور التى يجهلها العديد من المواطنين وتضعهم تحت طائلة القانون، تصوير المتهم أثناء الاعتداء عليه وتوثيقه بالحبال، ونشر مقاطع الفيديو والصور على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، إذ يعد ذلك انتهاكا لخصوصية وحرمة الشخص.

قرية ناهيا بكرداسة، التابعة لمحافظة الجيزة، تجمهر سكانها بعد ضبطهم ربة منزل وشخصين، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح الذى وصل إلى حد التعذيب، وكانت هناك دعوات من الأهالى الغاضبين بحرقهم أحياء بدعوى أنهم حاولوا خطف طفل، وتم نشر مقاطع فيديو على موقع فيس بوك ترصد تعذيب المتهمين، حتى وصلت قوة أمنية وأنقذت الأشخاص من يد سكان القرية، ليتضح عقب ذلك عدم صحة الاتهام المنسوب إليهم، مما اضطر أهالى قرية ناهيا لاستضافة المجنى عليهم وتقديم اعتذار جماعى لهم.

وفى قرية ميت فضالة بالدقهلية، اعتدى عدد من سكان القرية على أحد الأشخاص، متهمين إياه بالتسلل إلى أحد المنازل لخطف طفل، وقيدوه بعامود إنارة حتى وصلت قوة أمنية وتسلمت المتهم قبل الفتك به، وكشفت التحريات أن المتهم كان يشرع فى سرقة أسطوانة غاز.

 كما شهدت مدينة بلبيس بالشرقية، واقعة تعليق الأهالى لربة منزل على عامود إنارة بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح، والتنكيل بها وتصويرها بالهواتف المحمولة، بدعوى شروعها فى خطف طفل، إلا أن تحريات المباحث كشفت أن المتهمة كانت تحاول سرقة هاتف محمول من  نافذة منزل بالقرية.

وتكررت الواقعة مرة أخرى بمحافظة الشرقية، حيث وثق الأهالى نجار مسلح بعامود إنارة بعد اعتداء عدد كبير من المواطنين عليه بالضرب، لشروعه فى سرقة أحد المنازل، حتى تسلمه قسم الشرطة مصابا بعدة جرو وكدمات.

 الدكتور أحمد الجنزورى أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة عين شمس أكد أن مقاطع الفيديو التى ترصد تنكيل الأهالى بالأشخاص الموجه إليهم اتهامات سواء بالسرقة أو الخطف، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح الذى يصل إلى مستوى التعذيب، يكاد يتحول إلى ظاهرة غير حضارية، بسبب مخالفة القانون وعدم احترامه لما تشهده تلك الوقائع من تجاوزات بحق المتهمين.

وأضاف الجنزورى أن الأمر يضع الأشخاص المشاركين بالتنكيل وضرب المتهمين تحت طائلة القانون، لتورطهم فى ارتكاب 4 جرائم وهى الضرب البسيط، أو الذى يصل إلى إحداث عاهة مستديمة، واحتجاز الشخص وحبسه وتقييد حريته، ثم التعذيب، بالإضافة إلى انتهاك حرية وخصوصية الغير بتصويره ونشر مقاطع الفيديو والصور عبر الانترنت.

 وقال الجنزورى إن النيابة توجه لمرتكبى تلك الوقائع فى بعض الأحيان تهمة الشروع فى القتل، ويتعرض المتهمون للحبس الاحتياطى، ثم إحالتهم للمحاكمة سواء محكمة الجمح أو الجنايات، مضيفا أن انتشار تلك الوقائع تعود إلى فكرة "خد حقك بيدك" دون احترام للقانون الذى ينظم الحياة والتعامل بين المواطنين.

 وقال اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى، أنه يحق للمواطنين فقط التحفظ على أى لص أو شخص متورط بارتكاب جريمة حتى تسليمه لقسم الشرطة، دون المساس به، أو الاعتداء عليه بالضرب وتصويره.

وأضاف بركة أن هناك قانونا يحدد كيفية التعامل مع المتهمين، حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة يحكمها الأقوى، وتزيد به الجرائم وحالات العنف بأنواعها، مطالبا أقسام الشرطة بسرعة الاستجابة لبلاغات المواطنين والانتقال إلى محل الواقعة فور تلقى البلاغ، حتى لا تتكرر مثل تلك الوقائع، تنفيذا للقانون ولعدم منح أى شخص فرصة تعذيب المتهم، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، خاصة أن بعض تلك الوقائع يصاب بها المتهم بعاهة مستديمة أو إصابة ربما تنهى حياته،مطالبا المواطنين باحترام القانون.

وذكر الدكتور إبراهيم عز الدين أستاذ علم الاجتماع أن سبب انتشار تلك الوقائع تعود إلى العنف الذى سيطر على أفكار عدد كبير من المواطنين، بسبب الأفلام والمسلسلات التى تدور أحداثها حول العنف والانتقام والقتل وتجارة المخدرات، بالإضافة إلى عدم شعور المواطنين أن هناك عدالة ناجزة، حيث تستغرق محاكمة المتهم فى العديد من القضايا عدة سنوات حتى يصدر بحقه حكم قضائي، مما يسبب حالة من عدم احترام القانون من جانب بعض الأشخاص.

وقال أستاذ علم الاجتماع أنه يجب زيادة التوعية المجتمعية للمواطنين عبر وسائل الإعلام، وبث مبدأ احترام القانون والالتزام به، مع سرعة إصدار الأحكام فى القضايا حتى يشعر المواطن أنه سيحصل على حقه بالقانون دون اللجوء إلى العنف والانتقام.

توثيق متهم بعد الاعتداء عليه بالضرب لمحاولته سرقة منزل بالشرقية
توثيق متهم بعد الاعتداء عليه بالضرب لمحاولته سرقة منزل بالشرقية

 

الاعتداء بالضرب على متهم بمحاولة خطف طفل دمياط
الاعتداء بالضرب على متهم بمحاولة خطف طفل دمياط

 

المتهم بخطف طفل بلبيس
المتهمة بخطف طفل بلبيس

 

تعليق المتهمة بمحاولة خطف طفل بلبيس على عامود إنارة
تعليق المتهمة بمحاولة خطف طفل بلبيس على عامود إنارة

 

تقييد المتهم بمحاولة خطف طفل بدمياط
تقييد المتهم بمحاولة خطف طفل بدمياط

 

تقييد متهم بمحاولة خطف طفل بالدقهلية
تقييد متهم بمحاولة خطف طفل بالدقهلية

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة