كرم جبر

الوصف التفصيلى لمشاكل مصر

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«1» الدنيا أرزاق قسمها الخلاق.. هناك دول تستيقظ كل صباح، فتمطر لها السماء بترولاً ودولارات، دون تعب أو عرق أو مجهود، وهناك دول تشقى وتكد وتعمل ليل نهار من أجل البناء والتنمية وتدبير لقمة العيش، ومصر دولة من النوع الثانى، «اللهم لا قر ولا حسد»، ولكن هكذا «الدنيا والبشر» أرزاق ، والدولة القوية هى التى تبحث عن أوراق قوتها، وتحاول أن تستثمرها بأقصى درجة ممكنة، لا تستسلم ولا تسلم لا تركع ولا تنحنى، وتسابق الزمن لمواجهة مشاكلها وأزماتها، ولو تعرضت أعتى الدول لما تعرضت له مصر بعد 25 يناير، من فوضى وقلق ومظاهرات وتخريب وتوقف عجلة العمل والإنتاج، ما استطاعت الوقوف على قدميها. 
 
«2» مصر كلها تعيش فى غرفة وصالة.. الزحام أخطر ما يهدد البلاد، بعد أن تركنا 90٪ من مساحة البلاد صحراء جرداء، تعبث فيها الرياح والإهمال والخراب، وانحشرنا فى مساحة ضيقة لم تتغير منذ مئات السنين، رغم الزيادة الهائلة فى أعداد السكان، والنتيجة تفشى مشاكل وأزمات وأمراض الزحام، اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا وحضاريا، وامتدت العشوائيات إلى كل شىء، اقتصاديا أصبحنا عاجزين عن إنتاج قدر معقول من طعامنا، ونسد الفجوة الغذائية بالاستيراد والوقوع تحت رحمة الدولار، واجتماعيا بانتشار الكذب والخداع والجشع والاستغلال، وتراجع قيم العدالة والضبط والربط والنظام، وأخلاقيا بظهور أنواع جديدة من الجرائم الشاذة، التى يعجز العقل عن فهمها أو تفسيرها، وتجسدت سلبيات الزحام فى التشوه الحضارى فى كل شىء. 
 
«3» الفقر «الضلع الأول فى مثلث الرعب».. ومن الأرقام الصادمة أن 28٪ من سكان مصر فقراء، يقل دخلهم اليومى عن عشرة جنيهات، تكاد تكفى كام سندوتش فول وطعمية، دون نفقات علاج أو مسكن أو تعليم وخلافه، وأيضا توجد مناطق يسكن فيها تسعة أفراد فى غرفة واحدة، وأصبح الصعيد الأكثر فقرا بسبب إهمال كل النظم السابقة، واحتلت محافظات المنيا وأسيوط وقنا وسوهاج صدارة قوائم الفقر، وازدادت الأمور سوءا بعد 25 يناير، وبات الخروج من هذه الدائرة الجهنمية يحتاج جهودا جبارة، لإنقاذ من هم على الحافة قبل أن يقعوا فى دائرة الفقر.
 
«4» الغلاء «الضلع الثانى فى مثلث الرعب».. صدمات وراء صدمات، مثلا، بعد أن تعهد منتجو الدواجن بعدم زيادة الأسعار، مقابل عدم الاستيراد، نقضوا وعودهم وتلاعبوا بالأسعار، وأصابت عدواهم اللحوم والأسماك والفواكه والخضراوات، واتجهت أصابع الاتهام إلى الدولار حتى لو كان بريئا، وواجهت الحكومة الأزمة بسياسات رد الفعل وليس الفعل، وأسرفت فى تصريحاتها «الفشنك» بمراقبة الأسوق، وفرض السيطرة على الأسعار، رغم أنها لا تمتلك أدوات أو أسلحة لتحقق ذلك، فلا تسعيرة جبرية أو ودية أو استرشادية، ولا قوانين تحدد هامش الربح، والمسيطر هو قانون العرض والطلب، دون ضوابط تكبح وحشية الفجوة بين العرض والطلب.
 
«5» البطالة «الضلع الثالث فى مثلث الرعب».. والبطالة ليست فقط أرقاما بل نتائج، وأكثرها سوءا عزوف الشباب عن الزواج لضيق ذات اليد، وما يتبعه من فساد أخلاقى، واللجوء إلى المخدرات والبرشام، والبحث عن كسب المال بأى وسيلة، حتى لو عن طريق الجرائم، أو ركوب عبارات الموت، والأسوأ حظا هو من تتلقفه أيادى التطرف والإرهاب، فتصنع منه عبوة متفجرة موعودة بالجنة والنعيم وبنات الحور، وأم المشاكل أن البطالة أزمة معكوسة، فهناك عاطلون لا يجدوا عملا، وفرص عمل لا تجد من يشغلها، دون بحث عن سياسات واقعية لعلاج هذا الخلل.
 
«6» بداية النهضة إحياء الأمل.. وأول ضوء فى نهاية النفق المظلم، هو إحياء الأمل فى النفوس، رغم المشاكل والأزمات والتحديات، ليس بالوعود البراقة ولا بالتصريحات الوردية، وإنما بمساندة الجهود المخلصة لبناء دولة جديدة، تحطم القيد الحديدى الذى يشل حركتها، وتنطلق إلى المشروعات التنموية الكبرى، فتشق الطرق وتبنى المرافق وتستصلح الأراضى وتخطط مدنا جديدة، وتوسع رزق سكانها بالتوسع فى تعمير الأراضى التى منحها الله لها، ولا ننسى أن «مصر الجديدة» بدأت بطريق يسير فيه مترو، أنشأه البارون إمبان، فحول الصحراء القاحلة إلى لؤلؤة تزين وجه القاهرة.
 
«7» متى يرد أثرياء الوطن الجميل؟ الغريب أيضاً أن بعض الأثرياء ورجال الأعمال الذين يمسكون بتلابيب الثروة وينعمون بها، هم الأكثر شكاية من سوء الأوضاع، ويذرفون دموع التماسيح خوفاً على المستقبل، بينما الناس البسطاء يتحملون فاتورة الإصلاح الثقيلة، ويعيشون حياتهم بصبر رغم المعاناة الشديدة، ويرفعون أيديهم باللعنات على من يستغلون أوجاعهم ويتاجرون بآلامهم ويملأون كروشهم من استغلالهم.. أغنياء هذا الوطن لم يقدموا لوطنهم ما ينبغى عليهم أن يقدموه حتى تتحقق العدالة الاجتماعية، ويقتسم الجميع السراء والضراء، أغنياء الوطن عليهم أعباء وواجبات كثيرة، لتعم روح الارتياح والشعور بالعدالة.
 
«8» البشر هم ثروة مصر الحقيقية.. مصر لا تمتلك أنهاراً من البترول ولا جبالاً من الذهب، وثروتها الحقيقية فى شعبها وإرادته وقدرته على الصبر وتحدى الصعاب، ثروة مصر فى العزيمة التى يحاول المحرضون النيل منها وضربها فى مقتل، وهم أول من يعلم أن البلاد ليست بهذه الدرجة من السوء التى يروجون لها، ويعلمون- أيضاً- أن أفاقة الوطن تجهض أوهامهم فى العودة إلى الحكم، الأزمات فى طريقها إلى الانفراج، وبشىء من الصبر والأمل والتفاؤل، يمكن أن تواصل البلاد السير فى طريقها إلى المستقبل، الذى يحفظ فرص الحياة الكريمة التى يستحقها هذا الشعب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

9-نسب الزيادة السكانية العالية 10-البطالة المقنعة 11-الإستعداد الكبير للفساد أو الإفساد .....

9-نسب الزيادة السكانية العالية 10-البطالة المقنعة 11-الإستعداد الكبير للفساد أو الإفساد .....

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

الى الاستاذ كرم

اين التعليق يا استاذ كرم بعنوان العداله الاجتماعية ....يمكن يكون التعليق لا يحمل هموم كتيرة

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

حلول مشاكل مصر فى سطور قليلة ومفتاحها جملتين القضاء على الفساد وتجقيق العدالة الاجتماعية !!

لدينا شبكة قوية للفساد متغلغلة فى كل مكان وتشارك فى صنع القرار وتجهض كل محاولة للاصلاخ واذا اردنا التغلب عليها فلا بد من تكوين شبكة شعبية لمكافخة الفساد بالتعاون مع الاجهزة الرقابية والسيادية وهدف الشبكة منه تنكيل شبكة الفساد باى مواطن يتصدى للفساد بمفرده وما نحتاجه لكى تعمل هذه الشبكة الشغبية لمكافخة الفساد بعض القرارات من الرئيس اولها تغيير كل مديرى المكاتب المهمة فى البلد دوريا وليكن كل عام بدءا من مكتب الرئيس ثم رئيس الوزراء ثم الوزراء وهذا يمنع تكون مراكز قوى وشللية حول صانع القرار فمن يعرف انه سيرحل وانه سيحاسب سيخاف من الحساب وبعد ذلك اعادة اراضى الدولة واموالها حيتان الفساد ابتداء من مبارك وعياله وعصابته القوية ولا نتكتفى بالفسافيس الصغيرة التى نراها الان دول شوية فكة ولتحقيق العدالة الاحتماعية بحد يجب الخروج المبكر للادارات العليا التى وصلت عن طريق الفساد واخلالها باخرى بطريقة عادبة يشارك فيها المرؤوسين لاعادة ثقتهم من جديد فى العدالة الاجتماعية ان وجدت !!

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر رجب

الفشل فى إدارة البلاد وتوظيف مقدراتها

ياستاذنا الفاضل ألف باء النهوض بالدول والقضاء على مشاكلها شيئان لا ثالث لهما اولا النهوض بالزراعة وتقديم الدعم الحقيقى للفلاح مش الدعم القولى ولا الدعم الوهمى والتوسع فى زراعة السلع الاستراتيجية والعودة إلى نظام الدورة الزراعية حتى ننتج الحاصلات التى تحتاجها البلاد ولا نلجأ إلى إسترادها مثل السكر والقمح والزيت والقطن وأعلاف المواشى والدواجن وغيرها وغيرها وبذلك ينخفض أسعارها بالأسواق وتنخفض أسعار اللحوم والدواجن وتتعهد الدولة بشراء هذه المحاصيل من الزارعين بالأسعار التى تحقق الربح للفلاح ويجعله يجتهد فى الزراعة بعد ذلك لزيادة إنتاجه ثم تقوم الحكومة بتصدير الفائض لجلب العملات الصعبة وعملية النهوض بالزراعة معلومة لدى الدولة ولكن تتغافل عنها لأسباب يطول شرحها ثانيا الصناعة فمن غير المعقول أن تستمر تدهور الصناعات الوطنية مثل الحديد والصلب والغزل والنسيج وغيرها وغيرها حتى صناعة زيت الطعام والسكر تدهورت وأصبحنا نستوردها من الخارج بدلا من التوسع فى إنتاجها وإدخال خطوط جديدة بالمصانع الموجودة فعلا وأن تعمل طوال الـ 24 ساعة لتغطية إحتياجات البلاد ومن غير المعقول أن يكون فى مصر أكثر من 2000 مصتع قطاع عام وتمتلكها الدولة مغلقة بالضبة والمفتاح أو تعمل بنحو 25% من طاقتها بل ويحصل العمال على مرتباتهم وحوافزهم بدون عمل لأن المصانع بدون مستبزمات إنتاج والماكينات تحتاج إلى تطوير وتحديث . مما سبق يتضح أن الدولة تعمل فى وادى آخر غير النهوض بالدولة وتعلن غير ذلك وهى من أسوأ الحكومات التى مرت على مصر على مر التاريخ لا فهم ولا سياسة ولا خطط ولا إنتماء ولا مراعاة للفقراء بل أنها شربت الطعم الذى تنشروه الدول المؤسسات الأجنبية بأن مصر تسير فى الإتجاه الصحيح فى الإصلاح الإقتصادى لان هذه الدول والمؤسسات تريد فى الحقيقة سقوط مصر وليس نهوضها

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

الي. الاستاذ الحبيب. /. كرم. جبر.

سبب مشاكل. مصر. والمصريين. تكمن. في. غياب. الضمير. و غياب. الانسان. الذي. الفناه. من. قبل. كذلك. الشرخ. الكبير. الناتج. عن. القصور. في. غطاء. العدالة. الاجتماعية. وقد. تكلمت. كثيرا عن ذلك. من. خلال. العديد. من. المقالات. . ولك. تحياتي. من. اخر بلاد الدنيا. .

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم

مقال جميل - نحن شعب لا يحب العمل

ولكن ضيف على ذلك 1- شعب لا يريد ان يعمل الا عمل مكتبى 2- اذا عمل فى عمل مكتبى يزوغ الساعه عشره الصبح 3- لا يراعى ضميره فى العمل ( الفهلوه) 4-شعب يريد العيش من خلال الدعم فى كل مناحى الحياه . 5 - يوجد 5 مليون لاجىء فى مصر يعملون .. فى حين ان المصرى يقول انه لايوجد فرص عمل ( السوريون والسودانيون والافارقه والفلبينيون ) 6 - نغش فى الامتحان .. وبعدين نروح نصلى .. او العكس . 7- نهاجم الحكومه ونتهمها بالفساد فى حين ان الاغلبيه من الشعب فاسد . 8- نربى دقننا .. علشان ننصب على البشر . من اقوال تولستوى الجميع يفكر فى تغيير العالم .. لكن لا احد يفكر فى تغيير نفسه ... حد فهم حاجه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الحل

كلام واقعى وحقيقي .. عايزين بقى الحل التفصيلي لمشاكل مصر .. هل نزيح الحكومه ومجلس الشعب ونتخلص من فساد الوزارات والمؤسسات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة