سوزان بدوى تكتب : إلى كل أم فى عيدها

الأمومة مسئولية ليست بالسهلة أو بالسطحية وإنماهى من الأهمية التى تجعلها تتسع إلى آفاقٍ  بعيدة ، حتى أن أثرها يمتد إلى مجتمعك وبلدك بل وإلى الدنيا بأسرها ، فكونى على قدر تلك المسئولية واعلمى أن دورك كأم لا يقتصر على الرعاية الغذائية والصحية والدراسية أو أى أمر من الأمور النمطية التى تقع على كاهل كل أم..

 فلا تغفلى عن دورك فى التربية النفسية والأخلاقية القويمة التى تنتج شباباً يعرف قدر وطنه ويدرك أهمية دوره كعنصر فعال فى إعلاء هذا القدر بوضع بلده بالمكانة التى نبتغيها بين الأمم ، علمى أولادك وبناتك أن انتماءهم لوطنهم يفوق كل انتماء ، وأن الولاء كل الولاء لهذا الوطن لا لأشخاص أو جماعات أو منظمات أو أحزاب أو طوائف ، علميهم أن عزتهم وكرامتهم وشرفهم من عزته وكرامته وشرفه فلا يصح أن تصمتى أمام عبارة سب أو تسفيه أو تقليل من شأن هذا البلد تصدر عن أى منهم ، ولا يجدر بك أن تتركى آذانهم ضحية لأبواق تبثها السم الذى يدفعهم إلى اليأس والإحباط والتشكك والريبة فى كل شيء ، واعلمى أن مبتغى كل مغرض إقناعهم بهوان مصر وضعفها وخنوعها وانهيارها وإدخال المفردات والمفاهيم والأفكار المريبة على عقولهم ووجدانهم ، كوصف جيش مصر العظيم بالعسكر هذه الكلمة التى تحمل أصولا فارسية وتركية وكانت تطلق على الجيوش المأجورة من المماليك وغيرهم ممن لا انتماء لديهم لأوطان بل هم مرتزقة يحملون السلاح لصالح من يدفع ، علميهم أن رسول الله صوات الله وسلامه عليه قال عنهم خير أجناد الأرض ولم يقل خير عسكرها وهو الذى لا ينطق عن الهوى ، فهم جنود يحمون الأرض والعرض والحدود ويحافظون على أمن وعزة وشرف وكرامة وطنهم وفق عقيدة من أشرف العقائد هى الحب والانتماء والولاء الذى يدفعهم لبذل أرواحهم فداء لنا جميعا.

 علمى أولادك وبناتك احترام مصريتهم والاعتزاز بها واملأى أنفسهم ثقة فى المستقبل ، علميهم أن الأوطان تمر بأزمات يجب أن نتحملها ونصبر لتخطيها بل ونعمل على عبورها ولو بالكلمة الصادقة الطيبة مع العمل والإنتاج وعدم الاستسلام ، علميهم احترام الكبير والعرفان والتقدير لفضل كل من يعمل بإخلاص وتفان لرفعة هذا البلد ، علميهم أن هناك من يتعمد تسفيه كل جهد وتحقير كل دور وسد كل طاقة أمل ، وجهى أنظارهم لكل إنجاز وكل عمل يبتغى مصلحة وطننا ، نبهى مداركهم إلى كل استهداف لعقولهم على مواقع التواصل الاجتماعى من جهات مشبوهة تبث الرسائل المغرضة المحبطة ليتم تداولها بينهم فينشأ جيل مستهتر محبط غير منتمٍ ، كونى أم بكل ما تعنيه كلمة أمومة ، واعلمى أن لك الدور الأعظم فى مقدرات وطنك ، وتذكرى دائماً أعظم ما قيل فى هذا الدور  :-

                                الأم مدرسةٌ إذا أعددتها       أعددت شعباً طيب الأعراقِ