بالفيديو والصور.. مريم الأم المثالية لشمال سيناء حققت أحلامها فى أولادها

الإثنين، 20 مارس 2017 04:33 م
بالفيديو والصور.. مريم الأم المثالية لشمال سيناء حققت أحلامها فى أولادها أم شمال سيناء المثالية
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توجت الأم "مريم محمد سالمان محمد" بلقب الأم المثالية لمحافظة شمال سيناء، لقب رشحها له أبناؤها، وفوجئت به بعد أن طرقت لجنة من المحافظة ومديرية التضامن أبواب منزلها الذى تقيم فيه مع زوجها وأسرتها، فى قرية نجيلة بمركز بئر العبد.

 

الحاجة "مريم" روت لـ"اليوم السابع" رحلتها مع العطاء لأسرتها ووطنها وهى الرحلة التى أهلتها لتكون أم شمال سيناء المثالية للعام 2017.

 

الطفولة الأولى

تقول الحاجة "مريم" إنها من مواليد 16/2/1962م وكانت أسرتها والدها ووالدتها، وسبعة أشقاء وثلاث شقيقات ربة منزل والأب يعمل بتجارة القماش، حيث يحمل صرة القماش على ظهره ليبيع بضاعته بين أقطار الجمهورية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها.

 

عاشت سنوات طفولتها الأولى فى وادى نخيل "أم حسن" بقرية نجيلة مركز بئر العبد محافظة شمال سيناء، وتعود بذاكرتها لسنوات مضت من عمرها وتقف عند سن الخامسة التى شهدت صدمة التى غيرت مسار حياتها عندما فوجئت بالاحتلال الإسرائيلى  لسيناء، لتتجرع ومن معها مرارة واقع أجبرها مع أسرتها على الهجرة وترك الديار، والاستقرار فى قرية (ح) بمديرية التحرير فى محافظة البحيرة، وهناك التحقت بالمدرسة الابتدائية بقرية (ز)، حيث كانت المسافة بين البيت والمدرسة نحو ثمانية كيلو مترات تقطعها يوميا سيرا على الأقدام.

 

تفوق فى الدراسة

وتقول "كنت أحافظ على مستوى دراسى متقدم عرفت به إلى جانب حرصى على مساعدة والدتى فى أعمال المنزل، وأعمال خارج المنزل مثل العمل فى الحقول مقابل خمسة قروش لليوم أو جلب الحطب والحشائش للأغنام"، وهكذا كانت حياتها منذ نعومة أظفارها مزيجا من الكفاح والمعاناة، حتى حصلت على الشهادة الابتدائية بتفوق فى منتصف العام 1974م ، وانتقلت للدراسة بالمدرسة الإعدادية وكانت الحياة تسير على نفس المنوال، وبعد مرور عامين من الدراسة بتفوق كانت خطبتها، ووفقا للتقاليد السائدة فى تلك الأيام كان ذلك أمرا طبيعيا ومعتاد وقبل إتمام دراستها والحصول على الشهادة الإعدادية تم الزواج فى شهر يونيو من العام 1978م وانتقلت من بيتها إلى بيت زوجها "سليم محمد"، فى مديرية التحرير محافظة البحيرة، لكن هذا الانتقال كان الأصعب، حيث إن الزوج كان أكبر إخوته والعائل لهم وبالتالى فإن المرأة الصغيرة التي لم تكد تتم عامها السادس عشر ستكون المربية لهذه الأسرة، وهى ليست بالأٍسرة الصغيرة وليست كذلك ميسورة الحال فالزوج له ست أخوة وخمس أخوات يكبرهم جميعا، والأم بلا عمل والأب يملك دكانا صغيرا للخضروات وتعتمد الأسرة فى مصاريفها على الزوج الذى يعمل سائق على سيارة ربع نقل تملكها الأسرة ، ولم يكد يكمل تعليمه والحصول على بكالوريوس الزراعة من جامعة المنوفية.

 

رحلة كفاح

وتشير انها بعد زواجها بدأت رحلة الكفاح الحقيقى، وسط ظروف بالغة الصعوبة مع تلك الأسرة الكبيرة التى تعتمد عليها فى كل أعمال المنزل وتربية أخوة الزوج، لكنها لم تكتف بذلك ولكنها تعلمت التطريز اليدوى، وعلمت أخوات الزوج التطريز كذلك ليتوفر للأسرة مصدر دخل جديد يخفف العبء عن الزوج.

 

العودة للديار

وفى مطلع العام 1980م كانت الفرحة الكبرى عندما بدأت الحكومة المصرية إعادة أهالى سيناء إلى أرضهم بعد 12 عاما من الهجرة والابتعاد، فعادت الأسرة وعادت معهم إلى سيناء الحبيبة وفي البداية سكنت الأسرة بالقرب من قرية نجيلة في مساكن بدوية بسيطة، وفى هذه الأثناء استقبلت الأسرة ضيفا غاليا حيث أنجبت أول أطفالها وكذلك أول حفيد للأسرة أسموه "محمد"، ومع قدوم الإبن بدأت رحلتها مع بذل كل ما تستطيع لتعويض أبنائها أغلى ما فقدته وهو التعليم فمنذ أن بدأ محمد ينطق حروفه الأولى وهى تعكف على تعليمه القراءة والكتابة وتحفظه القرآن، وكان هذا دأبها مع جميع أطفالها حتى أتم عامه السادس ودخل المدرسة استمرت في دفعه دفعا للمذاكرة وتسهر الليالي بجواره لتذاكر له وتضمن أنه يحصل ما ذاكره ولم يخيب الإبن ظن أمه فكان دائما في مقدمة الصفوف حتى أتم دراسته بتفوق شديد وحصل على بكالوريوس طب قصر العينى من جامعة القاهرة ولليوم لازالت تدفعه لإتمام الماجيستير في طب الأسرة.

 

تقول إن يومها كان مقسما بين أعمال المنزل والتطريز، وتربية الأولاد وأخوة الزوج والكثير من الأعمال الجديدة التى تفرضها الحياة الجديدة، ففى كل سنة يكون هناك شهران من أقسى ما يكون وهما موسم النخيل وصناعة التمر والعجوة، وهى عملية فى غاية الشقاء والصعوبة، خصوصا فى تلك الأيام، حيث كانت هذه الصناعة تمثل مصدر رئيسى لدخل الأسرة وكذلك فإن العجوة والتمر من الإدام الرئيسى، فكانت تنتج مع الأسرة فى تلك الأيام كميات كبيرة واتجهت الأسرة بعد العودة للزراعة فكانت بجانب كل هذه المهام تشارك الأسرة فى أعمال الحقل القاسية.

 

صدمات الحياة

وتتذكر أن من بين صدمات الحياة التى تعرضت لها وفاة طفلها "خالد " الذى ولد بمرض الجفاف قضى عليه رضيعا فى حجرها، وبعد انقضاء الأيام على هذه القسوة ولد لها في العام 1986م بنتا أسمتها، "سميرة"، وكانت بحق نعم البنت والأنيس، وأقرب أبنائها لها واستطاعت بالكثير من الصبر والمعاناه أن تعوض ما فقدته من التعليم فيها، وجعلها نموذجا لما تمنته لنفسها فكانت عند ظنها فلم تكتف بالتفوق الدراسى وحسب، وإنما كانت شعلة من النشاط، حيث كانت تحصل على المراكز المتقدمة فى أغلب الأنشطة المدرسية وأمها من خلفها تحفزها وتساعدها وتقويها حتى حصلت الابنة على الطالبة المثالية على مستوى المحافظة، وتلتحق بكلية الصيدلة جامعة قناة السويس ومضت سنوات دراستها فى الكلية كما ينبغى لكن أبت الأيام أن تمنح الأم بعضا من السعادة إذ كانت الصدمة عندما اكتشفت إصابة فلذة كبدها بمرض نادر لا يعلم الأطباء له علاج، فلم نسمع يوما عن مرض يسمى ضمور العضلات وأكملت البنت العامين الأخيرين بصعوبة بالغة وهى تعالج آلام المرض والأم إلى جانبها تعالج آلام النفس وتدعو فى كل سجدة أن يخفف عنها وعن فلذة كبدها ما تقاسى، وعاشتا سويا أكثر سنوات العمر صعوبة، ثمانى سنوات من الشقاء والسفر لكل مكان من أجل البحث عن علاج لم تفترقا طوال هذة السنوات إلى أن كانت الصدمة الكبرى في 26/9/2012م فى مستشفى جامعة قناة السويس حيث كانت النظرة الأخيرة للأم على ابنتها قبل أن يغطيها الكفن.

 

تعليم الأبناء

وفى عام 1993م أنجبت ابنها " أحمد"، وفى عام 1994 أنجبت ابنها الأخير  "عبد الرحمن"،  أحمد سار على نهج شقيقته "سميرة"، مهتما بالأنشطة المدرسية حتى تكلل مجهودها بحصوله على لقب الطالب المثالى على مستوى المحافظة عامين متتالين والمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم على مستوى المحافظة وتخرج من كلية الهندسة جامعة قناة السويس قسم الهندسة المدنية، وتسعى معه الآن لإكمال دراسته والحصول على الماجيستير وللعام الثانى ينتخب من شباب المحافظة رئيسا لبرلمان الشباب.

 

أما "عبد الرحمن" كان لاعبا لكرة القدم ونجما فى القرية والمحافظة والآن هو فى السنة قبل الأخيرة بكلية الهندسة جامعة بورسعيد قسم الهندسة الكهربية.

 

39 عاما من الكفاح

تقلو الحاجة "مريم"، إنها عاشت حياة زوجية استمرت 39 عاما، تغلبت خلالها على قلة الموارد وكثرة المصاريف بامتهان حرفة التطريز على ماكينة الخياطةويدويا، والمشاركة فى أعمال الحقل وبيع منتجاته أو بالعمل في مشروع وزارة الزراعة للأسر المنتجة وغيرها من الأنشطة التى ساهمت فى تدبير مصاريف الأسرة والمساهمة فيها، ودائما تدفع الأبناء للعمل مع التعليم لمساعدة الأسرة فإبنها الأكبر عمل سائقا وأحمد عمل فى أعمال البناء والأصغر سائقا كذلك.

 

ام شمال سيناء المثالية (1)
ام شمال سيناء المثالية 

 

ام شمال سيناء المثالية (1)
ام شمال سيناء المثالية 

 

ام شمال سيناء المثالية (2)
ام شمال سيناء المثالية 

 

ام شمال سيناء المثالية (3)
ام شمال سيناء المثالية 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة