مصطفى أبو زيد يكتب: قصة عبد الرحمن والكلاب.. قضية أخلاقية

السبت، 18 مارس 2017 12:00 ص
مصطفى أبو زيد يكتب: قصة عبد الرحمن والكلاب.. قضية أخلاقية عبد الرحمن الراقص مع الكلاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تابعت مثلما تابع قطاع عريض من الشعب المصرى قصة الطفل عبد الرحمن وحياته البائسة فى الشارع وإقامته مع الكلاب التى وجد فيها كل معانى الإنسانية والرحمة والوفاء بعدما قام والده بطرده من المنزل نزولا على رغبات زوجته التى وضعت شرط الاختيار بين بقاء الطفل وأخيه أو تركها للمنزل فبدأت رحلة معاناة عبد الرحمن بنزوله للشارع وتعريض حياته للخطر وضياع مستقبله.

 

إنها ليست قصة عابرة نتعرض لها وبعد أيام وأسابيع تكون فى طى النسيان إنما هى قضية أخلاقية كبيرة تبدأ من فقدان غريزة الأبوة والأمومة إلى حد كبير فكم من قصص تحكى عن أمهات تترك أطفالهم بالشوارع وتذهب مهما كانت الظروف التى تحيط بهم والتى يعانون بسببها فهذا لا يكون سببا للتنازل عن أطفالهم وتشريدهم وسلبهم الحق فى حياة أمنة ومستقرة.

 

ومرورا بعدم تحمل مسئولية تربية الأطفال وانتهاء بوجود جيل من الأطفال المشرد بلا هوية ولا مستقبل بل ولا انتماء وتلك هى الطامة الكبرى لأننا سنكون أمام شخص فيما بعد ناقم على المجتمع والوطن فى ظل ما شهده من معاناة وقسوة ولفظ الآخرين له.

 

أكثر ما تفوه به الطفل بكل مشاعر الطفولة والبراءة تجعل القلوب الصادقة تبكى عندما يقول أن الكلاب كانت أرحم عليه من والده وان الكلاب تحنو علية وتطبطب عليه وكأنها تواسيه وتشد من أزره وأن كل ما يتمناه ان يجد أخيه الاصغر ويقيموا سويا ليكملوا حياتهم ويقوم بإكمال دراسته ليصبح شخصا صالحا نافعا فى المجتمع.

 

السؤال أين المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للطفولة والأمومة من هذه القضايا التى تتكرر يوميا فى ظل التراجع الاخلاقى والإنسانى لدى الكثيرين ممن يطلق عيهم للأسف آباء وأمهات وأين الدور المنوط بهم فى علاج تلك المشكلة الكبيرة وأوجه التصدى لها فى المجتمع أم أنها مجرد مجالس لا تغنى ولا تسمن من جوع.

 

الطفل عبد الرحمن نموذج من النماذج الموجودة بالشوارع والتى كل منا يشاهدها فى طريقه صباح مساء نرجو ان يكون هناك صحوة من خلال وجود تشريعات من خلال مجلس النواب تكون رادعة لكل الآباء والأمهات الذين يقومون بتشريد وضياع اطفالهم ومستقبلهم اذا ما كانت الإنسانية والغريزة التى فطرنا الله عليها قد تلاشت فربما القوانين تعيدهم إلى صوابهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة