أكرم القصاص - علا الشافعي

من قطعة قماش للخروف للذهب والمجوهرات.. تعرف على مهر العروس فى الصين

الجمعة، 24 فبراير 2017 04:51 م
من قطعة قماش للخروف للذهب والمجوهرات.. تعرف على مهر العروس فى الصين مهر العروس فى الصين
كتب: هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد مهر العروس أحد التقاليد الصينية القديمة، ولا يزال الكثير من الصينيين إلى اليوم يقدمون مهر العروس أثناء الزواج، والذى تطور من قطعة القماش الملونة فى خمسينات القرن الماضى، إلى الدراجة الهوائية والساعة وآلة الخياطة والمذياع، بعد الإصلاح والانفتاح، ثم إلى الذهب والمجوهرات والنقود، حيث ظل مهر العروس فى الصين يختلف مع اختلاف الزمن، وتعلو قيمته باستمرار.

مهر العروس أحد التقاليد الصينية القديمة
 

المهر أغلى كلما كانت المنطقة أكثر فقرا

أثارت "خريطة بيانية لمهر العروس في كامل الصين" اهتماما كبيرا على مواقع التواصل بالصين، وتظهر الخريطة قيمة المهر فى مختلف المناطق الصينية، لكن فى الواقع تظهر حدوث تغير كبير على المهر خلال الـ 4 سنوات الماضية. حيث تضاعفت الأرقام في عدّة مناطق ريفية، ودخل المنزل والسيارة إلى قوائم المهور. وإجمالا، نجد أن قيمة المهر فى المناطق الغربية أعلى من المناطق الشرقية والجنوبية، وقيمة المهر فى المناطق الريفية الجبلية أعلى من المدن.

 

ويبلغ الحد الأدنى لقيمة المهور فى ريف باودينج شمال الصين، 100 ألف يوان، إلى جانب شراء منزل فى المدينة وسيارة.

 
مهر العروس فى الصين
مهر العروس فى الصين

 

وتظهر التحقيقات ذات الصلة، تواجد هذه الظاهرة فى عدة مناطق من الصين، مثل خنان، شاندونج، قويتشو، شانغشى وقانسو، كما نلاحظ ارتفاع قيمة المهر كلما كانت المنطقة أكثر فقرا. حيث يصل مهر العروس في بعض قرى قانسو إلى 180 ألف يوان.

 

من جهة أخرى، توجد فوارق كبيرة فى المهر، بين شينجيانج والتبت وغيرها من مناطق الأقليات القومية، حيث تحبذ الفتيات الويجوريات الحصول على الحلّى، مثل الأقرطة والأطواق والأساور والخواتم، أما مبلغ المهر فهو قابل للنقاش، ويتراوح بين 30 ألفا و100 ألف.


مهر العروس فى الصين (2)
 

 

أما الرجال في التبت فهم الأسعد حظا، فهم غير مطالبين بدفع المهر، وما عليهم إلا تقديم رأس أو أكثر من الياك "حيوان مشهور فى الصين"، (8 آلاف يوان إلى 10 آلاف يوان للرأس الواحد)، أو خروف أو سيارة.

 

المثير للانتباه أن قيمة المهور تتراجع باستمرار في بعض المدن الصينية الكبرى وبعض القرى الجنوبية التى تزدهر باستمرار ومنطقة حوض اليانجتسى.

 

من جهة أخرى، نجد ظاهرة "صفر مهر" فى عدة مدن واقعة على حوض اليانجتسى، مثل تشونج تشينج وووهان، وحتى بعض آباء الفتيات الذين يطلبون مهرا، يهدونه إلى بناتهم، كما يقدمون لابنتهم جهازا لا يقل فى قيمته عن المهر الذى يقدمه العريس.

 

وفى السياق نفسه، يرى مدير مركز أبحاث إدارة الأرياف بجامعة التكنولوجيا بوسط الصين، خه شيه فنج، أن ظاهرة "صفر مهر" تعود إلى المساواة فى النظر إلى الذكور والإناث بهذه المناطق والحرية فى اختيار الطرف الآخر.

هذه الظاهرة بدأت تنتشر فى شنجن وبكين وغيرهما من المدن الكبرى خلال السنوات الأخيرة أيضا، فى هذا الصدد يقول بعض المستطلعين الذين يعملون أو تزوجون في هذه المدن، أن تدفق سكان المدن الأخرى للعمل أو العيش والمساواة بين الجنسين وحرية اختيار الطرف الثانى وتزايد الدخل وغيرها من العوامل الأخرى، جعلت آباء عدد كبير من الفتيات لا يشترطون المهر، بل على العكس بات بعض آباء الفتيات يدفعون الأموال لمساعدة الزوجين على الاستقرار.

 

"يعود السبب الرئيسى أساسا إلى ارتفاع عدد الذكور مقارنة بعدد الإناث فى سن الزواج، وهو ما أدى إلى ارتفاع "قيمة" الفتيات "، هذا ما أكده مدير مركز أبحاث السكان والتنمية بجامعة الشعب الصينية ورئيس اللجنة الصينية للسكان، تشاى تشن وو، مضيفا أن ظهور تقنية الكشف بالرنين المغنطيسى في بداية الثمانينات جعل الآباء ينحازون لإنجاب الذكور فى إطار سياسة تحديد النسل، وهو ما أدى إلى تجاوز عدد الذكور لعدد الإناث، الأمر الذى دفع إلى انتشار مهر العروس مجددا.

 

أما تسوى شو إى، رئيس مركز الإحصاء بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية بشاندونج، فيرى أن عدد الذكور في الأرياف كان دائما أعلى من عدد الإناث، ومع تسارع عملية الحضرنة، بدأت الفتيات يغادرن الأرياف إلى المدن، ويغادرن المناطق الفقيرة إلى المناطق المتطورة، ما ضاعف نقص عدد الإناث فى الأرياف. وحتى الفتيات الريفيات اللاتى لا يتزوجن فى المدن، يرغبن في الزواج من الرجال الريفيين الذين يتمتعون بوضع اقتصادى أفضل، أما الآباء فيطمعون فى الاستعانة بمهر البنت لتغيير أوضاعم الاقتصادية. وقد أدت كل هذه العوامل مجتمعة إلى رفع قيمة المهر.

 

"مع الطفرة الاقتصادية التى باتت تشهدها الصين منذ دخولها اقتصاد السوق، باتت النفعية والمقارنة من بين العوامل المهمة التى أدت إلى ارتفاع قيمة المهر".. هذا ما أكده الباحث بمركز التنمية الريفية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم، ووقووه باو، معتبرا أن المقارنة هى نتاج لضيق دائرة العلاقات الاجتماعية فى الأرياف الصينية، كما طغت النفعية على الكثير من الناس، وباتوا يولون إهتماما كبيرا إلى المظاهر، ويطمحون إلى الثراء السريع.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة