طارق رضوان رئيس "العلاقات الخارجية بالبرلمان" فى ندوة "اليوم السابع": القضية الفلسطينية فى قلب مصر.. والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يهدد السلام بالمنطقة.. مصر أكثر دولة آمنة رغم شراسة حربها مع الإرهاب

هناك توترات عدة فى المنطقة العربية، على رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فما تعليقكم؟

- حذرنا من هذا مرارًا، والقيادة السياسية المصرية تلعب دورًا كبيرًا فى القضية الفلسطينية، وكانت دائمًا معبرًا ومساندًا لها، والدليل على ذلك أن أول مكالمة هاتفية كانت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب، وهو ما يعنى أن القيادة السياسية تقوم بدورها على أكمل وجه، ولكن المسؤول عما يحدث اليوم هم العرب، الذين انشغلوا عن القضية بأجندات شخصية.

 

وكيف ترى تأثير هذه الأزمة على المنطقة العربية؟

- نتطلع للتراجع عن القرار، فهو تحد سافر للمشاعر العربية والإسلامية، ويهدد السلام فى المنطقة، ويتعارض مع ما سبق أن تعهدت به الولايات المتحدة فى عهد سابق بضرورة الحفاظ على استقرار السلام والأمن فى الشرق الأوسط.. والموقف المصرى واضح، وهو أن القضية مطروحة للقرارات الأممية، التى تقول إن الدولتين لهما الحق فى إقامة دولتيهما، والقدس عاصمة للدولتين.

 

وماذا عما يحدث فى اليمن؟

- عنيف ومؤسف، فقتل وزراء ومسؤولين سابقين أمر تقف أمامه الأذهان، فهناك مخطط واضح للنيل من المنطقة العربية، ممثلة فى اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا، وأكثر دولة آمنة فى الوقت الحالى هى مصر، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا وتحديًا فى الوقت نفسه.

 

وماذا عن القضية الإثيوبية.. كيف يستعد البرلمان للقاء رئيس الوزراء الإثيوبى؟

- زيارته بروتوكولية، تأتى بالتبادل بعد الزيارة المصرية لإثيوبيا، ووفقًا لذلك فهذه الكلمة لا يعقبها أى تعليقات من النواب أو أى تصريحات، ولكن لدينا حالة توتر كبيرة وحراك سلبى بين النواب، وهذا طبيعى لأنه لا مجال للقبول بالتلاعب فى الأمن القومى المصرى، ولا يوجد أحد سيفرط فى حق مصر، وهناك مساعٍ لاستقباله من اللجنة العامة لطرح أسئلة معه بشأن هذه الأزمة.

كيف سنتعامل مع هذه الأزمة حال استمرار تمسك الطرف الثانى بموقفه؟

- مصر ستسلك جميع المحافل الدولية، والطرق السياسية والحوارية بشأن إدارة ملف سد النهضة، ولا ينكر أحد أن هناك أيادى خفية تسعى لاستمرار هذه الأزمة.

 

ما خطة عمل اللجنة خلال الدور الثالث لمواجهة تشويه الصورة بالخارج؟

- منذ بداية انعقاد البرلمان ولجنة العلاقات الخارجية تسعى دائمًا من خلال حراك واسع بالداخل والخارج لشرح كل ما تواجهه مصر من أبعاد، وفى هذا الصدد أوجه التحية لكل من السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، والدكتور أحمد سعيد، للذين ترأسا اللجنة خلال الفترة الماضية، واللجنة خلال الدور الثالث لها رؤية انفتاحية وديناميكية فى العمل البرلمانى، فالعلاقات الخارجية لا تعتمد على أجندة تشريعية فقط، بل تعمل على تتبع خطوات العالم، وتنظيم زيارات خارجية ولقاءات مع السفراء لشرح الصورة الصحيحة لكل ما يحدث فى مصر، خاصة أن البرلمان عليه مسؤولية كبيرة متراكمة نتيجة فراغ لفترة ما بعد الثورة، حيث حدثت فجوة فى التواصل مع برلمانات الغرب، وهو ما ترك فرصة لعناصر استغلت هذه الهوة لصالحها، مثل مراكز الأبحاث، وجماعة الإخوان المحظورة، والنشطاء، ومن لديهم أجندات خاصة، والبرلمان كان لديه دور وتحدٍ كبير، وبدأ مجلس النواب فى عقد زيارات خارجية، من ضمنها زيارة الكونجرس الأمريكى فى يونيو الماضى، وكانت عنيفة، ومثلت أول جسر خشبى يوضع معهم، والتى مهددت الطريق للزيارة الثانية فى الدور الثالث للبرلمان لعقد العديد من جلسات الحوار مع الجهات الأجنبية نتيجة خطة عمل موضوعة.

وما الذى تعمل عليه اللجنة فى الوقت الحالى؟

- اللجنة بدأت أعمالها فى زيارة للكونجرس فى نوفمبر الماضى، وستكون هناك زيارة للاتحاد الأوروبى الأسبوع المقبل، والتى ستكون تمهيدية لزيارة الدكتور على عبدالعال فى فبراير المقبل، وسيتم خلالها لقاء جميع التيارات السياسية الممثلة داخل الاتحاد الأوروبى، ولا ننكر أننا نواجه تحديات كبيرة.

 

وما الذى تعده اللجنة لهذه الزيارة؟

- تعكف اللجنة على عمل توثيق كامل بمجلد كبير يحتوى كل ما حدث خلال الفترة الماضية، واللجنة تتلقى ملفات من اللجان النوعية بشأن جميع القطاعات لتقديمه مرفقًا بـ«سيديهات» لكل ما يحدث فى مصر حتى يومنا هذا، ومن بينها حادث مسجد الروضة الإرهابى وغيره، وسيقدم هذا التوثيق لجميع الجهات بمختلف دول العالم، وستحمله اللجنة معها فى كل زيارة خارجية، فالعديد من صانعى السياسات ليست لديهم خلفية عما يحدث فى مصر، ونحتاج لتعريفهم بما يحدث.

ولكنك تحدثت سابقا عن ضرورة استغلال الشخصيات العامة أيضا؟

- بالفعل، علينا استغلالهم كسفراء لمصر، فهناك لاعبو كرة مثل محمد صلاح، وفنانون عالميون وعلماء مثل الدكتور زاهى حواس عالم المصريات نحتاج للتواصل معهم، واستغلالهم فى الترويج للصورة الحقيقية لمصر. 

 

وما أبرز الملفات التى سيتضمنها ذلك التوثيق؟

- هناك قضايا عدة، ولكن من بينها ملف الهجرة غير الشرعية، الذى شهد تحسنا ملحوظا فقد سجل 15 ألف حالة لإيطاليا فى 2015/2016 والعام الحالى كانت 3 حالات فقط، وهذا باعتراف السفير الإيطالى نفسه، إضافة إلى لجنة العفو، والتى لا ينكر دورها الفترة الماضية، والتى تتعامل بمنطق فحص الحالات التى لا يرتقى فيها حجم الجرم لدرجة العقاب، وتتم إعادة تأهيلهم، وما تعمل عليه مصر فى المنطقة الإقليمية من خلال ملفات المصالحة منها المصالحة الفلسطينية والقيادة الليبية، وأيضا جنوب السودان بجانب حراك مصر فى سوريا، كما أنه فى ظل الانهيار الاقتصادى الذى شهدته مصر بعد الثورة، كان هناك فواتير تدفع خاصة بحجم المواطنين الذين وصل لـ100 مليون ودعم يتم استهلاكه والمطالبات الفئوية التى تمت الاستجابة لمعظمها، ودعم القوات فى حربها على الإرهاب وحد الحركة فى التجارة بالسلاح من الجنوب بجانب التوترات التى تحدث فى المنطقة، وهو ما أسهم فى تعطيل حركة النمو والتنمية وتأخير ملفات مالية عدة خاصة بتحسين الخدمات فى الدوائر نتيجة هذه الضغوط الاقتصادية.

وما خطة اللجنة داخليا للمشاركة فى دعم الدولة فيما تواجهه من تحديات؟

- اللجنة حريصة على عقد سلسلة لقاءات مع سفراء دول العالم بالداخل، لشرح كل ما يحدث فى مصر، وتوجيه رسالة واضحة وصريحة بشأن ما تواجهه مصر فى حربها على الإرهاب، ووصل عددهم حتى الآن لأكثر من 12 سفيرا، والتى تساعد فى إذابة الجليد وكسر الحاجز مع هؤلاء السفراء.

 

ما أكثر اللقاءات التى نحتاج للتوقف أمامها؟

- السفير الإيطالى.. قلت له عند لقائى معه: قضية جوليو ريجينى حق مشروع وتمس مصر قبل أن تهمكم.. لأن إيطاليا تروج لها بالخارج بشكل يضرها، ولكن نؤكد أننا لدينا مصريون يتم قتلهم يوميا فى إيطاليا فهناك 28 حالة 2015/2016 سُجلت اختفاء قسريا، ومنهم من ماتوا فى سجونها، وعندما تتحدث لى فلتكن العين بالعين، علما بأن هناك اعترافا بوجود طرف ثالث متورط فى القضية ولم ينظر إليه، وكان رده التزام الصمت. 

كيف تجاهلت إيطاليا الطرف الثالث المتورط فى القضية؟

- إيطاليا لم تنظر لأسباب إرسال جامعة كامبريدج هذا الطالب إلى مصر، وبعد توافر القرائن تم إرسال طلب رسمى للجامعة بعد مرور أكثر من عام ونصف العام، لاستجواب المشرفة على رسالته والتى تبين بالصدفة انتماءها لجماعة الإخوان، وهو ما يثير علامات استفهام عدة، وكل ذلك فى ظل عدم حسم أى ملف للحالات المصرية المختفية فى إيطاليا، علما بأنه كان هناك إشادة بتعاون النائب العام معهم، وعندما طلب تفريغ المكالمات الصادرة والواردة بين الطالب ومشرفته تم الرفض. 

 

 

أظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى نفسه يتبع سياسه «العين بالعين» فى التعامل مع الغرب!

- بالطبع.. هو من أعطانا هذه الدفعة والقوة فى التعامل من خلال ما يؤكد عليه بزيارته فى المحافل الدولية، وهى سياسة «العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم» ولا نتعامل بدونية بل بندية، وأكدنا لدول العالم وللسفير البريطانى فى آخر لقاء وقت حادث الروضة أننا «لا نريد شجبا وإدانة.. كل طرف عليه دور ولازم نحط إيدينا فى إيد بعض فلننظر لما نواجهه من حرب مع الإرهاب وهو مشترك وده حق أصيل من حقوق الإنسان».

وهل تشعر بتغييرات ملموسة فى ملف العلاقات الخارجية؟

- أصبحت هناك ثقة لدى المجتمع الدولى فى قرارات مصر الإصلاحية وما حصلنا عليه من 12 مليار دولار للبنك الدولى تعد شهادة ثقة بأن ما تقوم به مصر صحيح، ومصر تتكبد المليارات لإعادة منظومتها الاقتصادية من جديد، ندرك أن القرارات الاقتصادية كان لها أثر سلبى على المواطن البسيط، وبالأخص رفع الدعم عن المحروقات، ولكن لم يكن لدينا رفاهية فى هذا.

 

ما أكثر اللقاءات صعوبة فى الخارج؟ وكيف ساهمت فى تغيير الصورة المتزمتة لدى الغرب؟ 

- أول لقاء لنا مع الاتحاد الأوروبى ببلجيكا كان الأعنف والأكثر اهتزازا، فخلال جلسة استماع وجدنا الجميع ينظر باستغراب، وكان الرد نحن برلمانيون مثلكم وأتينا نتيجة انتخابات برلمانية نزيهة وممثلون للشعب المصرى، وهو ما كسر حدة أصابع الاتهام الموجهة لمصر، خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والجماعة الإرهابية، وكان التحدى الأكبر هو عكس الصورة المصرية التى تحدث فى 2016 وما نواجهه من الجماعات الإرهابية، وقالوا لنا: «فض رابعة ده كان مجزرة، ولكن لم نصمت وقعدنا ليلتين لا ننام حتى حصلنا على كل البيانات الوافية التى تؤكد حقيقة ما يحدث فى مصر».

 

ومَن الشخصيات التى كانت أكثر تشددا ضد مؤسسات الدولة فى مصر؟

- لا أتذكر هذا.. إيرك تراجر، المسؤول عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط كان ناقدا لاذعا لمصر، وكنا  نتفهم أننا لا نذهب فى نزهة ونتحدث باسم مصر وكنا متفهمين أننا معرضون للنقد، وتم إعداد كل الردود الشافية عن ذلك، وهناك رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس، فقد كان لقاؤه الأول حادا للغاية واجتماعنا الثانى معه كان بشوشا للغاية، فالتواصل وجسور المودة كسرت حالة الحاجز التى خلقت. 

 

هناك أقاويل ترددت أن الاستثمارات القطرية بمليارات تجعل «الكونجرس» متحفظا على تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية!

 

 

- المقاطعة العربية القطرية أحدثت هزة لدى قطر اقتصاديا، لأن المنطقة العربية ومصر تملك قوة قادرة على تغيير المشهد الحالى، وتلقى الرئيس أول مكالمة من الرئيس الأمريكى بشأن أزمة فلسطين إقرارا بمكانة مصر التى عادت، ومشروع قانون إدراج «الإخوان» على قائمة الإرهاب كان فى بدايته موقعًا بـ12 نائبا وتم حفظه، وبعد زيارة البرلمان فى يونيو الماضى ثم زيارة نوفمبر تم زيادة عدد التوقيعات لـ31 نائبا، ومتوقع زيادتهم لـ50 نائبا، وهذا يمثل إنجازا رغم أننا نتفهم أن هذا القانون لن يمرر، لأننا نحتاج لأكثر من 279 نائبا يؤيدون هذا القانون، ولكنه لن يمر نتيجة تضارب المصالح.

 

هل تأثرنا بخفض المعونة الأمريكية المدنية لمصر؟

- لا.. ولا يعنينا، فالإنجازات الاقتصادية الآن فى مصر لا تتأثر بذلك، ومجتمعنا ليس للبيع والشرء ومش هنخرص100 مليون مواطن». 

أكدت للسفارات الأجنبية أن قانون الجمعيات الأهلية عمل بشرى ويحتمل التعديل.. ما الذى تعنيه؟

- القانون حتى الآن لم ينفذ، فاللائحة التنفيذية لم تخرج بعد، وهناك مراكز بحثية ومنظمات تسعى لوقفه وفقا لمصلحتها الشخصية، من خلال شكاوى ترسل للاتحاد الأوروبى وغيرها.. قد يكون هناك عوار ما يتسبب فى إعاقة العمل بهذا القانون، ولكن لن يظهر إلا بعد التطبيق وهو ليس قرآنا عندما يظهر العوار سيُحل.