كرم جبر

ليه بقينا كده؟

الخميس، 02 نوفمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نادرًا ما تقابل مصريًا إلا ويشكو لك سوء أخلاق الناس، وأننا تغيرنا كشعب، ولم نعد المصريين «بتوع زمان»، وإذا كنا كلنا نشكو من «الوحشين» فأين هم «الناس الطيبين»؟، ولماذا اختفوا وتركوا الساحة للأوباش؟، ولماذا حدث التدهور الأخلاقى الذى وصل إلى حد «الطفح»؟، وهل هناك أمل فى أن يسترد الناس أخلاقهم، ويعود المصرى «بتاع زمان»؟
 
زمان.. عندما بدأنا العمل بالصحافة، كنا نعمل تحقيقًا من بين كل خمسة تحقيقات عن ظاهرة الاغتراب، ومعناها أن المواطن الذى لا يملك شيئًا من بلده يعيش غريبًا أو مغتربًا فيه، من الممكن أن يمتلك أملًا أو حلمًا أو بيتًا أو زوجة أو أولادًا، أو حتى درّاجة يقضى بها مصالحه، فتتولد لديه غريزة الحفاظ على ما يملك، ويعلو المفهوم إلى الحفاظ على الوطن.
 
 
وعلى مدى سنوات طويلة، تم تجريف المصريين من حلم أن يمتلكوا شيئًا من وطنهم.. التعليم والصحة والإسكان والخدمات والمرافق والمجارى، وأسوأ من كل ذلك التكدس السكانى، والازدحام فى المواصلات والشوارع والبيوت وغرف النوم.. فى كل مكان صار البشر يسابقون «التوك توك»، فأصبحنا نتزاحم على مكان فى الأتوبيس والمقهى وأمام الأفران والمجمعات الاستهلاكية.. ولا ينتج الزحام إلا ثقافة «اخطف واجرى».
 
 
الأخ يريد أن يختطف «اللقمة» من فم إخوته، والجار يريد أن يستولى على شقة جاره، والموظف لن يترقى وظيفيًا إلا بالـ«زُنَب»، والسياسيون اختطفوا الأحزاب ولم يتركوها إلا بعد أن ماتوا وأماتوها، ورجال الأعمال اختطفوا الأراضى وسقَّعوها وعبّوها فى كروشهم حتى انفجرت من التخمة، والموظف يضع يده فى جيب المواطن، والمواطن يبحث عن زبون ينصب عليه، واستمرت كرة النار فى التدحرج.
 
وزاد الطين بلة بعد الـ«فيس بوك» والسوشيال ميديا، وأشبهها بالمخدرات التى تعزل المتعاطى عن الواقع، فيخلق لنفسه عالمًا افتراضيًا يعيش فيه، ولجأ الشباب إلى هذه التكنولوجيا هروبًا من وحش البطالة و«الفلس» والاحتياج، فعن طريق الـ«فيس بوك» يستطيع أن يصاحب المسؤول والفنان والمشاهير، ويتخاطب معهم، ويتعرف على ألف فتاة، ويجلس فى أحسن الأماكن، دون أن يدرك أن ذلك يشبه المدن الفاضلة للحشاشين.
 
وامتدت يد الأشرار مستخدمة سلاح الـ«فيس بوك» ضد الدول المستهدف إسقاطها، بتوظيف شبابها وتعبئتهم وحشدهم، وظلت روافد الانهيار تتجمع فى نهر واحد «25 يناير»، وانفجرت مواسير الطفح الأخلاقى لتصيب كل شىء فى المجتمع، فشاهدنا شبابًا يحرقون بلدهم، ومن يحرق بلده يهنْ عليه أى شىء، أن يقتل ويسرق ويغتصب وينتهك ويكذب.. إنها النار التى أشعلناها ونكتوى بها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

عزيزي الاستاذ الكاتب / كرم. جبر

ليه. بقينا. كدة. ؟. وأين. الناس. الحلوين. ؟. دول. ماليين. الدنيا. الدنيا. وعلي. قفا. مين يشيل يمكن. الفقر. غير. بعضهم. يمكن. القهر. مس. أحوالهم. .. لكن. اللي. يهمنا. ماهو. محبوس. بين الضلوع. .. سيدي الموقر. لقد سبق. لي. القول. ان. مشكلة. اي. شعب. ليست. في. كونه. اصبح. عاقا. وحتي. ولو كان. هكذا. او. وصل. به. الحال. الي. هذا. المنحني. فلا. بد. لنا. ان. نصل. في النهاية. الي. جذور. المشكلة. ... "". عندما. يشعر. الانسان. من انه. مهمل. او. انه. ليس. له اي قيمة. كانسان. في. مجتمعه. او. بمعني. اصح. بعد. المجتمع. عنه. وهو. بداخله. ويصل. الي حد. شعوره. بالغربة. وهو داخل. وطنه. يحدث. لديه نوعا من التذمر ينقلب. بعد. فتر.ة الي. نوع من السلوكيات. المريضة. .. "". ان. بعدي. عن. وطني. الغالي. مصر. ليس. بالأمر الهين. فقد فيه اشعر. بالغربة "" وهذا. هو ما يشعر. به. الناس. "" اللي. مش. حلوين. "" عملا. بالقول. اذا جاءك الطوفان. خد. اعز. مالديك. تحت. قدميك. " حتي. ولو وصل. الحال. لاولادك. .. التي لم تأت من. فراغ. بل. وليد. موقف. صعب. .. ان. الظروف. هي. التي. تغير. من. أخلاقيات. الانسان. كان الله. في. عونه. .. ولكن. من. ناحية. الامور التي. يعاقب. عليها. اي. قانون. وضعي. فأقولها للمرة الألف. ان. ". ابن. الناس. لا. يخطئ. مهما. كانت. الاسباب. .. طبعا. لتأثير. الاسرة. في. تركيبته فوراء. كل. مجرم. اسرة. مفككة. وهذا. هو. الذي. يسرب. للمجتمع. الناس. "" الوحشين "". .. عزيزي. الاستاذ. كرم جبر : عندما ادخل. مستشفي. بحالتها. تلك. وطبيب يطلب. مني الشئ الفلاني كأجر كشف. وتأكسي. يطلب. مني. ثلاث أضعاف. ماهو مصرح به. لان العداد. لايعمل. " نصب " الا يحول. ذلك. الانسان. ". الحلو. ". الي. انسان. ". وحش. ". بل. الي. وحش. كاسر. ان. كل الامور. المعقدة. والمتشابكة. مع. بعضها. البعض. هي. آلتي. شكلت. هذا المخلوق. المسمي. ببني ادم علي. فكرة. لم. تمنعني. الغربة. قط. من ان. أبعد. عن. مشاكل. مصر الحبيبة لانها في دمي ولك مني. موفور. تحياتي. ..

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد عبد الجواد

تعبيرات دقيقه وفي محلها

فعن طريق الـ«فيس بوك» يستطيع أن يصاحب المسؤول والفنان والمشاهير، ويتخاطب معهم، ويتعرف على ألف فتاة، ويجلس فى أحسن الأماكن، دون أن يدرك أن ذلك يشبه المدن الفاضلة للحشاشين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة