لو بحث المخرجون والمؤلفون فى الدراما الاجتماعية للحصول على مشاهد تدمى قلوب المشاهدين، لعرضها على شاشات التليفزيون، فلم يجدوا مشاهد أكثر بشاعة ومأساوية وفظاظة وإجراما، مما سطر فى تحقيقات النيابة العامة، والخاصة بواقعة اتهام رجل وزجته بتعذيب نجل الأول 4 سنوات على مدار 5 أشهر داخل سلخانة بمنزلهم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
كشفت تحقيقات نيابة الحوادث، التى باشرها أحمد معاذ سيف النصر مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز، رئيس النيابة، والتى استمرت قرابة 9 ساعات، فى واقعة مصرع طفل على يد والده وزوجة أبيه عقب تعرضه لوقائع تعذيب وضرب أسفل ظهره بمنطقة الخليفة.
من جانبه، أقر الأب فى تحقيقات النيابة العامة، أنه تزوج منذ 5 أشهر عقب وفاة زوجته الأولى، وحضرت زوجته الجديدة لتقييم معه وولده، وأضاف الأب المتهم قائلا، إن زوجته الجديدة فى بعض الأحيان كانت تعتدى على نجله بالضرب بداعى تربيته، إلا أنها تمادت وصارت تقضى أوقات فراغها فى تعذيبه عن طريق ضربه بخراطيم المياه البلاستيكية ومنعه من تناول الطعام حتى يتألم ولا يقدر على مقاومة الجوع فيظل يتوسلها لتطعمه.
وتابع حديثه أمام النيابة العامة، أدت تلك الأفعال إلى إصابة الطفل بالضعف والهزال، ومن ثم بأنيميا حادة نتيجة سوء التغذية وحرمانه من الطعام، ومن أثر التعذيب عليه بدأ يفقد قدرته على النطق، وأصبح لا يستطيع التحدث، وأصيب بالتبول اللا إرادى، وهو ما استشاط غضب زوجتى أكثر، حيث كانت تحتجزه فى غرفة مغلقة دون طعام لعقابه على التبول دون إرادته وتلطيخ السجاد، واستكمل ودموع التماسيح فى عيونه كنت أشاركها فى بعض جلسات تعذيب الطفل.
وأضاف الأب المتهم أنه فى يوم الواقعة خرج وزوجته، وعندما عادا إلى المنزل وجدت الزوجة أن المجنى عليه "الطفل" أخذ بعض الطعام من المطبخ، فسرعان ما جاءت به لتضربه وإجباره على تقيؤ ما أكله، فأصيب الطفل بحالة قفدان للوعى ولفظ أنفاسه الأخيرة.
واعترفت زوجة الأب المتهمة بالجريمة فى أقوالها أمام النيابة بعد علمها بأقوال الأب، وأكدت أن زوجها والد الطفل المجنى عليه كان أيضا يقوم بتقييد نجله بالحبال ويحتجزه داخل غرفة ويتركه وحده بالشقة لعدة أيام، وأضافت أنه أيضا كان يضربه إذا دخل المطبخ بحثا عن الطعام، وأنه عندما يراه يتبول دون إرادته كان يبرحه ضربا باستخدام حزامه الجلد .
واستطردت المتهمة فى اعترافها قائلة، ويوم الواقعة وعقب وفاة الطفل نتيجة ضربه لتقيؤ الطعام، اتفاقنا على إلقائه من البلكونة والادعاء بسقوطه لإخفاء الجريمة.
انتقلت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية إلى مستشفى أحمد ماهر لمناظرة جثة الطفل المتوفى، وتبين وجود أثار تعذيب دموى منتشرة بجميع أعضاء جسده، وثبت أن وفاته بسبب نزيف داخلى الجمعة الماضية، فقررت بإشراف المستشار وائل شبل المحامى العام الأول للنيابات، حبس رجل وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بتعذيب نجل الأول 4 سنوات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وأمرت بتشريح جثمان الطفل المجنى عليه لتحديد سبب الوفاة وإعداد تقرير فنى بالصفة التشريحية للجثمان، وكلفت الأجهزة الأمنية بالقاهرة بسرعة التحريات حول الواقعة.
تلقى قسم الشرطة إخطارا من شرطة النجدة يفيد بلاغ من خلال مكالمة هاتفية بوفاة طفل نتيجة سقوطه بمنزله وارتطام رأسه بالأرض، وعلى الفور انتقل رجال المباحث بالقاهرة إلى محل الواقعة، وتبين أن منزل الطفل المتوفى بشارع البقلى بالخليفة، وبسؤال الأب قرر أن نجله تعثرت قدماه فسقط على الأرض وحدث إصابة برأسه فلقى مصرعه فى الحال، وبسؤال زوجه الأب رددت بنفس مضمون أقوال زوجها، وتم تحرير المحضر اللازم وعرضهما على النيابة والتى أمرت بما سبق.
