بعد صدور بيانين متضاربين..نفتح تاريخ التناقضات الإخوانية.. البنا يزعم عدم امتلاكه تنظيما خاصا.. والتلمسانى أعلن اختفاء التيار القطبى رغم وجوده.. والتنظيم أكد انتماء حركات العنف له ثم نفى

الخميس، 12 يناير 2017 02:30 ص
بعد صدور بيانين متضاربين..نفتح تاريخ التناقضات الإخوانية.. البنا يزعم عدم امتلاكه تنظيما خاصا.. والتلمسانى أعلن اختفاء التيار القطبى رغم وجوده.. والتنظيم أكد انتماء حركات العنف له ثم نفى بعد صدور بيانين متضاربين
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بيانان متناقضان صدرا عن جماعة الإخوان فى توقيت متقارب، إحداهما يعلن تمسكه رسميا بالعنف وتشكيل لجان نوعية لحمل السلاح، بينما بيان آخر يزعم فيه أن الجماعة لن تتجه للعنف، وأنه لا صلة لها بالسلاح، وهو أشبه بما حدث للجماعة الإسلامية فى تسعينيات القرن الماضى، عندما انقسمت الجماعة الإسلامية حول حمل السلاح والعنف.

 

البيانان المتناقضان، ظهرا تزامنا مع ما بثته حركة حسم الإخوانية، من بيان تعلن فيه العنف وحمل السلاح بشكل علنى، لترد به على بيان الإخوان الأخير الذى زعم أنهم لا يتبنون العنف.  

 

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تكذب الإخوان نفسها، بل على مر العصور كانت الجماعة تصدر بيانات متضاربة، أو تصريحات متناقضة، تسعى من خلالها توجيه عدة رسالة لتحقيق مصالحها ، وتظهر فيها بعدة أوجه.

 

المرة الأولى كانت من حسن البنا، مؤسس الإخوان، الذى خرج فى أربعينيات القرن الماضى، ليزعم أن الجماعة لا يوجد بها تنظيم خاص مسلح، إلا أن عملية اغتيال النقراشى فى أواخر أربعينيات القرن الماضى، وكذلك اغتيال الخازندار كشفت النقاب عن هذا التنظيم الخاص الذى يستخدم السلاح.

 

 

المرة الثانية كانت فى عهد عمر التلمسانى، المرشد الثالث للإخوان، الذى خرج فى فترة السبعينيات ليعلن اختفاء النظام القطبى فى الإخوان، بينما ظهر التيارا لقطبى بشكل واضح فى أواخر السبعينيات، ومثله محمود عزت وكذلك محمد بديع.

 

 

المرة الثالثة فى خروج الإخوان بعدة أوجه كانت منذ عام، عندما خرج طلعت فهمى، المتحدث الإعلامى للإخوان ليزعم أن حركات العنف داخل الإخوان مثل حسم ولواء الثورة لا تنتمى للجماعة، بينما خرج محمد منتصر، المتحدث الإعلامى للجماعة أيضا ليعلن أنهما ينتميان للإخوان.

وتسفيرا لهذا التناقض، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق للإخوان، إن هناك قيادتين للتنظيم، فجسم التنظيم التابع للمخابرات الإنجليزية ومقره لندن بقيادة إبراهيم منير ومحمود عزت المختفى وهذا التيار يسيطر على جزء كبير من التنظيم و يتسم بالخبث الشديد و يريد أن يروج للمظلومية و يضغط من أجل التفاهم مع النظام فى مصر حتى يعود التنظيم لمربع ما قبل 25 يناير 2011.

 

وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن جبهة محمد كمال الذى تموله قطر و تدفعه لإحداث الفوضى و عدم الاستقرار فى مصر لإضعافها.

 

وأوضح أن هناك انقساما وهميا وليس حقيقيا والفريقين متفقان على العنف ولكن تيار عواجيز الإخوان التقليديين يتبنى العنف المؤجل وهو يرى أن استمرار العنف سيقضى على ما تبقى من التنظيم و سيعطى المبرر للدولة المصرية لتوجيه الضربات المتلاحقة لقواعد التنظيم، ولن تقوم له قائمة بعد ذلك وهو مقتنعون بالهزيمة و يريدون التراجع مخافة ارتفاع ثمن الفاتورة أكثر من ذلك.

 

وأشار البشبيشى، إلى أن التيار المخالف لهم يرى ان العنف المسلح سيحقق لهم نجتح و سيضغط على النظام المصرى من أجل التنازل وقبول التنظيم الإخوانى فى المعادلة السياسية مرة أخرى، متابعا: "هى لعبة إخوانية قديمة قام بها حسن البنا من قبل عندما انكشف التنظيم الخاص المسلح سنة 1948، وقام بها حسن الهضيبى فى ستينيات القرن الماضى عندما اصدر كتاب دعاة لا قضاة ولعبها عمر التلمسانى مع السادات عندما تبرأ من القطبيين".

 

بدوره قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى، إن التناقض والمراوغة سمة من السمات الرئيسة للجماعة، وهي مستخدمة فى الأوقات العادية الاستثنائية مثل تلك التى تمر بها الآن".

 

وأوضح أن هذا التناقض، هو نتيجة الإفلاس الفكرى وعدم قدرة الجماعة على إدارة الأزمة مع الدولة التى ترفض كل محاولات الجماعة للمصالحة، كما أنها لن تمر بعملية مراجعة كتلك التى قامت بها الجماعة الإسلامية نتيجة تعدد مراكز القوى وعدد الأعضاء الكبير للجماعة فضلا عن امتدادتها الخارجية التى قد تقف حائلا ضد أية عملية مراجعة أو مهادنة للأفكار التى تبنتها الجماعة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة