كعادة أحاديثه الجماهيرية منذ توليه المسئولية قبل عامين.. لفت الرئيس السيسي مجددا إلى أحد الأدوار الهامة الغائبة عن المجتمع المصرى، وهى المسئولية الحقيقية التى تقع على النخب والصفوة، فى نشر التوعية بين أفراد المجتمع، ورفع مستوى الفكر للفرد لمواكبة التحديات المتلاحقة.
ولم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن غفلة الإعلام والرأى العام عن الحرب التى تشن ضد مصر، مجلاد تحذير أو تذكير بالواقع، إذ أنه أشار إلى أن عدم إدراك الشعب لحجم التحديات يفتح الباب للتساؤل حول دور النخب فى نشر التوعية، وتأهيل أفراد المجتمع لإدراك الواقع من أجل الاصطفاف بجانب الوطن.
خبراء ونواب، أكدوا أن دور النخب السياسية فى توعية المواطنين بحجم التحديات غائب بشكل كبير، واحتراف البعض منهم المعارضة فقط دون تقديم حلول، مشيرين إلى أن المرحلة الحالية تحتاج اصطفافا فعليا خلف القيادة، وتوعية المواطنين بحجم الحرب التى تشن ضد القاهرة، وتوجيههم بدورهم نحو المساعدة فى صد هذه الحرب، مشيرين إلى أن الإعلام لديه دور فى تسليط الضوء على المشروعات الحالية التى يتم افتتاحها.
من جانبها، قالت زينب على، عضو مجلس النواب، وعضو ائتلاف دعم مصر، إن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الإعلام والرأى العام غير منتبه للحرب التى يتم شنها ضد مصر، رسالة للقوى والنخب السياسية بضرورة أن تضع الأمور فى نصابها، وأن تهتم بمشاكل الوطن وأن يكون هناك اصطفاف حقيقى خلف الدولة المصرية خلال الفترة الراهنة.
وأضافت عضو مجلس النواب، لـ"اليوم السابع" أن النخب السياسية دائما ما تتحدث فى فرعيات وأمور لا تهم الرأى العام، وليس وقتها بينما يحتاج الوقت الراهن توعية المواطنين بحقيقة التحدى الذى تواجه مصر فى الفترة الحالية، وتضع طرق مواجهة هذه التحديات.
وتابعت عضو مجلس النواب، :"الوطن يحتاج مننا جميعا أن نقف خلف القيادة السياسية ومعاونتها لمواجهة التحديات الراهنة".
الإعلام والنخبة عليهم دور أكبر من ذلك لمواجهة التحديات، هكذا أكد النائب يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، ضرورة أن يكون للنخبة السياسية أدوار فعالة فى الاشتباك مع التحديات الراهنة وتوعية المواطنين بحجم الحرب التى تشن ضد مصر.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن الإعلام عليه أن يضع يديه على المشكلات التى يعانى منها المواطن، ويوعى الشعب بحجم المشروعات التى يتم تدشينها على أرض الواقع، والمكاسب التى ستعود على المصريين منها.
وأوضح وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، أن هناك ضرورة على الاتفاق بين النخب السياسية على هدف واحد، وهو مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وأن يكون هناك اصطفاف حقيقى لتنفيذ هذه الخطوة.
بدوره قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تصريحات الرئيس كشفت عن حجم المعاناة والتحديات التى تواجهها الدولة فى حربها على الإرهاب، وأن الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، والدولة مازالت قادرة على المواجهة ولكن الخسائر مازالت فادحة حتى الآن، ثالثا الرئيس يؤكد أن الإعلام مازال منشغلا بقضايا فرعية، وحدث تشتت فى الجهود ولم يستمر الاصطفاف الوطنى المطلوب للتخلص من الإرهاب.
وأشار الباحث السياسى، إلى أن النخبة ليس لها دور حقيقى فى مواجهة الإرهاب فهى ما زالت تسعى وراء مكاسب شخصية، كما أنها لعبت دورا فى زيادة معدلات الإرهاب من خلال شحنها للشباب وعدم قدرتها على المشاركة فى تقديم حلول لمواجهة التحديات، وبعضها هرب وألقى المسئولية على الرئيس فقط وتريد محاسبته، متابعا :"لقد احترفت النخبة دور المعارضة السياسية"
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد أن مصر تعيش حالة حرب حقيقية، وحجم العمليات التى تشهدها البلاد الآن، مماثل للعمليات فى الفترة من 1967 وحتى 1970 حينما قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مبادرة وقف إطلاق النار، لكن الحشد الإعلامى والرأى العام غير منتبهين للأمر.
