ذات يوم.. توفيق يبدأ خطة تفريق «العرابيين».. وعرابى يصمم على «وقفة عابدين»

الخميس، 08 سبتمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم.. توفيق يبدأ خطة تفريق «العرابيين».. وعرابى يصمم على «وقفة عابدين» الخديوى توفيق
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رجع الخديوى توفيق من مصيفه بالإسكندرية إلى القاهرة، فبدأ على الفور فى تنفيذ خطته لـ«القضاء على نفوذ الحزب العسكرى» بتعبير عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى» «دار المعارف - القاهرة»، والمقصود بـ«الحزب العسكرى» هم «أحمد عرابى ورجاله فى الجيش المصرى».
 
أعد الخديو خطته أثناء فترة المصيف، حسب تأكيد «الرافعى»، كان قوام الخطة: «تفريق وحدات الجيش ونقل الفرق الموالية للحزب العسكرى من العاصمة «القاهرة» لكى يستبدل بها فرقا أخرى موالية للخديو، فأصدر داود باشا يكن وزير الحربية أمرا بنقل «الآلاى الثالث» من المشاة «آلاى القلعة» الذى كان يرأسه إبراهيم بك حيدر إلى الإسكندرية بدلا من «آلاى الإسكندرية»، وأن يأتى هذا إلى القاهرة مكانه».
 
يؤكد «عرابى» فى مذكراته «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»: «اضطرب ضباط الآلاى الثالث: «ذهبت بهم الظنون والشكوك كل المذاهب، وقالوا إن الحكومة تقصد الانتقام منهم، وكان قد تردد على الألسنة أن فى النية إغراقهم فى كوبرى كفر الزيات كما حصل للأمير «حليم باشا» و«الأمير أحمد باشا بن إبراهيم باشا فى عهد سعيد باشا»،  ووفقا لـ«الرافعى» فإن حادثة الغرق تتلخص فى أن سعيد باشا أقام بالإسكندرية سنة 1858 حفلة دعا إليها أمراء البيت الخديوى، فلبوا الدعوة من بينهم الأمير أحمد باشا رفعت، وفيما كان الأميران عبدالحليم وأحمد رفعت عائدين إلى القاهرة بقطار خاص مع حاشيتهما سقطت العربة التى تقلهما فى النيل عند كوبرى كفر الزيات، فغرق الأمير أحمد رفعت، ونجا الأمير عبد الحليم، وكان لهذا الحادث ضجة كبيرة، إذ ذهبت أقوال الناس فيه مذاهب شتى، وقيل أن سقوط العربة فى النيل كان متعمدا لإغراق الأميرين».
 
اتفق «ضباط الآلاى» على رفض الإذعان لأمر وزير الحربية، والامتناع عن مغادرة القلعة، ويذكر «الرافعى»: «لما جمع إبراهيم بك حيدر قائد الآلاى ضباطا وتلا عليهم أمر الوزير أعلنوا جميعا أنهم يرفضون الإذعان له، فكتب إلى وزير الحربية يخبره بذلك،  واعتزم عرابى وصحبه تحريك الجيش والسير به إلى «سراى عابدين» فى شكل مظاهرة عسكرية لإملاء إرادتهم على الخديو، لكى يضعوا حدا للحالة القلقة التى وصلت إليها البلاد، ولإحداث الانقلاب الذى أرادوه».
 
كانت الأوضاع تزداد سخونة بدرجة تؤدى إلى المواجهة بين «عرابى» وتوفيق، ففى مثل هذا اليوم «8 سبتمبر 1881» حسب تأكيد «داود بركات» فى كتابه «الثورة العرابية بعد خمسين عاما- رؤية صحيفة الأهرام 1931-1932» «دار الكتب والوثائق القومية- القاهرة»: «اجتمع الضباط وأصدقاؤهم للبحث وذلك فى جلسة شديدة الاضطراب حتى أن المتطرفين اتهموا عرابى بالخيانة، ولكن عرابى أعلن أنه سيذهب فى الغد إلى عابدين مع الذين يريدون مرافقته وأنه سيطلب هناك من الخديو عزل رياض باشا «رئيس الحكومة» ودعوة مجلس النواب وزيادة عدد الجيش»، ويذكر «عرابى» فى مذكراته: «لما رأينا كثرة الدسائس وشدة الضغط من الحكومة وعدم التصديق على القوانين العسكرية التى تم تنظيمها، وعدم الشروع فى تأليف مجلس النواب الذى وعدنا الخديو بإنشائه أيقنا أن الحكومة تماطلنا فى تنفيذ الطلبات الوطنية، وصممنا على تجديدها فى صورة مظاهرة وطنية شاملة للعسكرية والأهالى الذين أنابونا عنهم فى المجادلة عن حقوقهم وتأمينهم على الأنفس والأموال والأعراض».
 
تحدد موعد المظاهرة بأن تكون يوم 9 سبتمبر سنة 1881 فى ميدان عابدين،  ويؤكد عرابى: «كتبت إلى ناظر الجهادية ليخبر الخديو، ثم كتبت إلى قناصل الدول، مؤكدا لهم أن لا خوف البتة من تلك المظاهرة على رعاياهم لأنها متصلة الغاية بأحوال البلاد الداخلية».
 
اضطرب الخديو فور تلقيه نبأ المظاهرة،  وبذل جهودا لعدم إتمامها منها وفقا لـ«الرافعى» إرسال ياوره الخاص طه باشا لطفى إلى عرابى وصحبه ليقنعهم بالعدول عنها لكنهم رفضوا، فاعتزم الخديو إقناع رؤساء الجند بنفسه فذهب ومعه رئيس الحكومة رياض باشا وأحمد خيرى باشا رئيس الديوان الخديوى إلى مركز آلاى بـ«قشلاق عابدين» وجمع الضابط والجند وخاطبهم برفق ولين: «أنتم أولادى وحرسى الخصوصى، فلا تتبعوا التعصب الذميم، ولا تقتدوا بأعمال الآلايات الأخرى» فأجابوا بالسمع والطاعة وتظاهر على بك فهمى قائد الآلاى بالخضوع والبقاء على ولائه، لكنه كان يضمر غير ما يظهر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة