أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

النظر لمصر بعدسة أمريكية!

الأحد، 25 سبتمبر 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بإيجاز شديد، حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى أزمة العلاقات المصرية الأمريكية، عندما أكد لديفد أجناتيوس، الكاتب الشهير بالواشنطون بوست، أن النظر لمصر بعدسة أمريكية غير منصف له ولظروف مصر، أوجز الرئيس لأن العدسة المصرية هى الأكثر إنصافا وإدركا لأوضاع البلاد داخليا، وعلى صعيد أحداث منطقة الشرق الأوسط، فلا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا يدرك حجم المخاطر، إلا من يعيش فى بؤرة الأحداث.
 
 
العدسة الأمريكية تبحث فى الداخل عن الفوضى والاضطربات، وتستكمل مسلسل الفوضى الخلاقة، لإنتاج أفلام أكشن تحقق أعلى درجات المشاهدة، حتى إن كان ذلك على جثة الوطن، أما العدسة المصرية فيجذبها الاستقرار بعد استرداد الوطن، وتسلط الأضواء على جهود حثيثة للتوصل إلى ديمقرطية حقيقية، تتلاءم مع ثقافات الشعوب واحتياجاتها، ومصر أعلم بظروفها والتحديات السياسية والاقتصادية التى تواجهها، وتمضى فى اقتحامها، وإيجاد حلول تحوز الرضا العام، وتخفف الأعباء المتوارثة.
 
 
العدسة المصرية تختزن خبرات واقعية وتاريخية، من خلال دورها المحورى، الذى يستعيد تأثيره، ويقوم على احترام رغبات الشعوب فى تقرير مصيرها، واعتماد الحواز السلمى طريقا لحل المشاكل والأزمات، ويؤيد رؤاها تجارب مريرة لدول الجحيم العربى، أدخلها الغرب بالتآمر والتوريط فى حروب وصراعات دينية، أدت إلى تمزيقها وهدم دولها وشقاء شعوبها، وأصبحت تلك الدول تنظر للتجربة المصرية بعين التمنى والتقدير والاحترام، ولن تهدأ المنطقة ويعود إليها الهدوء والاستقرار، إلا إذا رفعت الجيوش الأجنبية يدها عنها.
 
 
ماذا فعلت الجيوش الأجنبية فى سوريا غير تفجير صراعات لن تقدر على حسمها، وحولتها إلى مستنقع للصراع الدولى، ولا تعرف الجيوش الأجنبية هدفا محددا للحرب، ولا متى يصمت المدافع ولا من هو المنتصر ولا من هو المهزوم، فى حرب غامضة تتخفى أسبابها فى أطماع الدول الأجنبية، أما العدسة المصرية فشديدة الوضوح والواقعية، وتنبع من الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وتمهيد الطريق لنظام سياسى يحوز قبول الشعب السورى، وينهى سنوات الدم والنار، وموت الأبرياء فى عرض البحار.
 
 
العدسة المصرية ترى أن الإرهاب هو الشيطان الذى يهدد أمن واستقرار المنطقة، وتنادى بتركيز الجهود الدولية فى حرب حقيقية ضد الجماعات المسلحة، وليس الشعوب المغلوبة على أمرها، ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير بيئة دولية، لتجفيف منابع الإرهاب وقطع شرايين التمويل والتسليح.
 
 
العدسة الأمريكية جعلت دول وشعوب المنطقة معمل تجارب، والعدسة المصرية تعرف أن هذا الدواء فيه سم قاتل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة