صلاح دياب: مصر لن تفلس.. ولم تتخلف عن سداد أى استحقاق لدين

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 01:48 ص
صلاح دياب: مصر لن تفلس.. ولم تتخلف عن سداد أى استحقاق لدين رجل الأعمال صلاح دياب
د ب أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 أعرب رجل الأعمال البارز صلاح دياب، عن استغرابه للاهتمام الكبير الذي تعامل به البعض مع تقرير مجلة "الإيكونوميست" عن الأوضاع الاقتصادية في مصر، وشدد على أن مستقبل الاقتصاد الوطني يعتمد على سياسات الدولة وليس على تقارير من الواضح جدا أنها تعكس فقط وجهات نظر واضعيها.

 

وقال دياب في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في مكتبه  بالزمالك المطل على نهر النيل :"مصر لم تخرب ولم ولن تفلس .. فنحن لم نتخلف عن موعد سداد أي استحقاق لدين أو فائدة دين كما لم نماطل في سداد مستحقات أي شركة دولية تعاملنا معها ، ولا يعني ذلك أنه لا توجد مشاكل .. بلى، إننا نواجه الكثير من التحديات، والدولة منتبهة لها ولخطورتها وتعمل على إيجاد حلول لها".

وأشار "دياب"  إلى "أهمية أن تسرع الحكومة في حل المشكلات الاقتصادية، وعلى رأسها قضية جذب الاستثمارات لأنها عماد بناء أي اقتصاد ناجح"، وتساءل :"كيف نتوقع أن تأتي الاستثمارات إلينا، وحتى الآن لم يصدر لدينا قانون استثمار واضح ولم يتم تحديد الهوية الاقتصادية للدولة ولم تحدد قيمة الضريبة ومدة تثبيتها؟

ورجح أن تكون تلك هي نفس الأسباب التي حالت دون تحقيق المؤتمر الاقتصادي لنتائج ملموسة رغم مرور أكثر من عام على انعقاده.

كما دعا إلى "تعويم الجنيه وترك سعر الدولار للعرض والطلب". وحث الحكومة أيضا على "النظر  للأنظمة الضريبية الخاصة بالدول  الجاذبة للاستثمارات والعمل على أن تتنافس مصر معها، فلن يأتي مستثمر لبلد تفرض ضريبة  تقدر بأثنين وأربعين ونصف في المئة ويترك بلدا تقل فيها الضرائب عن ذلك بكثير .. لابد من العمل على تحسين التنافسية".

ورغم إبدائه تحفظا على أسلوب اختيار من يشغلون المواقع الهامة والمؤثرة بالدولة، فقد رأى أن اختيار أعضاء المجموعة الاقتصادية الموجودة حاليا تبدو في مجملها إيجابية، وقال :"ربما لا تكون موفقة بنسبة مئة بالمئة ولكنها بداية ودلالة على الاقتراب من الحلول الصحيحة ".

وأبدى دياب تفاؤله  بقيام  الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل مجلس أعلى للاستثمار برئاسته واختياره وزيرة تختص بالاستثمار من قلب عالم القطاع الخاص، أي أنها تعرف جيدا مطالب هذا القطاع وتحدياته.

واعتبر من أهم الإنجاز الاقتصادية للرئيس والمجموعة الاقتصادية هو "تقدم مصر للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي"، وقال :"هذه نقطة فارقة وعلامة على طلبنا الحل من أهل الخبرة والاختصاص والتوقف عن الاجتهادات أو محاولات استنساخ تجارب أخرى ناجحة بغض النظر عن اختلاف ظروف كل دولة".

ودعا الجميع وتحديدا وسائل الإعلام إلى أن توضح للمواطنين أن تقليص الدعم وطرح حصص من بعض الشركات في البورصة ليس شرطا مفروضا من صندوق النقد وإنما هو بالأساس ضرورة ملحة تقتضيها الأوضاع الصعبة، وقال :"الدعم يتسرب لمن لا يستحقه، فهو يصل لي وأنا مستثمر كبير ،كما يصل لأي مواطن محدود أو متوسط الدخل وهذا يؤنب ضميري، ولذا  أرى أنه من الأفضل أن يتحول الدعم لدعم نقدي ، أما طرح حصص للاكتتاب فهذا يحدث في كل العالم ويسهم بصورة رئيسية في توفير الأموال إلى جانب تحسين إدارة هذه الشركات".

وطالب دياب الحكومة بإعادة التفكير في المشروعات القومية الكبرى التي تنوي تنفيذها كمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وقال :"أقر بأن مثل هذه المشروعات  قد تكون جيدة ومهمة، ولكني أرى أن من الأفضل أن تبتعد الدولة عن تنفيذها تفاديا لاستنزاف مواردها وجهدها، وأن توكلها لمطورين من القطاع الخاص مع إعطائهم بعض المزايا التي تجعل هذه المشروعات جاذبة لهم وللمستثمرين فيها".

وأبدى دياب تفهما كبيرا لإسناد "السيسي" الكثير من المشروعات والمهام إلى الجيش، وقال :"السيسي رجل عسكري جاء ليحكم استجابة لطلب شعبي ... وبالتأكيد كان يلزمه وقت حتى يتعرف على الدولة وإدارتها وأساليب العمل في قطاعاتها ... وفي أول عام له لم يكن هناك برلمان ... إضافة إلى أنه ليس لديه، كما كانت لسابقيه من الرؤساء، حزب يدعمه ... وبالتالي لم يجد من يعتمد عليه غير مؤسسته الأولى".

 

ورفض "دياب" ما يقال بشأن استحواذ مؤسسة الجيش على السوق، وقال :"هذا غير صحيح إطلاقا، فنسبة استحواذ الجيش على السوق ليست كبيرة كما يُعتقد ... وأتصور أيضا أن مشاركته الحالية في عدد من الجوانب الاقتصادية تعد أمرا استثنائيا  طارئا في هذه المرحلة لعدم امتلاك جهات أخرى نفس الإمكانات والقدرات".

وعلى خلاف كثيرين، يرى دياب أن ما تلقته مصر من مساعدات مالية من دول خليجية في الفترات السابقة "قد أضر بها أكثر مما نفعها، لأنه أرجأ مواجهة لا مفر منها لإطلاق عملية الإصلاح".

 

وعزا دياب تراجع الدول الخليجية عن المزيد من فرص الاستثمارات  في مصر مؤخرا  لشعور تلك الدول بفقدان الأمل في استجابة الحكومة المصرية لنصائحها الاقتصادية الحديثة والرشيدة على مدار سنوات ماضية ، فأحست في النهاية أنها تلقي أموالها في بئر بلا قاع ... هذا بالطبع إلى جانب ما يسببه تراجع أسعار النفط من ضغوط على هذه الدول".

وأشاد دياب بالرؤى والإنجازات الاقتصادية الرائدة التي تتبناها كل من السعودية والإمارات، وقال :"إنهم يعتمدون تدابير كفيلة بأن تجعل من كل فرد في مجتمعاتهم قصة نجاح ... وأنا معجب برؤية ولي ولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان  القائمة على اقتصاد دون نفط، وبعملية التطور الرائدة التي يقودها الشيخ محمد بن راشد ،نائب رئيس الإمارات حاكم إمارة دبي،  وبحكمة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وتأثير ذلك على نشاط الأمارات والمنطقة بأكملها ."

وتوقع دياب  أن الدولتين، لو استمرتا على هذا النهج، ستحققان طفرات قوية وتكونان قادرتين على منافسة كبرى الاقتصاديات، داعيا الحكومة المصرية إلى الاستفادة من نصائحهما وتجاربهما.

وفي السياق نفسه توقع دياب أن تؤدي تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة والتي أكد فيها على المضي قدما في اتخاذ الإصلاحات الضرورية لتحويل دفة الاقتصاد وخفض الدين العام، واستعداده لمواجهة كل التحديات التى عطلت الإصلاحات فى مصر منذ عام 1977  إلي إعادة فتح باب التعاون الاقتصادي الجدي مع الدول الخليجية ...فتلك الاصلاحات الاقتصادية " ستجعل الجميع يدركون أننا نسير على الطريق الصحيح والمباشر لتحسين أوضاعنا "

وأكد أن جريدة "المصري اليوم" التي شارك في تأسيسها منذ عام 2004"كانت وستظل مستقلة وسيظل شغلها الشاغل هو خدمة الوطن والعمل على رفعته ورفعة أبنائه"، وأضاف :"وإن اختلفنا مع الدولة فإن الهدف دائما هو المصلحة العامة، فالدولة يديرها بشر غير معصومين من الخطأ .. الحقيقة تظل هي الهدف الأسمى، ونحن لا ننكر أبدا أي جهد إيجابي بل نسلط الضوء عليه ونشجعه".

وأوضح دياب، أن كافة القضايا والإشكاليات القانونية التي تعرض لها "انتهت تماما" بحمد الله.

وعارض دياب بشدة تصوير البعض لمشروع منح الجنسية للمستثمرين الأجانب مقابل دفع مقابل مالي بالعملة الصعبة على أنه بيع للهوية الوطنية أو أنه قد يكون مدخلا لأعداء الوطن.

وقال :"هذه هواجس عفا عليها الزمن ، والمبدأ مطبق في عدة دول، وبطبيعة الحال فإنه سيتم وضع شروط وضوابط عديدة تحكم عملية المنح وتضمن استبعاد أي شخص تحوم حوله أية شبهات".

وأكد دياب :"قد يأتي من يدعي أن لي شركاء إسرائيليين وأنى بدعمي لهذا المبدأ أريدهم أن يحصلوا على الجنسية المصرية، ولذلك فإني أستبق ما قد يُقال، وأؤكد أنه ليست هناك أي شراكة بيني وبين أية شركة إسرائيلية ولم أذهب لإسرائيل أبدا ولم أتعامل مع شركات إسرائيلية في حياتي ، ولكني لن أخجل أبدا إن ذهبت لإسرائيل إن كان في هذا فائدة لبلدي".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة