أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

«أقباط المهجر» على موجة «إخوان المهجر»!

الإثنين، 25 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقباط المهجر يحققون ما فشل فيه الإخوان، من إشعال الفتن فى الحوادث الطائفية، ويجهضون الإنجاز الكبير الذى تحقق، حين التحم عنصرا الأمة على قلب رجل واحد لإنقاذ البلاد من الضياع، ويبدو أننا نسينا الآن أن الخطر مازال قائما، وأن مشعلى الحرائق ينفذون لأى حادث صغير ليصبح أزمة كبيرة، وأن نفس الوجوه المحرضة التى اختفت عادت للظهور، فى وقت تحاول فيه البلاد لم شملها واسترجاع عافيتها.

حين تزايدت الاعتداءات على كنائس وممتلكات الأقباط، إبان فترة حكم الإخوان، استدعى المصريون المخزون الاستراتيجى للروح الوطنية، فخرج الشباب المسلم يحمى الكنائس ويدافع عن جيرانه المسيحيين، وأيقن الأقباط أن الاستقواء بمصر هو أقوى حماية، واستبشرنا خيرا بعودة الزمن الجميل للوحدة الوطنية، وانفتحت شهية الأقباط للمشاركة السياسية، ودخل أكبر عدد فى تاريخ مصر مجلس النواب، وبدأت الدولة تخطو خطوات ثابتة لإعلاء راية دولة القانون، فى التعاطى مع الحوادث الطائفية.

استبشرنا خيرا باختفاء الأصوات الزاعقة من الطرفين، والتسلح بروح 30 يونيو فى إعلاء شأن المواطنة، والتعامل مع الملفات القبطية بروح جديدة، بعيدا عن النزعة الطائفية والخطابات المتطرفة، وكان علينا أن ندرك أن موروثات سنوات طويلة، لا يمكن التخلص منها بين يوم وليلة، لأن جذور التطرف مازالت ممتدة تحت التربة، وهناك من يغذيها لتؤتى ثمارها المّرة التى لن تكون أبدا فى صالح عنصرى الأمة معا.

عودة بعض أقباط المهجر إلى التصعيد، واسترجاع نفس أساليب المسيرات والوقفات الاحتجاجية أمام البيت الأبيض، يشوه جهودا كبيرة تبذلها الدولة لترسيخ دولة القانون، فهى المظلة التى تحمى المجتمع كله، لأن مؤامرات العصف بأمن واستقرار الوطن، لا تستهدف الأقباط وحدهم وإنما إشاعة أجواء الفوضى التى ذقنا مرارتها مسلمينا وأقباط، وينبغى التعامل مع مثل هذه الحوادث على أنها جرائم جنائية، يبترها سيف القانون، وليس اللجوء إلى الكنائس والمساجد والغرب وأمريكا، واستخدامها كأوراق ضغط للابتزاز السياسى والتدخل فى الشأن الداخلى، فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة إلى التماسك والهدوء.

ما يفعله بعض أقباط المهجر يصب فى مصلحة قوى الشر، ولا أستبعد أن يشاركهم فى مسيرتهم أمام البيت الأبيض إخوان المهجر يوم 2 أغسطس المقبل، ليس دفاعا عنهم أو انتصارا لهم أو حبا فيهم، وإنما انتقاما وتشفيا فى بلدهم، وتذكروا الأيام السوداء التى عشناها معا مسلمينا وأقباط.. إذا كانت الذكرى تنفع المؤمنين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة